وقف الداعية الإسلامية بلال الزهيري في تجمع انتخابي بولاية ميتشغان، قبل أيام، ليعلن دعم المسلمين للرئيس السابق دونالد ترامب، مؤكدا أن مرشح الحزب الديمقراطي يعد بالسلام وليس الحرب في الشرق الأوسط وأوكرانيا، مضيفا “نزيف الدماء يجب أن يتوقف، وهذا الرجل (ترامب) يمكنه القيام بذلك، وأنا بشكل شخصي أعتقد أن الله أنقذ حياته لسبب ما.. لينقذ حياة الآخرين”.
وأكد الزهيري، من أصول يمنية، أنه يدعم ترامب لالتزامه بالحفاظ على قيم الأسرة وحماية الأطفال، خاصة عندما يتعلق الأمر بالمناهج والمدارس، ولتعهده بحماية الحدود.
جاءت تلك الكلمات في حضور دونالد ترامب نفسه، ووسط صيحات التأييد والدعم، ورغم أن الزهيري تلقى الكثير من الانتقادات على هذا الخطاب الحماسي؛ إلا أن استطلاعات الرأي تشير حتى الآن إلى انخفاض ثقة أعداد كبيرة من العرب والمسلمين تجاه مرشحة الحزب الديمقراطي، لا سيما فيما يطلق عليه “ولايات العرب” التي يسكنها أعداد كبيرة من العرب والمسلمين.
آراء ناخبين: رجل سياسة واقتصاد
يقول الدكتور عبد الحفيظ شرف، طبيب من ولاية ميتشغان، والذي يميل إلى ترشيح ترامب “لا أحد يرى هاريس، فهي لم تبذل جهدا لتعريف الناس بها، هي مجرد مرشح بديل بعد انسحاب بايدن من الانتخابات”.
وحول قناعات “شرف” لانتخاب ترامب يقول للجزيرة نت: “هناك عدة أسباب أبرزها الوضع الاقتصادي المتردي للبلاد بسبب سياسات بايدن، فإدارته تأخرت في علاج التضخم نحو عام ونصف العام، ما أدى إلى تأثر الكثيرين من فئات الشعب، خاصة محدودي الدخل، فمن كان يحلم بشراء بيت من قبل، بات اليوم حلمه مستحيلا”.
ويعتقد شرف أن إدارة بايدن لم تتمكن من حماية الحدود بصورة كافية، ما أدى إلى دخول أعداد كبير من الخارجين عن القانون ومهربي المخدرات الذين يقتطعون من مقدرات البلاد ويهددون أمنها واقتصادها، بل وتعريض حياة أبرياء آخرين للخطر على الحدود.
ويرى شرف أن ترامب يجيد التفاوض وإدارة السياسة الخارجية، ويثق أن لديه القدرة على إيقاف الحروب في الشرق الأوسط وأوكرانيا.
ولم تقتنع مزنة زيتوني، وهي محامية تعيش في ولاية كاليفورنيا، أنّ توجه جزء كبير من الجاليات الإسلامية لترشيح جيل ستاين اختيار فعال، لكنها تقدر أن البعض لا يفضل ترشيح ترامب حتى وإن اختلفوا مع الديمقراطيين.
المحامية ذات الأصول السورية كانت تدعم الديمقراطيين من قبل لاحترامهم لمبادئ التنوع، لكن هاريس لم تنجح في إقناع الكثيرين، إذ ترى مزنة أن الحزب الديمقراطي يعاقب المواطن الأميركي بكم هائل من الضرائب في ظل التضخم الذي تعيشه البلاد.
التضخم والضرائب والإصلاح الاقتصادي، كلمات تتردد على ألسنة المواطن الأميركي خلال الفترة الحالية، إذ تراهن علياء السيد، من ولاية كاليفورنيا، مثل الكثيرين على ترامب في إصلاح الاقتصاد وعلاج التضخم الذي عانى منه الأميركيون خلال الأعوام القليلة الماضية، رغم أنها لا تراه الأفضل بصورة مطلقة، لكنه الاختيار المناسب حاليا، حسب وصفها.
الرهان على المستقبل
“فلوريدا ولاية جمهورية، ومن المتوقع بقوة أن يربح ترامب”، هكذا استهل حاتم فريز، رئيس المركز الإسلامي بمدينة تامبا في ولاية فلوريدا، حديثه للجزيرة نت.
