مراسلو الجزيرة نت
بغداد– عادت فصائل المقاومة العراقية إلى الضوء من جديد، بوصفها أحد أركان ما يعرف بمحور المقاومة في المنطقة، بعد إقدام إسرائيل على اغتيال الأمين العام لحزب الله اللبناني حسن نصر الله، في غارات مكثفة استهدفت مقر قيادة الحزب في الضاحية الجنوبية للعاصمة اللبنانية، بعد عام من قيادته جبهة الإسناد لغزة وتحت شعار “وحدة الساحات”.
وأعلنت فصائل عراقية، اليوم الأحد، أنها استهدفت بواسطة الطيران المسيّر “هدفا حيويا” في ميناء مدينة إيلات جنوبي إسرائيل.
وقالت “المقاومة الإسلامية في العراق”، في بيان لها عبر منصة تليغرام، إنها قصفت “هدفا حيويا في أم الرشراش (إيلات) بأراضينا المحتلة، بواسطة الطيران المسيّر”، وتوعدت بالاستمرار في دكّ معاقل من وصفتهم بالأعداء بوتيرة متصاعدة.
وتضمّ “المقاومة الإسلامية في العراق” فصائل أبرزها “كتائب حزب الله العراقي” و”النجباء” و”كتائب سيد الشهداء”، وهي 3 فصائل مستهدفة بعقوبات أميركية.
وتناقلت صفحات على مواقع التواصل الاجتماعي منشورا تحدث عن اجتماع لقادة الفصائل العراقية لدراسة الرد على مقتل الأمين العام لحزب الله، كما أكد على أن الساعات القادمة قد تكون حاسمة.
“لن تمر”
يقول الخبير الإستراتيجي محمد الفيصل، إن حادث اغتيال حسن نصر الله لن يمر بشكل عادي بموجب تفكير وعقلية فصائل المقاومة العراقية، وأنهم سيستمرون في مواجهة مشاريع وهجمات “الكيان الصهيوني”.
وفي مقابلة مع الجزيرة نت، قال الفيصل “حتى هذه اللحظة لم تتضح معالم ردات الفعل بالنسبة لفصائل المقاومة العراقية، ونعتقد أن هذا الحدث لن يمر بشكل عادي”. مشيرا إلى “وجود قراءة دقيقة لعملية الاغتيال، وتأن في عملية الرد”.
وعلى الرغم من أن الولايات المتحدة وبعض الدول الأوروبية قد تتضارب مصالحها مع هجمات واعتداءات إسرائيل، فإن الفيصل يعتقد أن واشنطن ليس لديها مصلحة في الدخول في صراع مباشر مع إيران، مؤكدا أن هناك قناعة لدى زعماء الفصائل العراقية بأن الولايات المتحدة هي الشريك والداعم الأساس لهذه الهجمات.
وفيما يتعلق بدور إيران في هذا الصدد، قال الفيصل “إيران لديها مصالح وأهداف كبيرة في هذه المواجهة، ولكن هناك حلفاء للطرفين هم من يتقاتلون ويدافعون عن مشروع طهران أو عن مشروع واشنطن”.
ويرجح الفيصل أن يكون هناك رد محدود على عملية اغتيال السيد حسن نصر الله، إلا أن إيران لن تدخل في صدام مباشر مع واشنطن، كما أن واشنطن لن تدخل في صدام مباشر مع طهرا؛ لأن “هذا الصدام يمثل تحديا كبيرا ويؤدي لاشتعال حريق قد لا نستطيع إطفاءه في الوقت الحاضر أو في المدى القريب”.
الرد خارج العراق
من جانبه، أكد المحلل السياسي المقرب من فصائل المقاومة العراقية، إبراهيم السراج، على الأهمية الواضحة لهذه الفصائل في دعم القضية الفلسطينية واستهداف الاحتلال الإسرائيلي.
وقال السراج في تصريح للجزيرة نت إن “فصائل المقاومة الإسلامية العراقية ومنذ انطلاق طوفان الاقصى كان لها موقف واضح لدعم القضية الفلسطينية باستهداف الكيان الصهيوني تارة أو القواعد الأميركية في سوريا تارة أخرى”.
وأضاف “فصائل المقاومة بعد استشهاد السيد حسن نصر الله لن تتوقف. هي الآن تجد أن أميركا شريك أساسي في عملية استهداف واغتيال نصر الله. لذلك، أعتقد أن ردة فعلها لن تكون في العراق باعتبار وجود اتفاقية بين بغداد وواشنطن تمهد لخروج القوات المؤقتة في سبتمبر/أيلول 2025 إذا صحت الرواية العراقية”.
وتوقع السراج أن هذا الاتفاق سيجنب القواعد الأميركية في العراق الاستهداف من مصادر نيران أو صواريخ باليستية، لكنه أشار إلى أن الاستهداف سيكون ربما على قواعدها في سوريا، مشيرا إلى أن هذا السيناريو وارد بنسبة تصل إلى 80%.
وأوضح السراج أن فصائل المقاومة العراقية ترى أنها ترتبط ارتباطا كبيرا بكل محاور المقاومة في العراق واليمن وإيران، مما يعني وجود غرفة عمليات مشتركة تتولى التنسيق بينها.
وبالتالي، سيكون هناك تنسيق لردة فعل المقاومة العراقية واستمرار الاستهداف “سواء لمستوطنات وقواعد صهيونية أو حتى الوجود الأميركي عبر تخطيط وتنسيق ممنهج، وليس بعملية فوضوية”.
وخلص السراج إلى القول “نعتقد أن الفصائل لها القدرة على تحقيق أهداف سواء داخل إسرائيل أو خارجها”.