تعرضت مناطق بالجنوب اللبناني لعشرات الغارات الإسرائيلية في موجة ثانية من الضربات الجوية، سبقتها أخرى بالتزامن مع خطاب لزعيم حزب الله حسن نصر الله.
وقالت إذاعة الجيش الإسرائيلي إنه تم استهداف أكثر من 100 منصة صواريخ في جنوب لبنان في الموجة الثانية للغارات الجوية اليوم.
ونقلت صحيفة معاريف الإسرائيلية عن مصادر بوقوع موجة هجمات على 70 هدفا خلال 20 دقيقة في جنوب لبنان.
وبدورها، أكدت هيئة البث الإسرائيلية أنه تم استهداف أكثر من 50 موقعا لحزب الله في مختلف أنحاء لبنان خلال الموجة الثانية من الضربات.
ونقلت الهيئة الإسرائيلية عن مسؤول إسرائيلي قوله “نعمل لاستغلال التطورات لدفع حزب الله إلى إعطاء ضوء أخضر لحل دبلوماسي”.
وقالت إذاعة الجيش الإسرائيلي إن سلاح الجو يشن موجة واسعة من الهجمات في جنوب لبنان للمرة الثانية هذا اليوم.
أعنف الضربات منذ بداية الحرب
ونقلت وكالة رويترز عن 3 مصادر أمنية لبنانية أن إسرائيل نفذت عشرات الضربات اليوم الخميس في أنحاء جنوب لبنان، ووصفتها بأنها كانت من أعنف الضربات منذ بدء الحرب في أكتوبر/تشرين الأول.
وأكد مراسل الجزيرة وقوع أكثر من 30 غارة على مناطق بالقطاع الشرقي جنوبي لبنان، مشيرا إلى أن إسرائيل قصفت بنحو 30 صاروخا مواقع قرب مجرى الليطاني والمحمودية جنوب لبنان.
وتحدث مراسل الجزيرة عن تحليق كثيف للطيران الحربي وسط إسرائيل، في إطار موجة ثانية من غارات تستهدف جنوب لبنان.
وفي الأثناء، أعلنت وزارة الصحة اللبنانية إصابة 4 أشخاص جراء غارة جوية إسرائيلية، استهدفت بلدة الحنية في قضاء صور جنوب البلاد.
وقالت الوزارة، في بيان، إن غارة جوية معادية (إسرائيلية) على بلدة الحنية أدت إلى إصابة 4 أشخاص لبنانيين و3 فلسطينيين بجروح طفيفة، حيث تم علاجهم في (قسم) الطوارئ.
وبالتزامن مع الموجة الجديدة من الضربات أعلن الجيش الإسرائيلي عن مناورات بمناطق التدريبات في شمال إسرائيل نهاية الأسبوع.
وقالت صحيفة تايمز أوف إسرائيل إن المسؤولين العسكريين الإسرائيليين سيعرضون اليوم على القيادة السياسية خططا مختلفة للجبهة الشمالية.
حرائق بشمال إسرائيل
في المقابل، قال مراسل الجزيرة إن حزب الله نفّذ 17 عملية ضد مواقع إسرائيلية منذ صباح اليوم.
وأفادت صحيفة معاريف باندلاع حرائق كبيرة في منطقة المطلة شمالي إسرائيل جراء قصف من جنوب لبنان.
كما أكدت القناة 13 الإسرائيلية إصابة شخص بجروح طفيفة في المطلة شمال إسرائيل، ووقوع أضرار بمنازل جراء قصف من جنوب لبنان.
وقالت يديعوت أحرونوت إن مستوطنة المطلة تدخل في سيناريو “ألتا”، حيث لا كهرباء ولا اتصالات جراء سقوط صواريخ ثقيلة.
الموجة الأولى من الضربات
وعصر اليوم الخميس أعلن الجيش الإسرائيلي قصف أهداف تابعة لحزب الله في لبنان، وتزامن ذلك مع خطاب لزعيم حزب الله حسن نصر الله.
وأضاف الجيش الإسرائيلي في بيان “حوّلت منظمة حزب الله الإرهابية جنوب لبنان إلى منطقة قتال. وعلى مدى عقود، قام حزب الله بتسليح منازل المدنيين، وحفر الأنفاق تحتها، واستخدم المدنيين دروعا بشرية”.
وقال إنه “يضرب حاليا أهدافا لحزب الله في لبنان، بهدف تقليص قدرات الحزب الإرهابية وتفويض بنيته التحتية”.
وتابع “نحن أمام أيام قوية وعنيفة في الجبهة الشمالية.. جيش الدفاع الإسرائيلي يعمل على جلب الأمن إلى شمال إسرائيل، من أجل تمكين السكان من العودة إلى منازلهم، وكذلك تحقيق جميع أهداف الحرب”.
وأكد الجيش الإسرائيلي أن رئيس الأركان هرتسي هاليفي صدق على خطط للجبهة الشمالية.
وقال المتحدث باسم الحكومة الإسرائيلية إن “إسرائيل متأهبة لعمليات عسكرية دفاعية وهجومية على الحدود وفي كل مكان”.
نصر الله: سنصل خلال وقت قصير إلى نتائج يقينية بشأن التفجيرات وحينها سيبنى على الشيء مقتضاه، ولا شك أننا تعرضنا لضربة كبيرة أمنيا وإنسانيا وغير مسبوقة في تاريخ المقاومة في #لبنان#حرب_غزة #الأخبار pic.twitter.com/5QBU9xPCsx
— قناة الجزيرة (@AJArabic) September 19, 2024
بدورها، نقلت صحيفة وول ستريت جورنال عن مسؤولين إسرائيليين قولهم إنه من المرجح أن تبدأ إسرائيل عملية عسكرية لإبعاد حزب الله عن الحدود.
في المقابل، قال مراسل الجزيرة إن صفارات الإنذار دوت في مدينة نهاريا وبلدات عدة في جوارها بشمال إسرائيل، بعد اشتباه باختراق مسيرات انقضاضية.
وتزامنت تلك التطورات مع خطاب لنصر الله أكد خلاله أن التفجيرات التي استهدفت لبنان خلال اليومين الماضيين إعلان حرب، وقال إن التحقيقات جارية لمعرفة ملابسات ما جرى، واتخاذ قرارات بناء على ذلك.
وخلال الخطاب، حلّقت طائرات حربية إسرائيلية في أجواء بيروت وضاحيتها الجنوبية على علو منخفض.
وكان حزب الله قد توعد، أمس الأربعاء، إسرائيل “بحساب عسير” ردا على هجوم تسبب في تفجير آلاف من أجهزة البيجر اللاسلكية في لبنان، التي يعتمد عليها الحزب في اتصالاته، مؤكدا أنه سيواصل في الوقت ذاته عملياته اليومية لمساندة قطاع غزة في مواجهة الحرب الإسرائيلية.