استعرض برنامج “الشبكة” بحلقة (2025/2/21) مجموعة من المفارقات المثيرة للجدل، فتناول بأسلوبه الساخر ما اعتبره احتفاء رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بإضراب أهالي الأسرى الإسرائيليين عن الطعام.
وحسب الحلقة، فقد اعتبر نتنياهو أن إضراب أهالي الأسرى “يساهم في دعم الاقتصاد الإسرائيلي” عبر تخفيف نفقات التغذية، إذ إنه وبعد أن أبدى امتعاضه من مطالب عائلات الأسرى الإسرائيليين بالإفراج عن أبنائها وجد الحل الأمثل في تجاهلها تماما، داعيا الإعلام إلى الانضمام للإضراب والتوقف عن إزعاجه بأسئلة حول الصفقة المحتملة مع حركة حماس.
وفي مفارقة أخرى، استعرض “الشبكة” ما اعتبره رفضا من نتنياهو لتهجير مواطنيه، ومحاولات إسرائيليين تأسيس “جمعية أحفاد كولومبوس” لمطالبة الولايات المتحدة بفتح أبواب الهجرة لهم، باعتبارهم “اكتشفوا العالم الجديد قبل سكانه الأصليين”، وهو ما اعتبره البرنامج “تكتيكا إسرائيليا قديما: المطالبة بأراضٍ بحجة التاريخ”.
وعلى صعيد السياسة الداخلية، سلط البرنامج الضوء على قرار مكتب نتنياهو تعيين “سبّاك” جديد لمكتبه، في خطوة أثارت التساؤلات، ليتضح لاحقا أن الهدف ليس تحسين البنية التحتية، بل “منع تسريبات غير مرغوب فيها” من داخل الحكومة.
ازدواجية معايير
أما على الساحة الدولية فتطرقت الحلقة إلى الرفض البريطاني لاستقبال اللاجئين الفلسطينيين، معتبرة أن المملكة المتحدة تواصل نهج وعد بلفور، إذ تفتح الأبواب فقط لمن يمتلك “عيونا زرقاء وجواز سفر أوكرانيا”، في إشارة ساخرة إلى ازدواجية المعايير في التعامل مع الأزمات الإنسانية.
وفي سياق مشابه، تناول “الشبكة” بإيقاعه الساخر مشهدا مستوحى من الواقع السياسي التونسي، إذ أعلن سجناء تونس إضرابا احتجاجيا، ليس ضد سوء المعاملة، بل ضد “تردي جودة الواي فاي في السجون”، مما دفع السلطات إلى التأكيد أن النزلاء “ليسوا سجناء، بل ضيوف في تجربة فندقية فريدة من نوعها”.
وعلى صعيد القرارات السياسية المثيرة للجدل، كشف البرنامج عن دراسة الحكومة الإسرائيلية فرض ارتداء “نجمة داود” على الأسرى الفلسطينيين قبل الإفراج عنهم فيما اعتبره معلقون “تأكيدا على أن الاحتلال لا يمل من إعادة تدوير التاريخ، ولكن بالمقلوب”.
ووسط هذه الأجواء المتشابكة سخر “الشبكة” من حالة الارتباك السياسي داخل إسرائيل، إذ باتت الحكومة في صراع مستمر بين متطلبات اليمين المتطرف وضغوط المجتمع الدولي، في حين يحاول نتنياهو الترويج لانتصاراته حتى لو اضطر لإعلان الحرب على المهاجرين الإسرائيليين بدلا من التعامل مع أزماته الداخلية.