قال الرئيس الصيني شي جين بينغ إنه جاء إلى فرنسا وهو يحمل 3 رسائل، وعد في أولاها بفتح الأسواق الصينية أمام الشركات الغربية، وقال في الثانية إنه يتفهم المخاطر التي تفرضها الأزمة الأوكرانية على الأوروبيين، وأكد في الثالثة التزام بلاده بالاحترام المتبادل والتعايش السلمي بين الدول.
وشدد الرئيس الصيني -في مقال له بصحيفة لوفيغارو- على قوة العلاقات بين بلاده وفرنسا التي يزورها للمرة الثالثة بدعوة من الرئيس إيمانويل ماكرون، مذكرا بأنها كانت أول دولة أوروبية تعترف بالصين الجديدة، مشيدا بمساهمتها في تطوير بلاده.
وثمّن شي جين بينغ، في الذكرى الـ60 لإقامة العلاقات الدبلوماسية الصينية الفرنسية، ما نتج عن تلك الخطوة من بناء جسور التبادل بين الشرق والغرب وتطور العلاقات الدولية نحو الحوار والتعاون، وذكر بالتعاون بين البلدين في مجال الطيران والطاقة النووية المدنية والتجارة والثقافة.
واستعرض الرئيس ما قام به بلده، في الذكرى الـ75 لتأسيس الصين الجديدة، من عمل حولت به نفسها من دولة فقيرة ومتخلفة إلى ثاني أكبر اقتصاد في العالم، محققة بذلك -ما اعتبره- معجزة في سجلات تطور البشرية، وأكد أنها ستظل محركا للنمو العالمي وتظل توفر الفرص لجميع البلدان.
توسيع الانفتاح
وفي رسالته الاقتصادية لفرنسا، قال شي جين بينغ إن الصين ستكون سعيدة بطرح المزيد من المنتجات الزراعية ومستحضرات التجميل الفرنسية العالية الجودة في السوق الصينية لتلبية التطلعات المتزايدة لحياة أفضل.
وأكد رئيس ثاني أكبر اقتصاد عالمي أن بلاده تريد مع فرنسا، أن تحافظ على الروح التي تحكم إقامة علاقاتهما الدبلوماسية من أجل دفع الشراكة الإستراتيجية الشاملة بينهما، وتقديم مساهمة جديدة لتعزيز التعاون في العالم، خاصة في جدول أعمال المناخ العالمي.
وستعمل الصين على توسيع الانفتاح لتعميق التعاون مع فرنسا والدول الأخرى في جميع أنحاء العالم -كما يقول الرئيس الصيني- وذلك بتسهيل الزيارات السياحية، وتسريع تطوير قوى إنتاجية جديدة عالية الجودة، مما يسمح لها بتعميق التعاون مع فرنسا في مجال الابتكار لتعزيز التنمية الخضراء.
وأبرز الرئيس الصيني أن بلاده في هذه الذكرى الـ70 للمبادئ الخمسة للتعايش السلمي، ستعمل على الاحترام المتبادل للسيادة والسلامة الإقليمية، وعدم الاعتداء، وعدم التدخل في الشؤون الداخلية، والمساواة والمنفعة المتبادلة، والتعايش السلمي.
نحن مهتمون كذلك بالصراع الفلسطيني الإسرائيلي والحل الأساسي له هو إقامة دولة فلسطينية مستقلة
ويشير الرئيس الصيني هنا إلى ما طرحته الصين وميانمار والهند في عام 1954 وأطلقت عليه المبادئ الخمسة للتعايش السلمي والتي تتلخص في: الاحترام المتبادل للسيادة ووحدة الأراضي، وعدم الاعتداء المتبادل، وعدم التدخل في الشؤون الداخلية بصورة متبادلة، والمساواة والمنفعة المتبادلة، والتعايش السلمي.
وأضاف جين بينغ أن الصين ستعمل مع فرنسا على تعزيز التواصل والتنسيق من أجل الحفاظ على السلام والاستقرار العالميين، مذكرا بأن بلاده طرحت مبادرة التنمية العالمية ومبادرة الأمن العالمي، ومبادرة الحضارة العالمية، التي تقدم اقتراح الصين لتحسين الحوكمة العالمية والاستجابة لتحديات التنمية للبشرية.
وأوضح شي جين بينغ أن بلاده تفهم الاضطرابات التي تسببها الأزمة الأوكرانية للأوروبيين، مذكرا بأن بكين لم تكن سببا في هذه الأزمة ولا طرفا فيها ولا مشاركا، بل إنها قامت بدور بناء لتعزيز التسوية السلمية.
وقبل أن يختم مقاله تطرق الرئيس الصيني إلى الصراع الفلسطيني الإسرائيلي وقال إنه أيضا موضوع يهمه، وأنه يرى أن إقامة دولة فلسطينية مستقلة هي الحل الأساسي، داعيا فرنسا إلى التعاون مع الصين للمساهمة في عودة السلام إلى الشرق الأوسط.
وختم شي جين بينغ قائلا “نحن دولتان عظيمتان متمسكتان بروح الاستقلال، وكنا دائمًا قادرين على إطلاق طاقة هائلة للتأثير على مسار العالم في كل مرة نجتمع فيها معا، واليوم، عند مفترق طرق تاريخي جديد، نحن عند نقطة بداية جديدة”.