مراسلو الجزيرة نت
دمشق- شهدت مدينة جرمانا شرقي العاصمة دمشق اشتباكات مسلحة عنيفة بين فصائل محلية في المدينة وجهة مسلحة مجهولة حاولت اقتحام جرمانا ليلة أمس، وأسفرت الاشتباكات عن مقتل عنصرين من الأمن العام، و6 من أبناء المدينة وإصابة أكثر من 12 آخرين في حصيلة أولية.
ووقع الاشتباك على خلفية انتشار تسجيل صوتي مسيء إلى النبي محمد صلى الله عليه وسلم، منسوب إلى أحد أبناء الطائفة الدرزية، أدى إلى موجة غضب واسعة بين السوريين.
وفي وقت أصدرت فيه “الهيئة الروحية للمسلمين الموحدين الدروز” في السويداء جنوبي سوريا بيانا رفضت فيه محتوى التسجيل المتداول، وتبرأت من قائله أيا كان، أعلنت وزارة الداخلية السورية في بيان لها، اليوم الثلاثاء، عن فتحها تحقيقا حول التسجيل الصوتي، وأشارت إلى أن التحريات الأولية أثبتت عدم نسبة التسجيل إلى الشخص الذي تم اتهامه.
اشتباكات وبيان
وقال مصدر محلي مطلع من مدينة جرمانا -فضل عدم الكشف عن هويته- إن الاشتباكات قد بدأت عند أحد مداخل المدينة من جهة المليحة في الغوطة الشرقية بريف دمشق عند الساعة الثانية فجرا، إذ أطلقت مجموعة مجهولة النار على حاجز تابع للفصائل المحلية في جرمانا عند مفرق “النسيم”.
وأضاف المصدر -في حديث للجزيرة نت- أن الاشتباكات قد تجددت بضراوة عند الساعة الرابعة فجرا، مما أسفر عن سقوط قتلى ومصابين من كلا الطرفين.
واستمرت الاشتباكات -حسب المصدر- بين كر وفر حتى ساعات الصباح الأولى، وشهدت المدينة استنفارا لعناصر الفصائل المحلية التي كثفت حضورها على الحواجز المنصوبة عند مداخل المدينة وشدّدت أمنيا على الداخلين إليها والخارجين منها.
وتداول سوريون على مواقع التواصل الاجتماعي بيانا منسوبا لأهالي جرمانا، ونعى البيان القتلى من شبان المدينة، معتبرا ما جرى “عملا جبانا لا يمثل أخلاق أهلنا، ولا ديننا، ولا قيمنا الوطنية التي قامت على المحبة والعيش المشترك”.
وأردف البيان “نُدين بكل الكلمات الصادقة التحريض الطائفي الذي سبق هذه الجريمة، ونحذر من الانجرار خلف دعوات الفتنة التي لا تخدم إلا أعداء سوريا ووحدتها”.
ودعا البيان الجهات الرسمية إلى تحمّل مسؤولياتها “وفتح تحقيق فوري وشفاف، ومحاسبة كل من شارك وحرض وخطط لهذه الجريمة، فالعدل أساس الاستقرار، وبدونه لا سلام”.
الداخلية توضح
ومن جهتها، أصدرت وزارة الداخلية السورية بيانا رسميا، اليوم الثلاثاء، قالت فيه إنها تتابع باهتمام بالغ ما تم تداوله مؤخرا على وسائل التواصل الاجتماعي من تسجيل صوتي يتضمن إساءات تمس مقام النبي محمد صلى الله عليه، وأكدت أن الجهات المختصة باشرت تحقيقاتها المكثفة لتحديد هوية المتورطين.
وأوضح بيان الداخلية أن التحقيقات الأولية أشارت إلى أن الشخص الذي وجهت إليه أصابع الاتهام لم تثبت علاقته بالتسجيل الصوتي، وأن العمل جار للوصول إلى صاحب التسجيل، وتقديمه للعدالة لينال العقوبة المناسبة وفق القوانين المعمول بها في البلاد.
ووجهت الوزارة شكرها للمواطنين على مشاعرهم الصادقة وغيرتهم على المقدسات، مشددة في الوقت ذاته على ضرورة الالتزام بالنظام العام، وعدم الانجرار إلى أي تصرف فردي أو جماعي قد يخل بالأمن أو يؤدي إلى التعدي على الأرواح والممتلكات.
وأكدت وزارة الداخلية في بيانها أن الدولة تقوم بدورها الكامل في حماية المقدسات، وأنها لن تتهاون مع أي محاولة للنيل منها، مشيرة إلى أن كل من يثبت تورطه بمثل هذه الأفعال ستتم محاسبته.
وكان تسجيل صوتي مسيء إلى النبي محمد صلى الله عليه وسلم انتشر على وسائل التواصل الاجتماعي، أمس الأول الأحد، نسبه متداولون إلى أحد أبناء الطائفة الدرزية، مما أثار موجة عارمة من الغضب بين السوريين، واستنفار شعبي في عدد من المناطق.