قال وزير الإعلام السوري حمزة المصطفى إن “الخطاب الانعزالي” لبعض الجماعات في محافظة السويداء (جنوبا) قوّض الجهود السياسية، متهما الرئيس الروحي لطائفة الموحدين الدروز حكمت الهجري بالاستقواء بالخارج.
وجاء حديث المصطفى للجزيرة في إطار تعليقه على أحداث السويداء والتدخل الإسرائيلي تحت ذريعة “حماية الدروز” وجعل منطقة الجنوب “منزوعة السلاح”.
وكشف الوزير أن بلاده وافقت على مطالب الهجري، لكنه تبرأ من الاتفاق لاحقا مستقويا بالخارج، كما اتهم مجموعات الهجري بارتكاب جرائم في السويداء بهدف إحداث تغييرات ديموغرافية.
وكان الهجري قد أطلق مناشدات للرئيس الأميركي دونالد ترامب ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بالتدخل من أجل ما سمّاه “إنقاذ السويداء”.
كما طالبت الرئاسة الروحية لطائفة الدروز -في بيان- بما وصفتها بالحماية الدولية على خلفية خطورة الوضع في هذه المحافظة السورية.
ووفق المصطفى “لم تكن هناك حملة عسكرية قامت بها الدولة في السويداء” بل كانت استجابة منها “لانفلات صراع اجتماعي حدث” مؤكدا أن “التدخل الإسرائيلي لمحاولة قلب الوقائع في السويداء حال دون تدخل الدولة السورية”.
وأشار إلى وجود محاولة لإنشاء “درزية عابرة للحدود” متسلحة بمرجعيات روحية للدروز داخل فلسطين المحتلة.
وكذلك، أقر بأن محاولة اختلاق إدارات وكانتونات منعزلة ليست جديدة في تاريخ سوريا، لافتا إلى أن تهديدات إسرائيل وسياسات رئيس وزرائها العدوانية “لا تحظى بقبول دولي”.
وقد دارت اشتباكات دامية منذ الأحد الماضي بين عشائر بدوية ومجموعات درزية في السويداء تطورت إلى عمليات انتقامية، في حين عرقلت غارات جوية -شنتها إسرائيل على محافظات سورية بزعم “حماية الدروز”- جهود القوات الحكومية لاحتواء الأزمة.
وقد اتهم وزير الإعلام السوري خصوما في 4 دول -لم يسمها- بنشر خطاب طائفي مزيف لتأجيج الوضع في بلاده، مشيرا إلى أن خصوم الدولة السورية الجديدة ينشرون أخبارا زائفة ويقومون بحملات وفق وتيرة غير مسبوقة.
وحسب المصطفى، فإن البعض يحاول الاستثمار في خطاب الكراهية الذي تبناه النظام السابق.
وأعرب عن ثقته في أن السويداء “لن تبدل انتماءها الوطني” كما ترحب الدولة بمشاركتها في العملية السياسية، مؤكدا أن الشعب السوري تمكن عبر تاريخه من التغلب على السياسات الانعزالية.
وأكد وزير الإعلام أن الدولة الجديدة تعهدت بأن تكون الحاميةَ لمواطنيها، فهي قائمة على أساس شعب واحد وجيش واحد وحكومة واحدة.
ووفق المصطفى، فإن الاشتباكات توقفت في المناطق المركزية من السويداء، في وقت تعمل فيه الدولة على إعادة الاستقرار للمحافظة وتثبيته لإنجاح الحلول السياسية.
وقال أيضا إن مرحلة إصلاح الكهرباء والاتصالات قد بدأت، مما يمهد لمرحلة من الاستقرار تعتمد على الحلول السياسية في السويداء.
وكانت الاشتباكات قد تصاعدت عقب انسحاب القوات الحكومية -مساء الأربعاء الماضي- بموجب اتفاق مع الجماعات المحلية في المحافظة.
وقد أعلنت وزارة الداخلية لاحقا توقف الاشتباكات في السويداء وإخلاء المنطقة من مقاتلي العشائر عقب انتشار قوات الأمن لتطبيق وقف إطلاق النار، في حين توعد مجلس القبائل والعشائر بالرد على أي خرق للاتفاق.
وأفادت وزارة الصحة بمقتل 260 شخصا وإصابة 1698 آخرين باشتباكات السويداء، في حين وثّقت الشبكة السورية لحقوق الإنسان مقتل 321 شخصا خلال القتال منذ الأحد الماضي، من بينهم عاملون في الخدمات الطبية ونساء وأطفال.
ومنذ مايو/أيار الماضي، يتولى إدارة الأمن في السويداء مسلحون دروز بموجب الاتفاق بين الفصائل المحلية والسلطات، لكن ينتشر في ريف المحافظة أيضا مسلحون من عشائر البدو السنة.