مقالات
قصفت قوات الاحتلال الإسرائيلي اليوم الأربعاء برجا سكنيا وارتكبت مجزرة بحق نازحين غربي مدينة غزة، في حين فتكت المجاعة المستفحلة في القطاع بالمزيد من المجوّعين.وقال مصدر في مستشفى الشفاء إن شخصين استشهدا وأصيب آخرون إثر استهداف برج…
تداولت مواقع عدة إمكانية إجراء حوار بين فعاليات مغربية وجزائرية، على مستوى غير رسمي، منها ما أقدم عليه المركز الدولي لمبادرات الحوار الذي يشرف عليه الحقوقي من أصل مغربي جمال بن عُمر، بالنظر إلى ما عرفته العلاقات الثنائية من احتدام، بعد أن أعلنت الجزائر في بلاغ صادر عن الخارجية عن قطع العلاقات الدبلوماسية بين البلدين في أغسطس/ آب 2021. ومنها ما اعتُبر بالون اختبار لوساطة موريتانية، بين المغرب والجزائر، غير بعيدة عن أوساط أميركية رسمية، يقودها الموريتاني علي أبو طالب. ليست هذه أول مرة، تبزغ فيها مبادرات من أجل تذويب الجليد بين البلدين، منذ أن احتدمت العلاقات بينهما، عقب قطع…
خلافًا لما درجت عليه إسرائيل بقصف الأهداف العسكرية الميدانية في سوريا من أرتال ومستودعات ورادارات وحتى مدرّعات، قام سلاح الجو الإسرائيلي للمرّة الأولى باستهداف مبنى قيادة الأركان في العاصمة دمشق، لتترك تل أبيب – منتصف يوم 16 يوليو/ تموز 2025- أثرًا سياسيًا أكبر بكثير من الدمار والتشويه الذي تركه القصف في المبنى المطل على ساحة الأمويين والسيف الدمشقي فيها. القصف الإسرائيلي لهذا البناء بما يحمله من رمزية تُمثّل السيادة السورية، كان تطورًا خطيرًا في طبيعة التدخل الإسرائيلي في الشأن السوري، وفضلاً عما أعلنه التليفزيون السوري نقلاً عن جهات حكومية من سقوط عشرات الشهداء من قوات الأمن والجيش في القصف الإسرائيلي،…
في الآونة الأخيرة، قام بعض السياسيين ووسائل الإعلام في الدول الغربية بتحريف تفسير السياسة الصناعية الصينية، مدّعين أن الصين تقدم إعانات كثيرة لدعم مؤسساتها المحلية وتستوعب الطاقة الإنتاجية الفائضة من خلال التصدير، مما يؤثر على السوق العالمية تأثيرًا سلبيًا. يشوّه هذا الخطاب “الإعانات الصناعية” ويسيء استخدام مفهوم “فائض الطاقة الإنتاجية”، وينتهك المبادئ الأساسية للاقتصاد، ويحتوي على تضليل خطير، مما يجعله قضية زائفة لا أساس لها من الصحة. تُعد سياسة الإعانات الصناعية الصينية معقولة ومتوافقة مع القواعد. إن استخدام سياسة الإعانات الصناعية لتوجيه التنمية الصناعية وتعديل الهيكل الصناعي هو ممارسة شائعة تتبناها دول العالم، والمفتاح هو الامتثال لقواعد منظمة التجارة العالمية.…
تواجه الشيشان اليوم اختبارًا غير مسبوق في تاريخها الحديث، إذ يتدهور الوضع الصحي للرئيس رمضان قديروف، بينما تتجه الأنظار نحو مستقبل الجمهورية القوقازية التي تحولت خلال العقدين الماضيين إلى نموذج سياسي فريد داخل الاتحاد الروسي، قائم على الولاء الشخصي وقوة القبضة الأمنية. لكن السؤال الذي يفرض نفسه: ما الذي ينتظر الشيشان إذا غاب رجلها الأقوى فجأة عن المشهد؟ لم يأتِ صعود رمضان قديروف إلى سدة الحكم في الشيشان مصادفة، بل كان امتدادًا لمرحلة محورية من الجدل السياسي والشخصي في تاريخ عائلته، بدأت مع والده أحمد قديروف. فقد كان الأب أحد أبرز قادة المقاومة الشيشانية خلال التسعينيات، ثم غيّر موقفه في…
تتشابك قضايا تهويد القدس المحتلة، وتتكثف بأشكالٍ بالغة التعقيد، فلا تترك أذرع الاحتلال المختلفة شبرًا واحدًا من هذه المدينة دون أن تستهدفه مؤسسة أو منظمة أو خطة، في سعيٍ محموم لتغيير واقع المدينة المحتلة، وتزييف تاريخها، وما يتصل بروح هذه المدينة الثقافي والفنيّ والعمراني والحضاري، مستخدمة شتى الوسائل والسبل، ومن أبرزها المهرجانات الضخمة التي تُنظم في القدس المحتلة. وبالتوازي مع منع الفعاليات الثقافية الفلسطينية في القدس المحتلة، وقمع أي جهودٍ شعبية في هذا الصدد، تُقيم سلطات الاحتلال وأذرعها عددًا من الفعاليات التهويديّة الكبرى، تتخذ من الثقافة والفنون والطعام وغيرها غطاءً لهذا التزييف المتعمّد، ويتركز معظمها في فصل الصيف، وتستهدف من…
