شكلت الحرب على غزة محور جوائز بوليتزر الأميركية للصحافة والأدب أمس الاثنين، وحصلت صحيفة نيويورك تايمز على 3 جوائز لتغطيتها التي وصفتها لجنة الجائزة بـ”واسعة النطاق” للحرب، لكنها استبعدت تقريرها عن الادعاءات المزعومة بالعنف الجنسي في هجوم السابع من أكتوبر/تشرين الأول الماضي من قصصها المقدمة لنيل الجوائز.
واستبعدت الصحيفة تقرير العنف الجنسي من قائمة التقارير التي قدمت في فئة التقارير الدولية التي فازت بالجائزة، والذي نشرته في ديسمبر/كانون الأول الماضي بشأن اتهامات لمقاتلي حركة المقاومة الإسلامية (حماس) بارتكاب عنف جنسي ضد نساء خلال طوفان الأقصى، وقدمته في فئة أخرى، لكنه لم يفز.
وبعد نشر نيويورك تايمز التقرير، اتضح أنه قائم على ادعاءات مغلوطة حول قصص 3 ضحايا مزعومة للاعتداء الجنسي، لم يورد التقرير أسماءهن، غير أن المعلومات التي قدمها حول حياتهن جعلت التعرف عليهن ممكنا.
ورفضت عائلة إحدى الفتيات الادعاءات التي قدمتها الصحيفة بوقوع عنف جنسي، أما الضحيتان الأخريان فهما شقيقتان مراهقتان، أكدت عائلتهما أنهما توفيتا جراء إطلاق النار عليهما مباشرة خلال الهجوم دون أن يتعرضا لأي عنف جنسي.
جوائز أخرى
وفي الجوائز الأخرى التي ركزت على غزة، فازت وكالة رويترز للأنباء بجائزة التصوير للأخبار العاجلة لتغطيتها التي وصفتها لجنة الجائزة بـ”الفورية” لمجريات الحرب.
وكانت ضمن مجموعة صور رويترز الفائزة الصورة التي التقطها المصور محمد سالم لامرأة فلسطينية تحتضن جثمان ابنة أخيها الصغيرة بالكفن الأبيض إثر مقتلها في غارة إسرائيلية على خان يونس جنوبي قطاع غزة.
ونوهت لجنة بوليتزر -إحدى هيئات جامعة كولومبيا- إلى أهمية العمل الذي يقدمه الصحفيون لتغطية الحرب رغم المخاطر، وأبدت أسفها لخسارة أرواح عدد من الصحفيين والكتاب والشعراء جراء استمرار الغارات.
بالإضافة إلى الجوائز، أصدر مجلس بوليتزر بيانا لتكريم الصحفيين الطلاب الذين يغطون الاحتجاجات في الجامعات الأميركية في مواجهة مخاطر شخصية وأكاديمية كبيرة، وفق مجلس الجائزة.
وأشاد مجلس الجائزة بالتقارير الصحفية التي قدمها الطلاب في جامعة كولومبيا -مقر جوائز بوليتزر- حيث تم استدعاء قسم شرطة نيويورك إلى الحرم الجامعي في 18 أبريل/نيسان الماضي لاعتقال طلاب داعمين لفلسطين.
وأفاد المجلس في البيان بأن الطلاب عملوا بروح صحفية على توثيق حدث إخباري كبير في ظل ظروف صعبة وخطيرة وخطر التعرض للاعتقال.
يشار إلى أن جوائز بوليتزر، التي قُدمت لأول مرة في عام 1917، تعد أرفع الجوائز في الصحافة الأميركية.