مقالات
قال الجيش الإسرائيلي -اليوم الثلاثاء- إنه رصد هجوما صاروخيا إيرانيا على إسرائيل، مشيرا إلى أن أنظمته الدفاعية تعمل على اعتراض التهديد، وأعلن أنه قام بتصفية علي شادماني رئيس أركان الحرب الجديد القائد العسكري الأعلى في النظام…
ثمّة سؤال افتراضي، يتعين الإجابة عنه، حال شئنا تقديم مقاربة، تختبر شرعية موقف حماس من المفاوضات المتعثرة حاليًا وفهم وتفسير معنى المساحة التي تفصل ما بين اللّين والتشدد، فيما يُعرض عليها من حلول، لا سيما التي تصدر من عاصمتَي العدوان على غزة: واشنطن وتل أبيب. فالمظاهرات المناهضة للحرب في إسرائيل، قد تنقل إلى الرأي العام العالمي معنًى زائفًا، عن المجتمع الإسرائيلي، بوصفه منقسمًا ـ بشأن الحرب ـ من منطلق أخلاقي، أو مدفوعًا برغبة إنسانية نحو السلام. لم يجب أحد، عن سؤال الانقسام.. وما إذا كان ليحدث لولا وجود أسرى ورهائن إسرائيليين لدى المقاومة، بمعنى: ما هي توقعاتنا لردّ فعل الشارع…
منذ أن قَدِم الرئيس الأميركي دونالد ترامب إلى البيت الأبيض والعالم في حالة من القلق، ففي أيامه الأولى أعلن رغبته بضمّ كندا، وجزيرة غرينلاند، وقناة بنما إلى الولايات المتحدة الأميركيّة. انسحب من منظمة الصحة العالميّة، ومجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة، واتفاقية باريس للمناخ، وقلّص دعمه لحلف شمال الأطلسي، وبرامج المساعدات الخارجية، وتمويل العديد من المنظمات الدولية. أعلن حربًا تجارية عالمية على كل الدول الصديقة والمنافسة، ثم تراجع عن فرض الرسوم الجمركية العالية، باستثناء الصين بعد أن تسبّب في خسارات اقتصادية فلكية للشركات الأميركية والدولية. سعى لوقف الحرب على غزة، وبعد أن نجح بعقد اتفاق وقف إطلاق النار، انقلبَ على…
يشهد العالم المعاصر تحوّلًا غير مسبوق في تاريخ الوجود البشري، تقوده التكنولوجيا بصفتها القوة الأكثر تأثيرًا في تشكيل ملامح الحياة الحديثة. لم تعد التكنولوجيا مجرد أدوات أو منصات مساعدة، بل أصبحت بحد ذاتها بيئةً كلية نعيش فيها، وعاملًا حيويًا يُعيد صياغة مفاهيم الإنسان عن ذاته، وعن العالم، وعن الآخرين من حوله. وفي قلب هذا التحول تقف الأجيال الجديدة لا كمتلقٍّ سلبي، بل كنتاجٍ حيّ لهذا العصر الرقمي بكل تعقيداته وتناقضاته. نتحدث هنا تحديدًا عن جيل Z (المولود بين 1997 و2012)، وجيل ألفا (المولود بعد 2013)، وهما جيلان نشآ في ظل تحوّل تكنولوجي عميق بدأ مع الثورة الرقمية في نهاية القرن…
لا يخفي الاحتلال مرامي عدوانه المستمر على قطاع غزة، وهو إنهاء المقاومة الفلسطينية، التي باتت تهديدًا وجوديًا لمستقبله. فنتنياهو وحكومته اليمينية لا يريدون غزة إلا فارغة من سكانها وأهلها، وهو ما عبّر عنه مرارًا بقوله: “لا نريد في غزة لا حماسستان ولا فتحستان” وهو كمن يمتح من قاموس رئيس الوزراء السابق إسحاق رابين الذي “تمنى أن يصبح ذات يوم ليجد البحر قد ابتلع غزة”. وهو ما يكشف ويؤكد أن جريمة الإبادة الجماعية ينفذها الاحتلال مع سبق الإصرار والترصد، وأن الفلسطينيين ليست أمامهم سبل كثيرة، وعليهم الاختيار بين الموت أو التهجير القسري، كما يحلو لرأسي التطرف سموتريتش وبن غفير أن يردداه…
في قرية وادعة من قرى دلتا النيل، وُلدت عام 1963 شرارة تجربة مغايرة على يد الدكتور أحمد عبدالعزيز النجار، العائد من ألمانيا وقتها ليس باحثًا عن بديل شرعي للتمويل الغربي؛ بل عن معنى جديد للمال. لم يكن المال عنده سلعة للبيع؛ بل أمانة لإعمار الأرض، وأداة لاستعادة التوازن بين الإنسان والحاجة. ومن خلال “بنوك الادخار المحلية” في مدينة “ميت غمر”، دشّن النجار نموذجًا مبكرًا لما يمكن تسميته اليوم بـ “اقتصاد المعنى”؛ حيث لم يكن المال يُباع؛ بل يُستثمر بالشراكة، ويتقاسم الناس عوائده وخسائره بوعي ومسؤولية. ومع خروج التجربة من طورها المحلي إلى فضاء المؤسسات، بدأت تتشكل الملامح الأولى لمنظومة مصرفية…
