مقالات
بثت كتائب القسام الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية (حماس) مشاهد من تفجيرها عبوة ناسفة في جيب عسكري إسرائيلي داخل مدينة جنين شمالي الضفة الغربية، مما أسفر عن إصابة 3 جنود. وأظهرت المشاهد -التي تعود إلى يوم الثلاثاء الماضي- جبّين…
ليست مجرّد حملة عسكرية كسابقاتها من حملات الاستباحة للضفة الغربية بمدنها وقراها، رغم أنّها الأعنف والأكبر منذ عشرين عامًا. إنها الحرب على الضفة التي تعيد إنتاج سيناريو حرب التطويق والتطهير والإبادة على قطاع غزة، التي تكاد تتم عامها الأول، وفقًا لتصريحات وزير الخارجية الإسرائيلي، يسرائيل كاتس (الليكودي الليبرالي)، غير المحسوب على تيار الصهيونية الدينية الأكثر تطرفًا. هي الحرب على “يهودا والسامرة”، وفقًا للقاموس التوراتي العبري، التي قال فيها نتنياهو، وليس بن غفير وسموتريتش وحدهما، إنها جزء لا يتجزأ من أرض إسرائيل “الموعودة”، وإن الاستيطان فيها و”تطهيرها” من أهلها وسكانها الأصليين هو تجسيد لـ”حق اليهود في العودة”، وفعل من أفعال السيادة،…
كشفت الحرب على غزّة عمق الروابط التجارية التي تجمع بين شركات غربية وإسرائيل، مما يُبرز الدور المحوري لهذه الشركات في دعم الجرائم الإسرائيلية، فباتت شريكةً أساسيةً في تلك الجرائم، سواء في غزة أم في الضفة الغربية والقدس. ومع صدور قرار محكمة العدل الدولية في 19 يوليو/تموز من هذا العام، الذي عدَّ الاحتلال للأراضي الفلسطينية غير قانوني، ولا يترتب عليه أي مكاسب قانونية لدولة الاحتلال، يتّضح أن الشركات التي تتعامل مع الاحتلال وتطيل أمده وتعمقه، تخالف قواعد القانون الدولي، وتتحمل مسؤولية قانونية بموجب هذا القانون. في هذا المقال، نسعى إلى بحث المسؤولية القانونية لهذه الشركات، كما نُسلِّط الضوء على الشركات الفرنسية…
تحدّد النظريات العسكرية القديمة والحديثة معايير ثابتة لتقييم سير المعارك الحربية، وترجيح كفة مساراتها ومحطاتها النهائية. ومع أنه يصعب التقرير بدقّة حول نتيجة أي حرب، إلا أن بعض مؤشرات البيئة المحيطة بالحرب تساعد في قراءة موازين القوة وشروط النصر. يأمل الملايين من السودانيين في انتهاء الحرب الجارية حاليًا بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع، التي اندلعت منذ ما يقارب عامًا ونصفًا في العاصمة الخرطوم، وفي أطراف واسعة من البلاد في دارفور، وولايتي الجزيرة وسنار الغنيتين بالموارد الزراعية. ولكن مبعث القلق بالنسبة لهؤلاء هو طول أمد الحرب والمعاناة الإنسانية المتولدة عنها. كان الظن لدى كثيرين أنها حرب قصيرة بين الجيش وفصيل…
