أديس أبابا- تحظى العاصمة الإثيوبية أديس أبابا بمكانة متميزة، ليس فقط من الناحية الجغرافية كونها أعلى عاصمة بأفريقيا، لكن أيضا لأنها شهدت عبر مراحل منذ تأسيسها عام 1886 على يد الإمبراطور الإثيوبي منليك الثاني تحولات كبرى جعلتها قبلة للقادة والزعماء الأفارقة وعاصمة السياسة الأولى في القارة السمراء.
ولعل أحد أسباب هذا التميز السياسي أن “الزهرة الجديدة” (معنى أديس أبابا باللغة الأمهرية) تحتضن بعضا من أهم المنظمات ومؤسسات اتخاذ القرار السياسي في أفريقيا، وفي مقدمتها مقر الاتحاد الأفريقي.
ويضم هذا المقر -الذي شيد عام 2012 بتمويل أساسي من قبل الحكومة الصينية- ثاني أعلى مبنى في البلاد، إضافة إلى مبان فرعية وعشرات المكاتب وقاعات المؤتمرات، أكبرها صالة باسم الزعيم الجنوب الأفريقي نيلسون مانديلا.
كما يتسم بخصائص عمرانية وتاريخية عدة، فمثلا اُختير طول برجه الرئيسي (99.9 مترا) للإشارة إلى اعتماد “إعلان سرت” الذي تأسس بموجبه الاتحاد الأفريقي في 9 سبتمبر/أيلول 1999.
كما أن جزءا منفصلا منه -وهو مقر مجلس السلام والأمن التابع للاتحاد الأفريقي– شيد بشكل مستقل بتمويل من الحكومة الألمانية عام 2016 على أنقاض سجن “أليم بيكان” سيئ السمعة.
واستخدم هذا المعتقل أثناء سنوات الاجتياح الإيطالي لإثيوبيا، كما استخدمه الإمبراطور هيلا سيلاسي والرئيس منغستو هيلا مريام لإيواء السجناء السياسيين.
الجزيرة نت دخلت المقر وتجولت في أنحائه وبين ممراته لتكشف من خلال الصور مزيدا من الخبايا التي يكتنزها هذا المبنى العامر بالرمزية السياسية والتاريخية.