منذ اتخاذ السلطة في تونس، قرار الزجّ بزعماء سياسيين ورجال أعمال وإعلاميين في السجون، وتوجيه جملة من “التهم الخطيرة” إليهم، عنوانها الأبرز، “التآمر على أمن الدولة”، بداية العام 2023، جرت مياه كثيرة في الوادي التونسي، ما زاد في تعقيد الوضع، المتأزم أصلًا، وتضاعف الغموض، وازدادت الضبابية، اجتماعيًا واقتصاديًا وسياسيًا. فلهيب أسعار المواد الغذائية، لم يخمد، وتوفر هذه المواد في السوق التونسية، ما يزال في مستوى دون احتياجات المواطنين، وصور طوابير التونسيين أمام المخابز، أو أمام بائعي الخضر، لم تنقطع، يضاف إلى ذلك، ارتفاع نسبة البطالة في تونس، إلى أكثر من 16 بالمائة، فيما ارتفعت هذه النسبة في صفوف الشباب، إلى…
في كتاب صغير الحجم، عميق المعنى، قارب بابا الفاتيكان فرانشيسكو، الذي وافته المنية الأحد الماضي، بين الإسلام والمسيحية بدءًا من عنوانه الدال “اسم الله هو الرحمة”، إذ إن “الرحمة” هي القيمة المركزية، أو المقصد الجوهري للإسلام، بينما القيمة المركزية للمسيحية هي “المحبة”. وطرح البابا الرحمة بوصفها إطارًا أوسع للاستيعاب والتعايش وقبول الآخر، ومسألة قابلة للتنفيذ أو التحول إلى إجراءات وتصرفات لدى الناس، تغوص إلى أعماق اجتماعية بعيدة تصل إلى درجة أن يلتزم الإنسان بأن يكون رحيمًا حتى تجاه من يكرههم أو ينبذهم أو ينفر منهم لأسباب متعددة. بهذا التصور جاء فرانشيسكو إلى البابوية ومعه تجربة حياتية تمنحه أصالة ومصداقية تتمثل…
شهد الشرق الأوسط، منذ مطلع الألفية الثالثة، سلسلة من الأحداث الكبرى التي أعادت تشكيل معالمه الجيوسياسية، وأنظمة الحكم في بعض دوله، والسياسات الدولية في المنطقة. يبرز سقوط نظام بشار الأسد في سوريا، في الثامن من ديسمبر/ كانون الأول الماضي، كأحد أهم هذه الأحداث. هذا الحدث لم يُنهِ فقط أكثر من خمسة عقود من حكم عائلة الأسد وحزب البعث، ولم يُحدث هزة جيوسياسية إقليمية فحسب، بل جلب إلى السلطة شخصية استثنائية، هي أحمد الشرع، الذي غيّر سوريا وتغير معها. لذا، لم يكن مفاجئًا أن تختار مجلة “تايم” الأميركية الشرع ضمن قائمة أكثر مئة شخصية سياسية عالمية تأثيرًا لهذا العام. تستند معايير…
في مقالي السابق على الجزيرة نت تحدّثت عن تقاطع المصالح بين إسرائيل وتركيا في الملفّ السوري، متناولًا السيناريوهات السيئة المحتملة، فقلت:”لم تُغيّر إسرائيل من إستراتيجيتها باستخدام نفوذها على الإدارة الأميركية، أو استخدام فرع تنظيم PKK الإرهابي في سوريا، كأداة لتنفيذ سياساتها. أما الشرور التي قد تقدم عليها فهي واضحة: تنفيذ عمليات تخريب واغتيالات بغرض تغيير نظام أحمد الشرع في سوريا، وافتعال أعمال استفزازية باستخدام تنظيم PKK الذي يُتوقع أن يعلن حله قريبًا. فكل شيء قد يتغير، إلا إسرائيل التي تدين بوجودها للاحتلال والإبادة؛ فهي لا تتغير”. لم أكن أتوقع أن تتحقق توقعاتي بهذه السرعة، لكن الحقيقة أنه لا حاجة لأن…
ليتَ القادة الأفارقة- والسودانيون جزء منهم- استمعوا بآذان التواضع للمفكّر الفرنسي رينيه دومون، حين أذن فيهم بكتابه: (أفريقيا.. البدايات الخاطئة) والذي خطّه في العام 1966، أي بعد عشر سنوات تقريبًا من نيل كثير من البلدان الأفريقية استقلالها. ليتهم قرؤُوا كتابه الذي يسلّط الضوء على خطأ النموذج التنموي الذي اختارته النُخَبة الأفريقية لبلدانها بعد الاستعمار، بما فيه إعادة نمذجة دولة المستعمر بكل سوءاتها، وإضافة أثقال جديدة كسوء الإدارة، والفساد، والفشل في بناء النظم والمؤسسات التي تحدّ من سلطان الأفراد لصالح سيادة القانون، والتخطيط العلمي محل تسلّط القادة بفرض المشاريع الأيديولوجية المستوردة على شعوبهم، وتوطين الحرية بدلًا من الانقلابات العسكرية التي أورثت…