في ثلاثينيات القرن الماضي، كان العالم يعيش في ظلّ نظام يهيمن عليه قادة مستبدّون يتبنّون النزعة الدكتاتورية، حيث كانت الدول تُحكم من قبل زعماء وطنيين وحزب واحد. شهدت تلك الفترة تحول القومية إلى عنصرية، وتمجيد الدول القومية، وذروة السياسات العدوانية. كما تحوّلت شخصيات مثل هتلر في ألمانيا، وموسوليني في إيطاليا، وفرانكو في إسبانيا، وستالين في روسيا، رموزًا لتلك الحقبة، وكانت هناك أنظمة مشابهة في جميع أنحاء العالم. بل وصل الأمر إلى درجة أن شارب هتلر أصبحَ موضة في العديد من البلدان. نُظُمُ العالم الجديدة تؤسس بعد الكوارث بيدَ أن الناس أدركوا سريعًا كيف أن هذه الأنظمة المريضة جلبت البلاء إلى…
إذا أردنا أن نلخّص الأدوار في فيلم «الهدنة» الذي بدأ عرضه في الدوحة منتصف شهر أغسطس/آب، فقد نقول إن الرئيسية فيها تتقاسمها ثلاثة أطراف. الأول يملك الكثير لكنه لا يريد إحقاق الحق. والثاني يعول على الأول ويستقوي به، ولم يجد ما يضطره لإحقاق الحق. أما الثالث فإنه يقف وحيدًا ولا يزال يتلمس خيارات انتزاع الحق. للدقة، فإن الفيلم طويل ومتعدد الحلقات، التي تتابعت فيها أشكال وأدوار الإثارة منذ تأسيس إسرائيل في 1948. حينذاك، عقدت الهدن تباعًا مع الدول العربية المجاورة لفلسطين خلال الأشهر التسعة التي أعقبت وقف القتال. ومن مصادفات الأقدار أن ملف مباحثات الهدنة الأخيرة نوقش في الشهر العاشر…
منحت الفعاليات العارمة التي شهدتها القارة الأوروبية خلال حرب غزة (2023-2024) انطباعًا محقًّا بتحوّلات طرأت في مواقف الجماهير من قضية فلسطين. فمن شواهدها اتساع القاعدة الجماهيرية لهذه الفعاليات وانخراط مكوِّنات مجتمعية فيها، وتعبير شخصيات عامّة من الحياة الثقافية والأدبية والفنية في بلدان عدّة عن مواقف مبدئية ذات صلة. رصدت استطلاعات رأي تحوّلات معيّنة في مواقف الجمهور في بلدان أوروبية من فلسطين واحتلالها في سياق حرب غزة، علاوة على حصيلة الخبرات التي تراكمت قبل موسم الإبادة المشهودة. تجلّى للعيان كيف حقّق التفاعل الجماهيري الداعم لفلسطين زخمًا كبيرًا قياسًا بالفعاليات المكرّسة لتأييد الجانب الإسرائيلي، وحربه الوحشية على غزة، رغم ما تحظى به…
يحظُر القانون الدولي الإنساني اتخاذ البشر دروعًا في النزاعات المسلحة بأيّ صورة كانت، ووصل هذا الحظر إلى درجة تجريم هذا السلوك واعتباره جريمة من جرائم الحرب التي نصّ عليها نظام روما الأساسي للمحكمة الجنائية الدولية. وبالنسبة للحرب الدّائرة في غزة، فإنها ليست المرّة الأولى التي يَثبُت فيها لجوء جيش الاحتلال الإسرائيلي إلى اتخاذ المدنيين الفلسطينيين دروعًا بشرية، رغم أن محاكمه منعت ذلك، وفي الوقت نفسه، يكرّر الكيان اتهامه للمقاومة الفلسطينية في غزة بالاحتماء بالمدنيين واتخاذهم دروعًا بشرية ليبرّر العدد الضخم من القتلى في صفوف المدنيين الذين سقطوا بسبب عملياته العسكرية المستمرة منذ أكتوبر/ تشرين الأول من العام الماضي. يسعى هذا…
