من طفل عاش في فقر مدقع دون منزل ثابت أو تدفئة في شتاء قاسٍ إلى واحد من أعظم لاعبي كرة السلة في التاريخ وملياردير ناجح، تلك هي قصة صعود ليبرون جيمس أسطورة كرة السلة.
ولِد ليبرون جيمس يوم 30 ديسمبر/كانون الأول 1984 في أكرون بأوهايو وسط فقر شديد وعدم استقرار.
أنجبته والدته غلوريا جيمس عندما كانت في الـ16 من عمرها، وعاشت معه في تنقل مستمر بين منازل مؤقتة، أحيانًا دون تدفئة في الشتاء القارس، لأنها لم تكن تملك المال الكافي لتأمين حياة مستقرة له.
وبسبب هذا الوضع، عانى ليبرون من غيابات متكررة عن المدرسة، وكان يكافح من أجل مواصلة تعليمه.
البدايات والصعود
عندما كان في الصف الرابع، لاحظ والد صديقه فرانك جونيور الظروف القاسية التي يعيشها ليبرون، فعرض على والدته أن ينتقلا للعيش معه حتى تتمكن من العثور على وظيفة مستقرة.
وافقت والدته على مضض، لكن جيمس وجد لأول مرة الاستقرار الذي كان يفتقده، مما انعكس إيجابيا على دراسته وأدائه الرياضي.
خلال هذه الفترة، بدأ في لعب كرة السلة مع فريق “نورث إيست أوهايو شوتنغ ستارز”، وسرعان ما أظهر موهبة استثنائية.
LeBron James has been passed on Ohio’s HS scoring list by 5-star Duke commit Luke Kennard http://t.co/NES6zdRORT pic.twitter.com/uN2HTEOGeZ
— Bleacher Report (@BleacherReport) February 8, 2015
عندما التحق بمدرسة سانت فينسنت سانت ماري، أصبح النجم الأبرز في دوري المدارس الثانوية، وقاد فريقه للفوز ببطولتين متتاليتين، وتم تصنيفه أفضل لاعب في البلاد.
سرعان ما لفتت موهبته أنظار الإعلام حتى وضعت مجلة “سبورتس إليستريتد” صورته على غلافها وهو لا يزال في الصف الثانوي، ليصبح أشهر لاعب مدرسي في تاريخ كرة السلة الأميركية.
عقلية رجل أعمال
إلى جانب موهبته في الملعب، كان جميس يتمتع بذكاء اقتصادي نادر. ففي سن 18 عاما، عرضت عليه شركة ريبوك 10 ملايين دولار مقابل عدم التفاوض مع أي شركة أخرى، لكنه رفض العرض مؤمنا بأن قيمته الحقيقية أكبر.
بعد فترة قصيرة، تلقى عروضا أكبر، ووقع مع نايكي عقدا بقيمة 87 مليون دولار لمدة 7 سنوات، وهو القرار الذي أثبت أنه أحد أذكى قراراته المالية، خاصة بعد توقيعه لاحقًا عقدا مدى الحياة مع الشركة نفسها بقيمة 30 مليون دولار سنويا.
في 2003، تم اختيار ليبرون جيمس أول لاعب في درافت “إن بي إيه” (NBA) في 2003 من قبل فريق كليفلاند كافالييرز، ليوقع عقدا بقيمة 18 مليون دولار لمدة 4 سنوات، مما يعني أنه وقع على عقود بأكثر من 100 مليون دولار قبل أن يلعب دقيقة واحدة في الدوري.
مع مرور الوقت، لم يكن نجاحه مقتصرا على الملعب فقط، بل توسّع ليصبح رجل أعمال ومستثمرا ناجحا.
في 2011، استثمر في نادي ليفربول الإنجليزي بشراء 2% من الأسهم مقابل 6.5 ملايين دولار، وهو استثمار تضاعفت قيمته بشكل كبير لاحقًا، كما لعب دورا تسويقيا مهما عندما قدم سماعات “بيتس” لجميع زملائه في المنتخب الأميركي خلال أولمبياد 2012، مما ساهم في زيادة شهرة العلامة التجارية.
LeBron James is now the first active NBA athlete to become a billionaire, joining Michael Jordan and Kobe Bryant, who did so after retirement 💰
(via @forbes) pic.twitter.com/l319m4W6Uy
— Bleacher Report (@BleacherReport) June 2, 2022
عندما استحوذت “آبل” على شركة “بيتس” مقابل 3 مليارات دولار، حصل جيمس على أرباح ضخمة من حصته في الشركة، كما استثمر في سلسلة مطاعم “بليز بيتزا”، حيث دفع مليون دولار فقط مقابل حصة صغيرة، والتي تقدر الآن بأكثر من 30 مليون دولار.
في 2022، أعلنت مجلة “فوربس” أن ليبرون جيمس أصبح مليارديرا، ليكون ثالث رياضي في التاريخ يصل إلى هذه الثروة بعد الأسطورة مايكل جوردان وتايغر وودز نجم الغولف.
ومن طفل عاش بلا منزل مستقر ولا تدفئة إلى ملياردير وأحد أعظم لاعبي كرة السلة في التاريخ، أثبت جيمس أن الفقر ليس عائقا أمام النجاح، بل يمكن أن يكون دافعا لتحقيق الأحلام.