مراسلو الجزيرة نت
غزة- “كأنه يوم عيد” تقول الفلسطينية الخمسينية ماجدة قديح، وهي تلوح بعلم فلسطين، وسط حشود من المحتفلين بدخول اتفاق وقف إطلاق النار حيز التنفيذ.
وبشكل عفوي اندفعت حشود من الفلسطينيين، غالبيتهم من النازحين في الخيام ومراكز الإيواء، نحو مجمع ناصر الطبي في مدينة خان يونس جنوب قطاع غزة، ملوحين بالأعلام الفلسطينية ورايات فصائل المقاومة.
وأمضت ماجدة (59 عاما) فترة الحرب كلها نازحة بعيدة عن منزلها القريب من السياج الأمني الإسرائيلي في شرق مدينة خان يونس، وتنقلت من مكان إلى آخر في رحلة نزوح وصفتها بالمريرة، وتقول للجزيرة نت “الآن سأعود إلى بيتي شبه المدمر، وسأقيم فيه ولو على الأنقاض”.
انتصار لغزة
تعتبر ماجدة النجاة من المحرقة “انتصارا لنا كفلسطينيين في غزة”، وتقول “الاحتلال قتل ودمر، وفقدنا الكثير من الأهل والأحباب، وقلوبنا تعتصر دما وألما، ولكننا نقول للعالم أجمع إننا باقون على هذه الأرض، وجذورنا راسخة فيها كشجر الزيتون”.
وعلى مقربة من ماجدة كان شاب يرفع لافتة كتب عليها “نحن نحب غزة” باللغة الإنجليزية، ويقول للجزيرة نت “سنبقى هنا ولن نرحل، ولن ينجحوا في تهجيرنا”.
تأييد المقاومة
وعلى وقع إطلاق نار في الهواء، صدحت حناجر المحتشدين، من شبان وفتيات وأطفال، بشعارات مؤيدة للمقاومة الفلسطينية، وفي مقدمها كتائب عز الدين القسام الجناح العسكرية لحركة المقاومة الإسلامية “حماس”.
وقال مقاوم فلسطيني كان على متن سيارة يعلوها مسلحون يلوحون بأسلحتهم في الهواء: “حماس باقية”، ونقول لنتنياهو وبن غفير وسموترتيش: “فعلناها في 7 أكتوبر وسنكررها”.
الأطباء والصحافة
كان للطواقم الطبية من أطباء ومسعفين نصيب وافر من هتافات المحتفلين بوقف إطلاق النار، تقديرا منهم لما بذلته هذه الطواقم من جهود مضنية منذ اندلاع الحرب عقب عملية طوفان الأقصى في 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، في مداواة آلام الضحايا، وفي تحدي الاستهداف والظروف وقلة الإمكانيات.
كما هتفت الحشود للصحفيين الفلسطينيين، ولشبكة الجزيرة ومدير مكتبها في قطاع غزة الزميل وائل الدحدوح، اعترافا وتقديرا لدورهم البارز في العمل على مدار الساعة لملاحقة جرائم الاحتلال، حيث تعرض الدحدوح وأفراد أسرته للاستهداف، وكذلك العشرات من الزملاء وأسرهم.
وقد فقد القطاع الصحي أكثر من ألف شهيد من أطباء وممرضين ومسعفين، كما استشهد أكثر من 200 صحفي وصحفية، علاوة على استشهاد كثير من أفراد أسرهم.