“حياة الماعز”، فيلم هندي أثار- وما زال يثير – جدلًا منذ أيام، تم إنتاجه بناءً على رواية عمرها ستة عشر عامًا لم ينتبه لها كثيرون، إلا بعد أن تحولت إلى فيلم درامي سينمائي تم عرض نسخة مترجمة منه على منصة “نتفليكس”، وهو ما جذب اهتمامًا إعلاميًا عربيًا مبالغًا فيه بعض الشيء، الأمر الذي زاد من شعبيته! الفيلم، وإن حكى قصة حقيقية وقعت بالسعودية قبل سنوات، ولا تخلو أرقى المجتمعات منها، لم أجد أنه يحتاج لكل هذا التفاعل من الجانب العربي المسلم، سوى ما كان بالشكل الذي يتم عبره توضيح حقائق وخفايا أمور، دون رفض محتوى الفيلم جملة وتفصيلًا في الوقت…
لا حديث في السّاحة السياسيّة في تونس هذه الأيام سوى عن الانتخابات الرئاسيّة التي باتت على الأبواب. محطّة انتخابيّة بالغة الأهميّة تؤشّر إلى نهاية العُهدة الأولى للرئيس التونسي قيس سعيد، فاتحة الباب كما في كل البلاد الديمقراطيّة أو السّائرة نحوها (مع ما يتضمنه ذلك من انتكاسات محتملة) لجردة حساب محورها الحاصل السياسي والاقتصادي والحقوقي لسنوات شهدت فيها البلاد تحوّلًا مثيرًا للجدل من النظام البرلماني إلى آخر رئاسيّ مطلق، تتمسّك المعارضة بوصفه بالانقلاب على مسار الانتقال الديمقراطي، ونسف المنجزات التي حقّقها ذلك الانتقال وقطع الطريق على تطوّره نحو مرحلة يستدرك فيها نواقص وإخلالات لا يمكن معها تجاوز تركة عقود من الاستبداد…
شهدت منطقة الساحل في الآونة الأخيرة تقلبات سياسية كبيرة نتيجة الانقلابات العسكرية التي اجتاحت دول تحالف الساحل الثلاث، وقد تميزت تلك الانقلابات بالدعم الشعبي للأنظمة العسكرية، وذلك في ظل ضعف استجابة الحكومات السابقة للتحديات الأمنية المتزايدة. أصبح الوضع الأمني في بوركينا فاسو مقلقًا بشكل خاص بعد تصريح الكابتن إبراهيم تراوري عن إحباطه خطة لزعزعة استقرار البلد، وقد سبق أن أفشل محاولة انقلابية أخرى في يناير/كانون الثاني 2024. في هذا السياق، تم إنشاء قوة عسكرية مشتركة بين النيجر وبوركينا فاسو ومالي، بهدف محاربة الانفلات الأمني المتزايد في تلك الدول، التي باتت تشعر بقلق متزايد تجاه دول الجوار، متهمةً إياها بالسعي لزعزعة…
المشهد في ليبيا تغير تمامًا. في أيام قليلة حدث ما لم يحدث خلال خمس سنوات منذ عدوان قوات حفتر على طرابلس عام 2019، وما تلا ذلك من توقيع اتفاق جنيف وإقراره في 22 يوليو/تموز 2022. في لحظة، أخرج مجلس النواب في طبرق السلطات في طرابلس، وألغى اتفاق جنيف بحجة انتهاء مدته، وقرّر أنه هو القائد الأعلى للقوات المسلحة الليبية. في المقابل، ردّ المجلس الرئاسي بشكل أكثر جذرية حين رفض القرار، واستعاد من عباءة الاتفاق السياسي الصلاحيات الرئاسية التي يملكها، وجمع كافة القوى العسكرية ظاهريًا تحت راية المجلس الرئاسي وحكومة الوحدة الوطنية؛ لتغيير رئيس المصرف المركزي السيد الصديق الكبير بحجة ميله…
