مراسلو الجزيرة نت
الدوحةـ عادات عديدة ومتنوعة يمارسها سكان قطر خلال رمضان، حيث يأتي الشهر المبارك ليفتح خزانة من النشاطات والفعاليات والهوايات المميزة. فمن الصيد إلى عشاق السيارات القديمة “الكلاسيكية” إضافة إلى الرياضة والتصوير الفوتوغرافي وغيرها من النشاطات التي لا تحلو ممارستها إلا في الشهر الفضيل بحسب عشاق هذه الهوايات.
فمنذ القدم يمارس العديد من سكان قطر صيد الأسماك على كورنيش الدوحة، وبالتحديد قبل الإفطار، لما لهذه الهواية من فوائد ذهنية وصحية ونفسية عديدة، إضافة لهواية امتلاك السيارات القديمة والتجول بها على شكل جماعات تجوب شوارع قطر قبل الإفطار والسحور لترسم لوحات بألوانها الزاهية وأنواعها الفريدة والعتيقة التي يعود معظمها إلى عقود طويلة ماضية.
ويرى المواطن عبد الله الحاج -وهو من عشاق السيارات القديمة- أن فترات التنزه في رمضان تكون أكثر متعة بالسيارة القديمة، وهي عادة قديمة في قطر يزداد تألقها أكثر مع قدوم الشهر الفضيل وممارستها قبل موعد الإفطار، حيث التنزه مع الأطفال والعائلة وشراء الحاجيات ومشاهدة مدفع رمضان.
ذكريات جميلة
الحاج الذي يملك سيارة “كاديلاك” قديمة، يقول في حديثه للجزيرة نت إنه مرتبط بسيارته ارتباطا شديدا لعدة أسباب، أهمها الذكريات الجميلة التي عاشها مع من يحب من أهل وأصدقاء وأقارب فارق بعضهم الحياة، فهي تذكره بالأيام الجميلة والأوقات الممتعة التي لا يمكن أن تعوض.
ويضيف أنه يعتني بسيارته بشكل دوري، فهذه السيارات تحتاج معاملة خاصة من الصيانة الدورية والنظافة لتبقى محافظة على قوتها وشكلها الأنيق، مشيرا إلى أن الكثير من سكان قطر لا يخرجون سياراتهم القديمة للشوارع إلا في مناسبات معينة، منها شهر رمضان الكريم للمشاركة بالمسيرات في الكورنيش أو درب لوسيل.
ويصف الحاج عشاق السيارات القديمة في قطر بالطيور التي تتوافق مع أشكالها، حيث تتشكل تجمعات الشباب بحسب طرازات السيارات التي يملكونها “فستجد مجموعة من محبي السيارات الألمانية القديمة، ومجموعة أخرى لعشاق السيارات الأميركية الكلاسيكية، حيث يتم التنسيق بين محبي هذه السيارات -على منصات التواصل الاجتماعي- لعمل المسيرات والتنسيق لتحديد أماكن التجمعات وتحديد الأفكار والمعلومات”.
أوقات مختلفة
ويشير المواطن إلى أن تجمعات السيارات القديمة في قطر يتم في أوقات مختلفة من العام، ولكن الأهمية تأتي في شهر رمضان، لوجود عدد من المهتمين بهذه الهواية وكذلك هواة التصوير، حيث تظهر صورة السيارة بشكل أفضل وسط الأماكن الجميلة التي تتميز بالشوارع الواسعة والعريضة منعا لإزعاج أي أحد.
ويشهد درب لوسيل -خلال أيام رمضان المبارك- استعراضات بعشرات السيارات الكلاسيكية والحديثة قبيل موعد صلاة المغرب وتناول الإفطار، حيث يظهر المشهد الاستعراضي الرمضاني الذي أصبح عادة سنوية مستمرة مدى تمسك بعض القطريين بالسيارات القديمة.
وكانت فعالية السيارات الكلاسيكية تقام على الكورنيش خلال السنوات السابقة، إلا أنها ومنذ العام الماضي أصبحت تقام في درب لوسيل كنوعٍ من التجديد، حسب ما قاله طارق الموسى مُنظم فعاليات بمركز “مواتر” المعني برياضة الاستعراض، والمسؤول عن تنظيم فعالية السيارات الكلاسيكية بدرب لوسيل، في تصريحات سابقة.
وتشمل الاستعراضات بالسيارات مشاركة نحو 3 آلاف سيارة كلاسيكية وحديثة في مسير قبل الإفطار ينظمه مركز “مواتر” بالتنسيق مع الإدارة العامة للمرور وإدارة مدينة لوسيل.
صيد السمك قبل الإفطار
هواية أخرى يمارسها سكان قطر خلال شهر رمضان، ومنهم السنغافوري محمد ساحب قاتي العاشق للصيد على كورنيش الدوحة، حيث صيد الأسماك وسط أجواء ممتعة يصفها بأنها الأفضل على مدار العام، حيث تتجمع الأسماك عند المياه الدفئة بقرب الساحل ومع غروب الشمس.
محمد مقيم في قطر منذ 23 عاما حيث يعمل بالدوحة مهندس إنشاءات، ومع مرور الوقت لاحظ وجود عدد من الصيادين على كورنيش الدوحة القديم فقادته قدماه للتجريب، ليجد في الصيد ضالته ومبتغاه، حيث قال إن الصيد منذ ذلك اليوم أصبح هوايته المفضلة، ولكن شيئا ما تغير مع قدوم أول رمضان يقضيه في قطر.
يقول للجزيرة نت إن صديقا قطريا له نصحه، قبل حوالي 22 عاما، بأن يجرب الصيد في شهر رمضان وخاصة قبل الإفطار، حيث أكد له أنه سيوفق في صيد ثمين من الأسماك ذات الحجم الكبير بهذا التوقيت، وبالفعل تمكن محمد بعد تنفيذ النصيحة من تحقيق أفضل حصة صيد له في حياته، الأمر الذي جعل عملية صيد الأسماك في رمضان، وعلى الكورنيش، وقبل الإفطار عادة معتمدة لديه.
الصورة أجمل في رمضان
ومن الصيد إلى التصوير الفوتوغرافي، حيث ينشط محبو هذه الهواية خلال شهر الكريم في قطر، فتجدهم منتشرين في الأماكن السياحية من كتارا ولوسيل ومشيرب والكورنيش وسوق واقف، يوثقون بكاميراتهم صورا مميزة للفعاليات والنشاطات التي تنظمها الدولة.
أحمد يسري أحد هواة التصوير الفوتوغرافي يقول إن هذه الهواية تنشط في شهر رمضان بقطر لعدة أسباب:
- كثرة الفعاليات الرمضانية العامة والخاصة.
- رغبة الجمهور في زيارة أماكن مختلفة.
- تعدد النشاطات والهويات الاجتماعية كمسير السيارات الكلاسيكية.
- توافد الناس على المساجد والأسواق والمطاعم.
ويؤكد يسري -في حديثه للجزيرة نت- أن كل هذه العوامل تنشط المجتمع، وتحدث حركة في أماكن ربما كانت ساكنة قبل شهر رمضان، الأمر الذي ينتج عنه لحظات رائعة تجذب وتلفت أي مصور لالتقاطها وتوثيقها، فهي لا تتكرر كل يوم.