لم يكن بابا الفاتيكان فرانسيس شخصية نمطية. تولّى فرانسيس البابوية بعد سلفه الكاردينال الألماني راتسينغر الذي كان حبرًا معروفًا ومؤلفًا غزير الإنتاج وتسمّى باسم بينيدكتوس السادس عشر، فكان بابا الكلمة والنصّ، ومن قبله البابا البولندي يوحنا بولس الثاني، الذي كان بابا الصورة والمشهد واللفتات الودية ومحاولة استمالة الشباب، بينما امتاز فرانسيس بأنه كان بابا المواقف الجريئة والمشاهد الإنسانية والنزوع إلى إظهار التواضع والتودّد إلى الشرائح الضعيفة والمهمّشة. عُرِف خورخي ماريو بيرغوليو منذ أن تقلّد البابوية عام 2013 وحمل اسم فرانسيس بإطلالاته الودودة وبعض مواقفه وتصريحاته التي قوّضت تقاليد وأعرافًا راسخة ارتبطت بالمنصب الديني الأبرز. لا عجب أن صدر هذا من…
ما تزال العقوبات الاقتصادية الأميركية والأوروبية تقف حائلًا أمام تعافي سوريا الجديدة، وتمنع البدء بعمليات إعادة إعمار ما دمّره نظام الأسد البائد، حيث تضع كل من الولايات المتحدة وبعض دول الاتحاد الأوروبي، وخاصة فرنسا وألمانيا واليونان وقبرص، شروطًا عديدة من أجل رفع العقوبات المفروضة على سوريا، وتربط رفعها بالخطوات التي ستقوم بها الإدارة الجديدة، وذلك على الرغم من ترحيبها ببعض الخطوات التي قامت بها السلطات الجديدة، وخاصة الحكومة الانتقالية، التي وصفتها واشنطن بحكومة تكنوقراط، وبالتالي فإن السؤال الذي يطرحه السوريون، هو: متى ترفع العقوبات الغربية المفروضة على بلادهم؟ الواقع هو أن إدارة الرئيس السابق جو بايدن، قامت ببعض الإجراءات، تضمنت…
رُبّ قائل أن يقول: هل تفيد المبادرات الدبلوماسية وحرب الإبادة على قدم وساق في غزة، والتجويع مستمر، ومنافذ المساعدات الإنسانية مُغلقة، مع التطاول على المدنيين والمستشفيات وفِرق الإغاثة، وتمادي نتنياهو في الحرب؟ الغاية التي تجبُّ ما قبلها وما بعدها، هي وقف العدوان، ودخول المساعدات الإنسانية، قبل أي شيء، لكن لا يمكن أن نقلل كذلك من المبادرات الدبلوماسية، ومنها الموقف الفرنسي المعلن عنه في خضم زيارة الرئيس الفرنسي ماكرون لمصر، الأسبوع الأول من شهر أبريل/ نيسان، بشجب ترحيل الفلسطينيين من غزة والضفة الغربية، والعزم على الاعتراف بالدولة الفلسطينية، في يونيو/ حزيران المقبل، في إطار مؤتمر دولي، ترعاه الأمم المتحدة، بتنسيق مع…
يتفق ابن خلدون وهيجل على أن التاريخ البشري نهرُ جارِ من الأحداث وعملية ديناميكية تتطور عبر مراحل مختلفة وتساهم في صناعته قوانين وأحداث دراماتيكية فاصلة، تتجلى عند ابن خلدون في ما يسميه دورة العمران البشري بين البداوة والمدنية، فيما يراها هيجل تتجلى في العقل والروح التواقة للحرية كروافع في صناعة التاريخ البشري. اليوم و في ظل هذه التداعيات التي يمر بها العالم ككل من حولنا، وبين منظوري ابن خلدون وهيغل، أين نحن بالضبط في خضم هذه المجرى التأريخي المتدفق، وهل نحن أمام مرحلة جديدة تتشكل و تتخلق أم لا جديد في مجرى التاريخ اليوم وأن دورته التاريخية الراهنة لم تكتمل…
ثمّة مخاوف وقلق كبيران ينتابان الكثير من المراقبين للعلاقات الدولية حول المنحى الذي يتجه إليه العالم في هذه اللحظة الحرجة من عمر الإنسانية، فالكلّ يراهن على أنّ ثمة مخاطر جيوسياسية آخذة في التبلور يومًا بعد يوم؛ بسبب بعض المتغيرات على صعيد بنية النظام الدولي وأطرافه الفاعلة بصفة عامة، والولايات المتحدة بصفة خاصة باعتبارها القوى العظمى التي يتجاوز تأثيرها محيطها الداخلي. وتظهر هذه المخاوف ومنطقيتها بإجراء مقارنة بسيطة بين ما قاله الرئيس رونالد ريغان في خطاب الوداع الأخير الذي قدمه في الثامن من يناير/ كانون الثاني عام 1989، وبين الواقع الذي آلت له الأمور في واشنطن اليوم. فقد أشار ريغان في…