خلال حلقة 2025/3/13، زار برنامج “عمران” عددا من مراكز النازحين في ولاية القضارف لمعرفة أوضاعهم والوقوف على ما تعرضوا له خلال الحرب الدائرة بين الجيش وقوات الدعم السريع.
وتحدث البرنامج مع عدد من الموجودين في مراكز الإيواء التي تفتقر إلى أدنى مقومات الحياة، إذ طلبوا تزويدهم بخيمة لتغسيل الموتى بداخلها.
ويعاني هؤلاء أوضاعا مأساوية فلا خيام في المخيمات ولا مياه ولا طعام، يقولون إنهم يعيشون على ما يمدّهم به الغير بعد أن كانوا يعيشون حياة كريمة مستقرة قبل الحرب.
وقالت إحدى النازحات من دندرة إنهم وصلوا إلى المخيم بسبب هجوم قوات الدعم السريع على بيوتهم، وإنهم تركوا كل شيء خلفهم ولم يحملوا سوى أولادهم.
ولم يعد الطلاب قادرين على مواصلة دراستهم بعدما تحولت المدارس إلى مراكز إيواء يحتشد بداخلها النازحون من كل مكان.
غياب كل الخدمات
ورصد البرنامج أزمة المياه التي يعانيها النازحون إذ يعتمد أكثر من 1500 إنسان على برميل مياه واحد لدرجة أنهم يصطفون منذ الصباح الباكر للحصول على كمية محدودة من المياه.
كما يستخدم النازحون عددا محدودا من دورات المياه. وقالت إحدى السيدات إن أحدهم قد ينتظر ساعة ونصف الساعة حتى يتمكن من دخول دورة المياه التي لا تكفي هذه الأعداد الكبيرة.
ورغم هذه الأوضاع المأساوية، تحرص إحدى النازحات على شراء القليل من التمر لتوزيعه على الناس كل يوم جمعة، لتعويض “البليلة” التي كانت تتصدق بها على المصلين كل جمعة قبل الحرب.
ليس هذا وحسب، فقد قالت السيدة إن هذه الحرب كانت سببا في معرفتهم بظروف آخرين غيرهم لم يكونوا يشعرون بهم قبل النزوح. وأضافت “هذا النزوح جعلنا نعرف أن هناك جياعا وعطاشا كنا نغلق أبوابنا علينا ولا نشعر بهم”.