تعيش مقاطعة فالنسيا الإسبانية واحدة من أسوأ الكوارث الطبيعية بعد اجتياح إعصار “دانا”، حيث أكدّت السلطات الإسبانية وقوع عشرات الوفيات وأن كثيرا من الأشخاص في عداد المفقودين، بينما يُتوقع أن يستغرق تحديد الحصيلة النهائية يومين على الأقل.
وتسببت الأمطار الغزيرة التي رافقت إعصار “دانا” في فيضانات هائلة اجتاحت مناطق عديدة على ضفاف الأنهار، وأسفرت الكارثة حتى صباح اليوم الأربعاء عن مقتل 63 شخصًا، بينهم عدد من الأطفال، وفقًا لمركز تنسيق الطوارئ في فالنسيا.
وقد أجلت السلطات مئات من منازلهم بواسطة المروحيات وخدمات الإنقاذ.
وفي العديد من البلديات مثل أوتيل وبايبورتا، غمرت مياه الأنهار الشوارع بالكامل، وجرفت التيارات القوية السيارات، والشاحنات، وحتى حاويات القمامة، إذ وصلت في بعض الحالات إلى الطوابق الأولى من المباني.
عمليات الإنقاذ بدأت منذ ساعات الصباح الأولى، بينما لا تزال فرق الطوارئ تواجه تحديات كبيرة في الوصول إلى العالقين. وتم تعليق خدمات القطارات الفائقة السرعة بين فالنسيا ومدريد بسبب الأضرار الجسيمة التي لحقت بالسكك الحديد، إذ خرج قطار يقلّ 300 شخصا عن مساره بالقرب من ملقا، دون تسجيل أي إصابات.
وأظهرت مقاطع الفيديو المتداولة على وسائل التواصل الاجتماعي حجم الدمار، حيث غمرت المياه الطرق ودفعت السيارات والشاحنات بعيدًا، فأعاق ذلك جهود الإنقاذ وأدى إلى توقف حركة النقل الجوي والسكك الحديد.
وباتت العواصف الخريفية شائعة في إسبانيا خلال السنوات الأخيرة، إذ تعيش البلاد طقسًا شديد التطرف، ومن ذلك جفاف حاد ضربها في وقت سابق من هذا العام. ويرى الخبراء أن هذه الظروف مرتبطة ارتباطا مباشرا بالتغير المناخي العالمي، وهو ما يزيد من تكرار هذه الظواهر المناخية وشدتها.
وأثار تأخر إجلاء بعض العمال بسبب القوانين الصارمة موجة من الانتقادات على وسائل التواصل الاجتماعي. وندد الناشطون بالوضع الذي وصفوه بأنه “غير إنساني”، بعد أن تعرض هؤلاء العمال للحصار في أماكن عملهم وسط الرياح العاتية والفيضانات.
وفي أعقاب الكارثة، أعلن رئيس الحكومة بيدرو سانشيز، الذي قطع زيارته الرسمية إلى الهند، عن متابعة التطورات من كثب، ودعا السكان إلى الامتثال لتعليمات الطوارئ، قائلًا “تم نشر كل وحدات الحماية المدنية وخدمات الطوارئ والشرطة والحرس المدني للتعامل مع الوضع. من الضروري توخي الحذر وتجنب السفر غير الضروري”.
وأصدرت وكالة الأرصاد الجوية الإسبانية تحذيرًا من استمرار الأمطار الغزيرة اليوم الأربعاء، مع انتقال العواصف إلى مناطق شمال فالنسيا، وأراغون، وجنوب نافارا، وكذلك غرب الأندلس.
وتم تفعيل التنبيه البرتقالي في بعض المناطق، بما في ذلك إشبيلية وقادش، تحسبًا لتراكم أكثر من 80 ملم من الأمطار خلال 12 ساعة.
تأثير الكارثة على البنية التحتية
شهدت البنية التحتية في فالنسيا تضررًا كبيرًا شمل انهيار الطرق، وتعطل خدمات النقل العام. وفي الوقت ذاته، أشار اتحاد جوكار الهيدروغرافي إلى أن خزان فوراتا، الذي واجه تدفقات مائية كبيرة وصلت إلى 800 متر مكعب في الثانية، بدأ في الاستقرار ببطء.
وفي ظل استمرار عمليات الإنقاذ، يخشى المسؤولون من ارتفاع عدد الضحايا مع مرور الوقت، خصوصًا في ظل وجود كثير من الأشخاص في عداد المفقودين.
المصدر : الصحافة الإسبانية + مواقع التواصل الاجتماعي