في واقعة قد تكون الأولى من نوعها على الإطلاق، تمكن علماء الأحياء البحرية من توثيق ظهور سمكة الشيطان الأسود بالقرب من سطح البحر قبالة سواحل جزيرة تينيريفي، كبرى جزر الكناري الإسبانية الواقعة في المحيط الأطلسي.
تمتاز هذه السمكة بمظهرها المرعب وتعيش في أعماق سحيقة تصل إلى مئات الأمتار، حيث لا يصل ضوء الشمس.
دهشة العلماء
ولم يسبق أن رُصدت هذه الكائنات حية في وضح النهار وعلى مقربة من السطح كما حدث مع فريق منظمة “كوندريك تينيريفي” غير الربحية، والتي رصدت السمكة.
وقد أثارت المشاهد دهشة الأوساط العلمية بعد نشر المقطع عبر صفحتهم الرسمية على منصة إنستغرام، حيث حقق أكثر من 12 مليون مشاهدة خلال 6 أيام.
ظهرت هذه السمكة المخيفة على بعد كيلومترين من سواحل تينيريفي، وعند اقتراب الباحثين منها، تعرفوا عليها بسرعة ووجهوا عدساتهم صوبها، موثقين إحدى أندر اللقطات البحرية المسجلة.
لكن المشهد لم يدم طويلا، إذ فارقت السمكة الحياة بعد وقت قصير من تسجيل اللقطات.
لغز الظهور المفاجئ
تساءل الباحثون عن السبب الذي دفع هذه السمكة، التي تعيش في الظلام الدامس، إلى الصعود إلى المياه الضحلة القريبة من السطح، وهي بيئة لا تناسبها على الإطلاق.
وقد قدم العلماء عدة فرضيات لتفسير هذا السلوك غير المعتاد؛ فالبعض رجّح أن السمكة كانت تحاول الفرار من مفترس آخر، بينما اقترح آخرون أنها ربما ابتلعت شيء يحتوي على هواء تسبب في دفعها إلى السطح.
وهناك تفسير آخر يرتبط بالطبيعة الجيولوجية للمنطقة، حيث يُعرف هذا الجزء من المحيط بنشاطه البركاني، ما قد يكون أدى إلى نشوء تيارات دافئة صاعدة من الشقوق تحت سطح البحر، وهذا جعل السمكة غير قادرة على العودة إلى الأعماق.
![The Aquarium Osaka ,Kaiyuukan is an aquarium located in Minato-ku, near Osaka Bay. The aquarium is about 5 minutes walk from the station Osakako of the Chuo Line (Osaka Subway).In the aquarium approximately 470 species are exhibited.](https://www.aljazeera.net/wp-content/uploads/2025/02/%D8%B4%D8%B4-1739339827.jpg?w=770&resize=770%2C513)
وحش في الأعماق
تحمل سمكة الشيطان الأسود اسما آخر شائعا، وهو سمكة “أبو الشص”، نسبة إلى الزائدة الطويلة التي تبرز في مقدمة رأسها، والتي تصدر ضوءا لجذب الكائنات الحية الأخرى، تماما مثل الطعم المستخدم في شص الصنارة، قبل أن تنقض على فريستها بلمح البصر مستخدمة أسنانها الحادة البارزة.
وتُعد إناث الشيطان الأسود أكبر حجما وأقوى مقارنة بالذكور، إذ يمكن للأنثى أن تنمو حتى تصل إلى 18 سنتيمترا، وتمتاز بأسنان إبرية حادة وزائدة مضيئة مميزة، بينما يبقى الذكور بأحجام صغيرة للغاية لا تتجاوز 3 سنتيمترات، بالإضافة إلى الافتقار للزائدة المضيئة.
وفي بعض الأنواع القريبة، يتصل الذكر جسديا بالأنثى طوال حياته، متحولا إلى مجرد كائن طفيلي يعتمد عليها بالكامل في البقاء، وتعتبر هذه واحدة من أغرب طرق التكاثر في عالم الحيوان.