ورغم وجود توجه قوي للجالية الإسلامية في ولاية فلوريدا إلى عدم ترشيح كامالا هاريس، إلا أن الأصوات ربما تتجه نحو ترامب وستاين.
يتراوح عدد الناخبين المسلمين الأميركيين المسجلين بين 2.2 و2.5 مليون ناخب.
وحول سبب انتخاب مرشحة حزب الخضر، يقول رئيس المركز الإسلامي بمدينة تامبا: “ندرك جيدا أن جيل ستاين لن تنجح في الانتخابات الرئاسية، ولا نعتبر انقسام أصوات المسلمين بين ترامب أو ستاين تشتتا لأصواتنا، بل على العكس نحن في حاجة إلى وجود حزب ثالث لاحقا، وإذا نجحت ستاين في الفوز بـ5% من الأصوات، قد يحصل حزبها (حزب الخضر) على تمويل حكومي في المستقبل”.
وأضاف فريز: “يجب أن يتعلم الديمقراطيون الدرس ويدفعوا ثمن موقفهم غير الإنساني في الحرب على غزة، وتجاهل هاريس وبايدن للمسلمين”.
التخلي عن بايدن وهاريس
ويدعو خالد ترعاني مؤسس “حملة التخلي عن بايدن/ هاريس” الجميع للمشاركة في الانتخابات الرئاسية وإثبات وجودهم من خلال اختيار مرشح ثالث، ويؤكد على ضرورة ما وصفه بـ”معاقبة الحزب الديمقراطي وعلى رأسه الرئيس الحالي جو بايدن ونائبته ومرشحة الرئاسية كامالا هاريس، لدورهما في تمكين الاحتلال من الإبادة الجماعية في غزة والعدوان على لبنان”.
ووفق ترعاني، وهو أيضا مسؤول (كير) في ولاية أوهايو، فإن “استطلاعات الرأي في ولاية ميشيغان تشير إلى أن 29% من المسلمين سيصوتون إلى الحزب الديمقراطي، وفي ذلك إشارة واضحة لتخلي المسلمين عن دعم الحزب الديمقراطي في الانتخابات الجارية، بعد أن صوت 80% من المسلمين في 2020 لصالح بايدن”.
تقديرات: 29.4% من المسلمين الأميركيين يخططون للتصويت لكمالا هاريس، 29.1% لجيل ستاين من حزب الخضر، و 11.2% من الأصوات دونالد ترامب، 4.2% لكورنيل ويست من حزب الشعب،. أقل من 1% لتشيس أوليفر من الحزب الليبرالي، و16.5% من المستطلعين غير متأكدين من اختيارهم.
أقباط المهجر
لا يمكن تجاهل الأصوات العربية المسيحية، خاصة بعد أن غازل دونالد ترامب الأقباط في تغريدة موجهة لهم في 29 أكتوبر/تشرين الأول الماضي، قال فيها “إلى المجتمع القبطي المسيحي الذي يعيش في جميع أنحاء الولايات المتحدة، أنا معجب بشدة بإيمانكم الثابت بالله، ومثابرتكم عبر قرون من الاضطهاد وحبكم لهذا البلد العظيم. أنا أعول على دعمكم وتصويتكم للمساعدة في دعم قيمنا الاجتماعية والعائلية المشتركة والاستمرار في جعل أميركا عظيمة مرة أخرى!”.
To the Coptic Christian community living throughout the United States, I deeply admire your Steadfast Faith in God, Perseverance through Centuries of Persecution and Love for this Great Country. I am Counting on your support and vote to help uphold our shared Social and Family…
— Donald J. Trump (@realDonaldTrump) October 29, 2024
نبيل أسعد مهاجر مصري مسيحي يعيش بأميركا منذ 3 عقود، يقول للجزيرة نت: “بعيدا عن شخصية ترامب وتصريحاته الساخرة في كثير من المواقف، إلا أنني أثق به في الحفاظ على اقتصاد وأمن البلاد، الأميركيون يعيشون في أوضاع معيشية حرجة، والعالم على حافة الحرب العالمية، فلماذا نمنح الديمقراطيين المزيد من الفرص”.
ويقدر عدد المسيحيون الأرثوذكس في الولايات المتحدة بحوالي 600 ألف شخص وفقا لتقديرات عام 2018. وتوجد الجاليات القبطية بشكل رئيسي في المناطق الشمالية من ولايتي نيوجيرسي ونيويورك، بالإضافة إلى جنوب كاليفورنيا.