في سياق سياسي وأمني معقّد، حيث تراكمت التحديات وتعددت مصادر الخطر، تبلورت خلال السنوات الثلاث الماضية من حكم الرئيس حسن شيخ محمود توجهات جديدة في إدارة الدولة الصومالية، تستدعي التوقف عند طبيعتها ونتائجها، ولا سيما من ناحية الحفاظ على سيادة الدولة وازدهارها المستقبلي، وإرساء أسس التنمية المستدامة، وبسط السلام، والعودة للمحافل الدولية. ويحاول هذا المقال رصد عدد من نتائج هذه التوجهات، ولا سيما في مجالات استعادة الاستقرار، وبدء استغلال الموارد الطبيعية، وتطوير الدستور، وتعزيز العلاقات الإقليمية، والتقدم في مجالات التعليم والأمن. مكافحة الإرهاب ومعارك التحرير أحد أهم الملفات التي شهدت حراكًا لافتًا هو ملف الأمن، وبالتحديد مكافحة الجماعات المسلحة. إذ…
منذ بداية الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة، انتحر أربعة وأربعون جنديًا، وتسارعت الوتيرة في الأيام العشرة الأخيرة، حيث وضع ثلاثة جنود حدًا لحياتهم. أولهم من لواء “ناحال”، قاتل في غزة عامًا كاملًا، وانتحر بعد نقله إلى هضبة الجولان السورية، والثاني من لواء “غولاني”، أطلق النار على نفسه في قاعدة “سدي تيمان” بصحراء النقب، بعد خضوعه لتحقيق ترتب عليه سحب سلاحه منه. أما الثالث، فشكا لزملائه من معاناته الطويلة من الويلات والفظائع التي شاهدها أثناء الحرب، ثم أطلق النار على نفسه. تحوّل الانتحار في صفوف الجيش الإسرائيلي إلى ظاهرة، وصار السبب الثاني لفقدان الحياة أثناء المعركة، في وقت يتعرض فيه جنوده…
في التاسع من يوليو/ تموز، افتتح رئيس الولايات المتحدة دونالد ترامب قمة مصغّرة استمرت ثلاثة أيام في البيت الأبيض، بمشاركة قادة كل من الغابون، غينيا بيساو، ليبيريا، موريتانيا، والسنغال – وذلك من خلال إخضاع ضيوفه المميزين لمشهد إهانة علنية مدروسة بعناية. لم يكن هذا هو المخطط، أو على الأقل، لم يكن الجزء الذي يُفترض بالجمهور أن يراه. صرّح مسؤول في البيت الأبيض في الثالث من يوليو/ تموز بأن “الرئيس ترامب يؤمن بأن الدول الأفريقية توفّر فرصًا تجارية مذهلة تعود بالفائدة على كل من الشعب الأميركي وشركائنا الأفارقة”. سواء أكان ذلك من قبيل المصادفة أم من تخطيط محسوب، فقد انعقد الاجتماع…
استئنافًا للنقاش الذي بدأناه في المقال السابق حول دلالات الحرب التي خاضتها إسرائيل ضد إيران وانتهت 24 يونيو/ حزيران الماضي على مستقبل دولة الكيان الصهيوني، فإننا نتوقف هنا عند صراع السردية بين كل من البلدين والذي بدأ قبل تلك الحرب العسكرية ويستمر بعدها. فإذا كان الصراع الإسرائيلي- الإيراني صراعًا حول النفوذ في المنطقة من جهة، وحربًا بالوكالة ضد محور المقاومة، فإن الأمر بالنهاية هو صراع سرديات وهُويات؛ السردية الغربية الأميركية والأوروبية التي تنظر إلى إيران كتهديد للأمن الدولي وكتهديد لأمن إسرائيل، الممثل الشرعي للحضارة الغربية والمدنية المتقدمة، مقابل سردية المقاومة: مقاومة الاستعمار والإمبريالية والصهيونية العالمية، التي جعلت من إسرائيل تهديدًا…
مرّت تسع سنوات على آخر انقلاب شهده تاريخ تركيا الحديث؛ ذلك الانقلاب الذي مهّد السبيل لثورة تجلّت في 16 يوليو/ تموز 2016، حين أكد الشعب التركي حضوره كأمّة تملك دولة، بعد أن كان حتى اليوم حتى اليوم السابق لتلك المحاولة الانقلابية مجرد شعب ومجتمع تمسك الدولة بزمامه، ولمّا يكتسب بعد صفة “الأمة”. في 15 يوليو/ تموز 2016، ولأول مرة في تاريخ الانقلابات، وقفت الأمة تدافع عن إرادتها في مواجهة الانقلابيين. وعبر دفاعها الحازم عن الحكومة التي اختارتها بنفسها، لم تنقذ الأمة دولة كانت في حوزتها أصلًا، بل أثبتت استحقاقها امتلاكَ دولة فعلية. حتى ذلك الحين، كانت مراكز القوى الحاكمة في…
