إذا كنت في حدث ما يتعلق بمهنتك مثل ندوة أو معرض أو مؤتمر، أو كنت تُجري مقابلة عمل، أو تتحدث إلى عملاء جدد، أو كنت ترسل برسالة قصيرة إلى صاحب عمل محتمل عبر الإيميل، فأنت خلال كل هذه المواقف بحاجة إلى أن تقوم بتعريف نفسك بشكل حترافي وفعال وموجز.
إذا استطعت تقديم نفسك بكلمات دقيقة وواضحة ومختصرة، فإنك بذلك تساهم في ترك انطباع إيجابي عنك، مما قد يساعدك في توسيع شبكة علاقاتك المهنية أو يسهم في حصولك على الوظيفة التي تطمح إليها.
تقديم نفسك بشكل احترافي
يُقصد بالتعريف الذاتي تقديم بعض المعلومات الذاتية المهنية عنك عند مقابلة أشخاص جدد، خاصة حينما لا يكون هناك طرف ثالث لتقديمك. مثلا خلال مقابلات العمل، قد يوجه القائم على عملية التوظيف لك سؤالا محددا ومباشرا، هو: “أخبرني عن نفسك”، للإجابة عن هذا السؤال بشكل جيد، تحتاج إلى تقديم بعض المعلومات المهنية الذاتية بطريقة سريعة وفعالة.
لتقديم نفسك على الصعيد المهني بشكل فعال ومثير للإعجاب، يجب أن يحتوي تعريفك الذاتي على إجابات الأسئلة التالية: ما هدفك الوظيفي؟ ما المهارات أو نقاط القوة أو الخبرات التي تمتلكها والتي ستساعدك على تحقيق هذا الهدف؟ ما الإنجاز الذي حققته وقمت خلاله باستغلال كافة مهاراتك المهنية أو نقاط قوتك أو خبراتك؟ ما الذي ترغب في تحقيقه من خلال وظيفتك الحالية أو الوظيفة التي تسعى للحصول عليها أو التدريب الذي ترغب في بدئه؟ كيف يمكنك الاستفادة من إمكانيات المؤسسة التي ترغب في العمل فيها؟
ينبغي أن يكون تقديمك لذاتك حديثا طبيعيا يحمل طابعا إنسانيا، وليس مجرد نص محفوظ تكرره. كما يجب أن تتجنب الإطالة، وأن تظهر بثقة واتزان واحترافية.
كيفية تقديم نفسك شفهيا بفعالية
هناك مجموعة من النصائح والخطوات التي يمكن اتباعها لضمان تقديم ذاتي فعال، بحيث تصل المعلومات الأساسية بشكل واضح وتترك انطباعا إيجابيا لدى المستمع. من بين هذه النصائح:
تلخيص الوضع المهني: ينبغي أن تحتوي الجملة الأولى عند تقديم الذات شفهيا على اسمك أو مسماك الوظيفي أو خبرتك. أما إذا كنت في بداية مشوارك المهني، فيمكنك ذكر الدرجة التعليمية أو الشهادة التي تحملها.
شرح موجز للخبرة العملية: عند الحديث عن خبرتك، ركز على أهم التفاصيل المتعلقة بالشخص الذي تتحدث إليه. على سبيل المثال، إذا كنت في مقابلة عمل، اذكر مهاراتك وإنجازاتك المهنية بأسلوب محترف ومتزن دون مبالغة. أما إذا كنت تقدم نفسك لعميل محتمل، فتحدث عن منتجاتك وخدماتك بشكل مختصر، واختتم حديثك بذكر توقعاتك للخطوة التالية.
إضافة لمسة إنسانية: يمكن تحقيق ذلك من خلال التطرق لهواية أو اهتمام خاص، خاصة في المواقف غير الرسمية، مما يجعلك تبدو أكثر ودية.
استخدام لغة بسيطة ومفهومة: اختر كلماتك بعناية لتكون واضحة ومناسبة، مما يعزز اهتمام المستمعين ويجعل حديثك أكثر قابلية للتذكر.
التكرار: يساعد التكرار في التأكد من وصول النقاط الرئيسية إلى المستمعين وتمكينهم من تذكرها. وضع في اعتبارك أن المستمع يمتلك وقتا محدودا لفهم رسالتك، على عكس القارئ الذي يمكنه مراجعة النص عدة مرات.
الاستفادة من لغة الجسد: استخدم الإيماءات وتعبيرات الوجه وحركة اليدين لدعم حديثك. والوقوف بثبات يعزز ثقتك، كما أن إضافة فترات توقف بين الجمل وإبطاء وتيرة الحديث يسهم في تحسين التفاعل.
تجنب مواضيع معينة: من الأفضل تجنب التطرق إلى الأمور الشخصية بشكل مفرط أو الحديث السلبي عن زملاء أو رؤساء عمل سابقين أو أي مواضيع مثيرة للجدل.
التعريف بالذات عبر رسالة مكتوبة:
عند تقديم نفسك لشخص لم تقابله من قبل من خلال رسالة مكتوبة، سواء عبر البريد الإلكتروني أو وسائل التواصل الاجتماعي، يجب أن تكون الرسالة مشوقة وتثير اهتمام المتلقي حتى يتفاعل معك. وإلا فإنها قد تُتجاهل.
تُعد الرسالة المكتوبة وسيلة جيدة لتقديم معلومات أساسية عنك وشرح دورك المهني وبناء علاقة إيجابية. ومن النصائح في هذا السياق:
ابدأ بسطر موضوع ودود ومهني في آنٍ واحد.
وجه تحية ملائمة مثل “مرحبا”.
قدّم مسماك الوظيفي والدور الذي تقوم به مثل: “أعمل في فريق.. وأتطلع للعمل معك أو التعرف عليك”. استعرض جانبا من شخصيتك، فحتى في البيئات المهنية، يرغب الطرف الآخر في التعرف على شخصيتك لضمان توافقك مع ثقافة الشركة.
اختتم الرسالة بفتح المجال للحوار من خلال طلب الانضمام لمحادثة افتراضية إذا كان ذلك ممكنا، مثل: “أتطلع إلى فرصة للتعرف عليك بشكل أفضل في وقت يناسبك”.