قال محللون خلال نقاشات في وسائل الإعلام الإسرائيلية، إن تحقيق نصر عسكري في قطاع غزة، يبدو أمرا صعبا جدا، مشيرين إلى أن المقاومة لقّنت إسرائيل درسا يوم السابع من أكتوبر/تشرين الأول الماضي، وأن النصر الوحيد الممكن حاليا هو رحيل رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو.
وقال القائد السابق للشرطة دان حالوتس، إن هذه الحرب لن يكون بها أي نصر، ولن تحمل سوى الخسارة، مؤكدا أن النصر الوحيد هو أن يترك نتنياهو وظيفته، و”علينا دفع الإسرائيليين نحو تحقيق هذا الهدف”.
وفي السياق، قال راز ماطلون -وهو من ذوي بعض الأسرى-، إن الإسرائيليين خسروا كثيرا بسبب ما سمّاها “حالة العمى التي كنا نعيشها”.
وأضاف “لقد تجاوزنا هذه المرحلة وأصبحت الأمور شفافة وواضحة.. نحن لا نثق بالدفاعات العمياء التي وثقنا بها في الماضي”.
وتابع “أريد أن أقول أمرا يسيرا، وهو أنه في التقدم للأمام يتطلب أحيانا التراجع خطوات للوراء.. يمكن أن يكون هذا هو الواجب من أجل إعادة التنظيم”، مؤكدا “يجب أن نفكر بإعادة المخطوفين (الأسرى) قبل أي شيء”.
لقد أعطونا درسا
أما عضو الكنيست ألموج كوهين، فقال، إن إسرائيل “نسيت أن العدو (المقاومة) تتابع وتسمع وتدرس”، مضيفا “ما نفعله نحن لا يفعله مجند في أول أيامه بالتجنيد”.
وقال كوهين “لقد أصبنا بالغطرسة وأصبح أنفنا في الأعلى لسماعنا مقولات الجيش الأقوى والدولة العظمى”، مضيفا “أنا لا أؤمن بهذا الكلام.. لقد تعلمت درسا في التواضع”.
وتابع كوهين “أنت وسط هذه الغابة، وإذا كنت تعتقد أنك الأقوى، سيثبت لك غيرك عكس هذا، وإذا كنت تعتقد أنك الأكثر حكمة فسيثبت لك غيرك أنك غبي، وإذا كنت تعتقد أنك الأكثر تطورا، فسيثبت لك بطرق بدائية أنك لست كذلك، كما حدث في السابع من أكتوبر/تشرين الأول المنصرم”.
وأكد عضو الكنيست وجود مشكلات إستراتيجية تتطلب علاجا، مضيفا “لكن الأمر الوحيد المطلوب حاليا هو تحقيق النصر”.
القوات تعمل بشكل محدود
كما قال عضو الكنيست عن حزب الليكود داني دانون، إن إسرائيل مستعدة لدفع الأثمان، ولأنها أثبتت ذلك في السابق عندما قلت بوقف القتال (الهدنة المؤقتة)، مؤكدا أنه “قلِق من تصريحات رئيس الأركان الإسرائيلي”.
وأكد دانون أن القوات الإسرائيلية “تعمل بشكل محدود جدا في خان يونس، ولم نصل إلى شارع صلاح الدين في مدينة رفح أساسا، كما أن معبر رفح لا يقع تحت سيطرتنا”، مضيفا “أعتقد أن الحديث عن العودة (عودة المستوطنين إلى غلاف غزة) مبكر جدا”.
أفيف بوشينيسكسي، المستشار الإعلامي السابق لنتنياهو، قال “كنت أعتقد أننا قريبون جدا من تدمير حركة المقاومة الإسلامية (حماس)، كما قالوا لنا، لكن المحللين يقولون حاليا، إن الأمر سيتطلب وقتا”.
وأضاف “رئيس الأركان تحدث في نوفمبر/تشرين الثاني الماضي عن قرب إسرائيل من تدمير بل إبادة حماس في شمال غزة، فهل نجحنا في هذا؟”. وتساءل “هل يعرفون بالضبط أو بالتقريب حتى مكان يحيى السنوار، كما قال رئيس الحكومة؟”.
وختم بوشينيسكي بالقول “قبل أسبوعين قال رئيس الوزراء، إن نهاية حماس اقتربت، لكن أين نحن الآن؟ ماذا عن الجنود في الميدان؟”، مضيفا “يجب أن نعرف ما النهاية، وأن نطمئن العائلات التي تخشى أن يقتل أولادها، ناهيك عن أننا بعد أن ننتهي من غزة سنتجه إلى الشمال (لبنان)”.