قالت صحيفة يديعوت أحرونوت إن مؤتمرا حاشدا سينظم في القدس المحتلة يوم الأحد المقبل لتشجيع الاستيطان في قطاع غزة ويشارك فيه نحو 20 وزيرا إسرائيليا، بعضهم من حزب الليكود الحاكم.
وأوضحت الصحيفة في تقرير نشرته أمس الثلاثاء أن المؤتمر الذي ينظمه ائتلاف منظمات الاستيطان سيشارك فيه آلاف الإسرائيليين من التيار الديني والقومي المتطرف، من بينهم وزراء وأعضاء في الكنيست الإسرائيلي، وسيناقش مرحلة ما بعد الحرب في غزة.
وأشارت إلى وزراء ومسؤولين إسرائيليين ينشطون في الحشد للمؤتمر والدعوة للمشاركة فيه، ونقلت عن وزير السياحة حاييم كاتس -وهو من حزب الليكود الحاكم- دعوته لعودة المستوطنات الإسرائيلية في غزة، وتأكيده على أن الاستيطان هو السبيل الوحيد لجلب الأمن لإسرائيل.
وقال كاتس إن الهجوم الذي تعرضت له إسرائيل في 7 أكتوبر/تشرين الأول الماضي يؤكد أن “حماقة اقتلاع المستوطنات من غوش قطيف وشمال السامرة (الضفة الغربية) يجب تصحيحها”.
وغوش قطيف هي مستوطنات في قطاع غزة انسحبت منها إسرائيل عام 2005 في عهد رئيس الوزراء السابق أرييل شارون ضمن خطة أحادية الجانب عرفت آنذاك بفك الارتباط، وشملت أيضا إخلاء 4 مستوطنات في قضاء جنين شمالي الضفة الغربية.
ودعا الوزير الإسرائيلي إلى إلغاء خطة فك الارتباط وإعادة المستوطنات في غزة، مؤكدا أن ذلك يشكل بداية مهمة.
وقال إن استعادة أمن إسرائيل “ستكون عبر ضربة عسكرية قوية واستئناف الاستيطان في قطاع غزة وشمال السامرة، وستكون أيضا رسالة قوية لأعدائنا مفادها أننا لن ننكسر أبدا”، وفق تعبيره.
دعوة لمنع قيام دولة فلسطينية
وأفادت وكالة الأناضول بأن وزير الثقافة والرياضة الإسرائيلي ميكي زوهار دعا إلى حضور المؤتمر.
وقال زوهار في مقطع فيديو ظهر فيه إلى جانب رئيس “مجلس السامرة” -الذي يدير مستوطنات الاحتلال في الضفة الغربية- وقادة حركة “ناحالا” الاستيطانية “سنعقد مؤتمرا مهما نشرح فيه جيدا أهمية الاستيطان، ولماذا يعتبر منع قيام دولة فلسطينية أمرا مهما”.
وأضاف زوهار “بعد الذي عشناه في 7 أكتوبر أصبح الجميع يدرك أن طريقنا للانتصار كشعب وكأمة هو من خلال الحفاظ على القيم والمبادئ التي يعبر عنها الاستيطان والحفاظ على الأرض”.
وأكد على أهمية المؤتمر في تعزيز الاستيطان، وقال “أنا متأكد أن كل من يأتي إلى المؤتمر ويسمع ما سنقوله هناك سيفهم جيدا أن معنى أمن البلاد ومستقبل أبنائنا يبدأ أولا بالاستيطان والحفاظ على أرضنا”، وفق تعبيره.
ونقلت الأناضول أيضا عن رئيس مجلس السامرة يوسي دغان قوله إن “اتفاق أوسلو والطرد (من المستوطنات) جلبا هذه المحرقة، واستئناف الاستيطان في قطاع غزة وشمال القطاع أولا والعودة إلى شمال السامرة سيمنحاننا الأمن”.
ويبدو أن دغان يقصد بالمحرقة عملية “طوفان الأقصى” التي أدت إلى مقتل نحو 1300 إسرائيلي وأسر نحو 250 آخرين.