قُتل شخصان بصاروخ أُطلق من لبنان على نهاريا الساحلية شمال إسرائيل، في حين قُتل 20 شخصا على الأقل في غارتين إسرائيليتين على جبل لبنان، في وقت أطلق الجيش الإسرائيلي المرحلة الثانية من عمليته البرية في جنوب لبنان.
وأفادت هيئة الإسعاف الإسرائيلي، مساء اليوم الثلاثاء، بمقتل شخصين جراء سقوط صاروخ في نهاريا الساحلية.
وذكرت وسائل إعلام إسرائيلية أن صفارات الإنذار دوت في مدن حيفا وعكا ونهاريا وتل أبيب ومناطق الجليل الأعلى شمالا، جراء إطلاق صواريخ ومسيّرات من لبنان دفعت السكان إلى الاحتماء بالملاجئ.
وقال الجيش الإسرائيلي إن عددا من “الأهداف الجوية المشبوهة” أُطلقت من لبنان.
وأفادت الجبهة الداخلية الإسرائيلية بأن صفارات الإنذار تدوي في تل أبيب ومحيطها، في حين ذكر الجيش أنه اعترض 3 صواريخ عبرت من لبنان في منطقة الوسط.
وقالت القناة الـ12 الإسرائيلية إن العمل بمطار بن غوريون شرقي تل أبيب تعطل لأكثر من نصف ساعة إثر رشقة الصواريخ من لبنان.
وأوردت صحيفة يسرائيل هيوم وقوع إصابة مباشرة بمبنى في مدينة نهاريا الساحلية، وأظهرت مقاطع فيديو لحظة سقوط الصاروخ على المبنى وتصاعد أعمدة الدخان ونيران منه، قبل أن تعلن السلطات مقتل شخصين في المدينة.
كما أفادت الصحيفة بسقوط صواريخ في أكثر من موقع بنهاريا ومحيطها، ونقلت أيضا عن هيئة الإسعاف الإسرائيلي قولها بإصابة امرأة بجروح طفيفة إثر إطلاق صواريخ على وسط إسرائيل.
وقالت الجبهة الداخلية الإسرائيلية إن صفارات الإنذار تدوي شرقي حيفا للتحذير من تسلل طائرة مسيرة، وذكر الجيش الإسرائيلي أنه يراقب ويتابع هدفا جويا مشبوها دخل من لبنان باتجاه خليج حيفا، وأشار إلى أن الحدث لا يزال متواصلا.
وأفادت مراسلة الجزيرة بأن القبة الحديدية تحاول اعتراض صواريخ أُطلقت من لبنان فوق الجليل.
متداول | لحظة سقوط صاروخ أطلق من لبنان على أحد المواقع في نهاريا #الجزيرة #صورة pic.twitter.com/v6BrIthOIm
— الجزيرة فلسطين (@AJA_Palestine) November 12, 2024
هجمات لحزب الله
بدوره، أعلن حزب الله الثلاثاء استهداف 3 مستوطنات في شمال إسرائيل بصواريخ، والتصدي لمسيرتين وإجبارهما على مغادرة الأجواء اللبنانية، وكذلك استهداف قواعد إسرائيلية بعيدة عن الحدود.
وعبر سلسلة بيانات على منصة تليغرام، قال حزب الله إنه هاجم بصليات صاروخية مستوطنات كفر بلوم وكفر يوفال وديشون.
وأضاف أن دفاعاته الجوية تصدت لطائرتين مسيرتين من نوع “هرمز 450″، وأجبرتهما على مغادرة أجواء جنوب لبنان.
وقال الحزب، في بيان مساء الثلاثاء، إنه قصف قاعدة شراغا شمالي مدينة عكا المحتلة برشقة صاروخية.
كما أكد في وقت لاحق قصفه برشقة صواريخ نوعية قاعدة تل نوف الجوية جنوب تل أبيب.
توسيع العملية البرية
أفادت وسائل إعلام إسرائيلية، اليوم الثلاثاء، بأن الجيش الإسرائيلي بدأ المرحلة الثانية من عملياته البرية في لبنان.
وقالت صحيفة معاريف إن هدف المرحلة الثانية من عملية الجيش الإسرائيلي في لبنان هو القضاء على القدرة الصاروخية لحزب الله، وأشارت إلى أن المرحلة الجديدة تهدف أيضا إلى الضغط على حزب الله بشأن مفاوضات التسوية في لبنان.
ونقلت معاريف عن الجيش الإسرائيلي أن كل عمليات إطلاق الصواريخ التي جاءت أخيرا من جنوب لبنان نُفذت من مناطق لم ينشط فيها.