كل أربع سنوات، يعقد الحزبان السياسيان الرئيسيان في الولايات المتحدة مؤتمرًا وطنيًا متلفزًا لاختيار مرشحيهما قبل الانتقال إلى المرحلة النهائية من الانتخابات الرئاسية في نوفمبر/ تشرين الثاني. هذا العام، ومع وجود الكثير على المحك بعد تدهور القدرات العقلية لجو بايدن، ودعم الولايات المتحدة غير الشعبي لإسرائيل في حربها على غزة، وترشح أول امرأة من ذوي البشرة السوداء لرئاسة الولايات المتحدة، واحتمال عودة ترامب للرئاسة، اكتسب المؤتمر الوطني للحزب الديمقراطي أهمية سياسية كبيرة. في السابق، كانت المؤتمرات تلعب دورًا سياسيًا حاسمًا، حيث كان يتم اختيار المرشحين بعد مناقشات مطولة على أرضية المؤتمر. أما الآن، فهي تحتفل بالمرشح المحدد مسبقًا، مما جعل…
في فجر يوم 25 أغسطس/آب 2024، نفّذ حزب الله وعده بالردّ على اغتيال الشهيد السيد فؤاد شُكر (المعروف بالحاج محسن)، الذي كان يشغل منصب رئيس هيئة أركان المقاومة الإسلامية، الجناح العسكري لحزب الله. وتجسّد الردّ بتوجيه ضربة بمسيّرات، لموقع جهاز المخابرات في غليلوت التي تبعد عن لبنان 110 كيلومترات، أي في عمق الكيان الصهيوني، بما يُعتبر من ضواحي تل أبيب، كما وجّه ضربات للقاعدة العسكرية الجويّة في عين شيمرا أيضًا، في العمق، وهي بعيدة من لبنان بخمسة وسبعين كيلومترًا. ولكن قبل الوصول إلى هذين الهدفين، أطلقت المقاومة 340 صاروخًا من طراز كاتيوشا المعدّل، فضلًا عن مئات المسيّرات. الأمر الذي اخترق…
شنّ حزب الله “عمليّة الأربعين” الانتقامية ضد الكيان الصهيوني، بعد 27 يومًا كاملة من اغتيال القائد العسكري الأعلى رتبة في الحزب (فؤاد شُكر)، عاش خلالها الكيان حالة انتظاريّة ذات تأثيرات سلبية عليه فاقت أثر العملية نفسها، ورغم تحقيق حزب الله نجاحًا عملياتيًا ملموسًا على عدة صعد يفصّلها هذا المقال. إلا أن أثر العملية وحجمها لم يكن متناسبًا مع حجم الجريمة الإسرائيلية باغتيال قيادي تاريخي ويحمل الرتبة العسكرية الأولى لحزب الله، وسط معركة مستمرة منذ الثامن من أكتوبر/تشرين الأول، إضافة إلى سياقها المرتبط بحرب الإبادة في قطاع غزّة، وارتباطها بمجريات العملية التفاوضية القاسية التي تقودها المقاومة الفلسطينية، مما أرخى بظلال سلبية…
سأبدأ مقالي هذا بتجربة شخصية مريرة جرت في الثالث عشر من الشهر الماضي (13-7-2024) حين دخلت خطأَ وأستاذ جامعي زميل لي إلى بؤرة استيطانية رعوية في منطقة “المعرجات” وسط الضفة الغربية ظنًا مني أنني بجوار تجمّع بدوي فلسطيني، لأفاجأ بأنني أمام خيام بدوية لا يقطنها البدوّ الفلسطينيون، بل استولّى عليها وطردهم منها “فتية التلال”، وهي ذراع استيطانيّة تنشط للتنكيل بالفلسطينيين في الضفة الغربية. بمجرّد اقترابنا من الموقع هاجمنا ثلاثة من المستوطنين داخل الجبل، وأخذوا قرارًا بإعدامنا على الفور، ولا يوجد سبب لخروجنا على قيد الحياة سوى عدم انتهاء الأجل، ولأنني انحدر من منطقة جنين، فقد زاد غضب المستوطنين الذين يتحدثون…