قبل عشرة أعوام، انضممتُ إلى نظرائي من الصين، وفرنسا، وألمانيا، وروسيا، والمملكة المتحدة، والولايات المتحدة، والاتحاد الأوروبي؛ للإعلان عن إنجاز دبلوماسي فريد، أنهى سلميًّا أزمة غير ضرورية، أُسست على أكاذيب وسياسة فجّة لتأزيم الوضع الأمني؛ بهدف صرف انتباه العالم عن التهديد النووي الحقيقي للسلام في غرب آسيا. احتفل العالم بأسره بإبرام الاتفاق النووي الإيراني، المعروف رسميًا باسم: “خطة العمل الشاملة المشتركة” (JCPOA)، إلا أن نتنياهو وقادة نظام الفصل العنصري النووي الإسرائيلي رأوا- وما زالوا يرون- في السلام والاستقرار “التهديد الوجوديّ” الحقيقيّ، وقد تعهدوا علنًا بتدمير هذا الاتفاق. واليوم، يعمل بعض مَن تولّوا المسؤولية بعدنا ما في وسعهم للتعامل مع تبعات…
أعلن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان عن دخول تركيا عهدًا جديدًا قائمًا على الأمن والاستقرار والوحدة الوطنية، مؤكدًا بدء مرحلة جديدة في مشروع “تركيا بلا إرهاب” الذي شمل حل حزب العمال الكردستاني، ووقف العمليات الإرهابية، وإلقاء السلاح بشكل نهائي. عوامل النجاح جاءت تصريحات أردوغان في الاجتماع التشاوري الـ 32 لحزبه العدالة والتنمية يوم السبت 12 يوليو/ تموز 2025 في أنقرة، وبعد يوم واحد من بدء تسليم حزب العمال الكردستاني أسلحته وحرقها في مشهد رمزي شمال العراق. تشكّل تصريحات الرئيس التركي تبنيًا رسميًا للمسار السياسي الذي بدأ في أكتوبر/ تشرين الأول الفائت مع دعوة رئيس حزب الحركة القومية دولت بهتشلي، حيث…
من الواضح أن العام 2023 سيترك أثره العميق في الشرق الأوسط، وربما العالم، لعقود من الزمن. فهو العام الذي دشنّت فيه إسرائيل، بمساعدة غربية مباشرة، أكبر محرقة بشرية منذ الحرب العالمية الثانية. الصورة الطالعة من غزّة هزّت اليقين بكل شيء، بالسلام والعدالة، كما بالديمقراطية والنظام الدولي. أمام هول ما يجري بات الحديث عن إمكانية دمج إسرائيل، حكومة وشعبًا، بالمنطقة العربية ضربًا من الجنون. وفي العالم الغربي تفاعلت القوى والتيارات، ووجدت الحكومة الديمقراطية نفسها مجبرة على خوض حرب ثقافية ضد النخب المحلية، الثقافية والأكاديمية والإعلامية. ومن علامات زعزعة اليقين استطلاع أجراه Pew Center في العام 2024، حيث قال 19% فقط من…
في العقد الثالث من القرن الحادي والعشرين، لم يعد الذكاء الاصطناعي مجرد أداة مساعدة في حياتنا اليومية، بل تحوّل إلى فاعل رئيسي في ساحات القتال، حيث باتت أنظمة آلية تتخذ قرارات الحياة والموت، بعيدًا عن أي رقابة بشرية مباشرة. هذه الظاهرة التي تُعرف بـ”القتل الخوارزمي ” تمثل نقلة نوعية في تاريخ الحروب، وتثير أسئلة وجودية حول مستقبل الصراع المسلح، وحدود القرار البشري، وأخلاقيات الحرب في عصر التحول الرقمي. تشير التقديرات إلى أن أكثر من 30 دولة تعمل حاليًا على تطوير أنظمة أسلحة مستقلة. ترتكز هذه الأنظمة على ثلاث ركائز: شبكات استشعار تجمع البيانات من مصادر متعددة، وخوارزميات تعلم آلي قادرة…
عصر الاتصال وزمن الانفصال في عصر تهيمن عليه تقنيات الاتصال الحديثة، يظل من المدهش أن يشعر الكثيرون بالوحدة رغم كل وسائل التواصل التي أصبحت متاحة. الرسائل الفورية، مكالمات الفيديو، ووسائل التواصل الاجتماعي كلها سهلت التفاعل، لكن هذا التفاعل غالبًا ما يفتقد العمق الحقيقي. إذ رغم كثرة الأصوات التي تحيط بنا، نعاني من غياب الإصغاء الحقيقي، ونشعر بالعطش لحوار صادق وسط فيض من التحديثات السريعة. ما نعيشه اليوم هو حالة من “الانفصال في زمن الاتصال”. نكتب ونتفاعل إلكترونيًا بشكل مكثف، ولكن نادرًا ما نحظى بشعور الاهتمام الحقيقي الناتج عن الحضور الجسدي والمشاركة الوجدانية. تحولت العلاقات إلى رموز وتفاعلات سريعة، بينما المشاعر…