بدورها، قالت هيئة البث الإسرائيلية إن الفرقة 36 التابعة للجيش بدأت تعميق العملية البرية باتجاه مناطق جديدة في خط القرى الثاني جنوبي لبنان.
وأنذر الجيش الإسرائيلي، الثلاثاء، سكان 14 قرية بجنوب لبنان بإخلاء منازلهم “فورا” تمهيدا لقصف سينفذه بتلك المناطق، دون تحديد سقف زمني لعودتهم إليها.
وقال متحدث الجيش الإسرائيلي، في منشور على منصات التواصل، إنه يوجه الإنذار لسكان قرى شقرا، وحولا، ومجدل سلم، وطلوسة، وميس الجبل، وصوانة، وقبريخا، ويحمور، وارنون، وبليدا، ومحيبيب، وبرعشيت، وفرون، وغندورية.
ومنذ بدء العملية البرية الإسرائيلية بجنوب لبنان مطلع الشهر الماضي وجّه الجيش الإسرائيلي إنذارات مشابهة لعشرات القرى في جنوب لبنان.
وتشهد مناطق مختلفة في لبنان حركة نزوح من السكان هربا من الغارات الإسرائيلية المتواصلة.
قتلى وجرحى في لبنان
وقالت وزارة الصحة اللبنانية، مساء اليوم، إن 8 أشخاص قتلوا وأصيب 5 آخرين بجروح جراء الغارة الإسرائيلية على بلدة بعلشمية في جبل لبنان، وذلك بعد أن كانت أعلنت في وقت سابق سقوط 5 قتلى فقط.
ونقلت وكالة الصحافة الفرنسية عن مصدر أمني قوله إن الغارة استهدفت منزلا في منطقة عالية الجبلية البعيدة عن الحدود مع إسرائيل والتي نادرا ما تُستهدف، مشيرا إلى أن “المنزل يقطنه نازحون من بينهم عدد من النساء والأطفال”.
يأتي ذلك غداة غارة دامية في أقصى شمال لبنان على منزل تقطنه عائلة نازحة كذلك أودت بحياة 8 أشخاص، وفق وزارة الصحة.
وأعلنت وزارة الصحة اللبنانية، مساء اليوم سقوط 12 قتيلا و8 مصابين آخرين في حصيلة لغارة إسرائيلية على بلدة جون بجبل لبنان.
كما أعلنت الوزارة سقوط 3 قتلى و9 مصابين إثر غارتين إسرائيليتين على الهرمل في شرق البلاد ورومين في الجنوب.
وتشنّ إسرائيل بين حين وآخر غارات عنيفة على بلدات وقرى تقع خارج معاقل حزب الله، تستهدف سيارات أو أفرادا أو شققا سكنية بذريعة أنها تعود لأفراد في الحزب.
غارات على الضاحية الجنوبية
وشن الجيش الإسرائيلي، اليوم الثلاثاء، غارات جوية جديدة على الضاحية الجنوبية لبيروت التي تعد معقل حزب الله.
وارتفعت أعمدة الدخان فوق بيروت وهزت الانفجارات العاصمة في منتصف النهار تقريبا، وتلا الانفجارات تحذير نشره متحدث باسم الجيش الإسرائيلي على منصات التواصل الاجتماعي حدد 12 موقعا في الضاحية الجنوبية، قال إن الجيش “سيعمل ضدها… بقوة على المدى الزمني القريب”.
وحذر المتحدث السكان من أنهم يوجدون قرب منشآت تابعة لحزب الله.
ولم ترد تقارير بعد عن وقوع إصابات نتيجة لأحدث الضربات. ونزح معظم السكان من الضاحية الجنوبية لبيروت منذ بدأت إسرائيل قصف المنطقة في سبتمبر/أيلول الماضي.
وبعد اشتباكات مع فصائل في لبنان، بينها حزب الله، بدأت عقب شن إسرائيل حرب إبادة جماعية على قطاع غزة في 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023 أسفرت عن استشهاد وإصابة أكثر من 146 ألف فلسطيني، وسعت تل أبيب منذ 23 سبتمبر/أيلول الماضي نطاق الإبادة لتشمل معظم مناطق لبنان بما فيها العاصمة بيروت، عبر غارات جوية، كما بدأت غزوا بريا في جنوبه.
وأسفر العدوان على لبنان إجمالا عن 3 آلاف و287 قتيلا و14 ألفا و222 جريحا، بينهم عدد كبير من الأطفال والنساء، فضلا عن نحو مليون و400 ألف نازح، وجرى تسجيل معظم الضحايا والنازحين بعد 23 سبتمبر/أيلول الماضي.