مقالات
نفت دولة الإمارات العربية المتحدة تزويدها أيا من الأطراف المتورطة بالنزاع الدائر في السودان بالأسلحة. وقال بيان صادر عن مساعد وزير الخارجية الإماراتي للشؤون الأمنية والعسكرية إن “دولة الإمارات اطلعت على تقرير مضلل نشرته منظمة غير…
تُعدّ الجريمة الشنيعة التي ارتكبها متطرف في 25 أبريل/ نيسان، وذهب ضحيتها الفتى “أبوبكر سيسي”، من أصول مالية، داخل مسجد في قرية جنوبي فرنسا، من أبشع فصول الإسلاموفوبيا، إذ تكشف الحقيقة المقيتة لهذه الظاهرة. تُذكّر الجريمة بسابقة مجرم دخل على المسلم من أصول مغربية، محمد المعقولي، في شقته بالقوة، عقب جريمة شارلي إيبدو، في يناير/ كانون الثاني 2015، وطعنه على مرأى من زوجته وأبنائه الصغار، وبتر سبابته لما رآه يقوم بالشهادة وهو يحتضر. وتُذكر كذلك بجريمة ليتل كريستشرتش (Little Christchurch) في أبريل/ نيسان 2019 في نيوزيلندا، عندما أقدم مجرم على اقتحام مسجد وأطلق النار على مرتاديه يوم جمعة. وجه المقارنة…
مفترق حاسم في تاريخ تونس تمرّ تونس اليوم بلحظة فارقة من تاريخها، لحظة لم يعد فيها الواقع قابلًا للاستمرار، ولا السلطة قادرة على إنتاج حلول، ولا المجتمع مستعدًا لتحمّل مزيد من الفشل والانتظار. إنها لحظة تشبه في معالمها الكبرى المراحل السابقة لتحوّلات تاريخية كبرى، مثل نهاية دكتاتورية سالازار في البرتغال سنة 1974 عبر انقلاب عسكري سُمّي آنذاك بـ “ثورة القرنفل”، أو نهاية حقبة دكتاتورية فرانكو في إسبانيا في 1977 عبر توافق سياسي واسع اشتهر باسم “اتفاق مونكلوا”، أو تفكك النظام العنصري في جنوب أفريقيا مطلع التسعينيات عبر مسار تفاوضي سلمي أدى إلى إطلاق سراح نيلسون مانديلا وانتخابه رئيسًا، ثم إقرار…
منذ تأسيسها عام 1978، ارتكبت منظمة “بي كا كا” مجازر راح ضحيتها نحو 16 ألفًا من الموظّفين الرسميين في تركيا، من بينهم جنود ورجال شرطة ودرك وأطباء ومعلمون، إضافةً إلى عدد لا يُحصى من المدنيين من نساء وأطفال، وتكبّدت تركيا جرّاء هذه الحرب تكلفة اقتصادية تقدّر بنحو تريليونَي دولار. فهل وصلت المنظمة إلى نهاية الطريق؟ لطالما تلقت “بي كا كا” دعمًا ماديًا وبشريًا وتسليحيًا من قوى متعددة، من بينها روسيا، وإيران وعدد من دول حلف شمال الأطلسي التي تنتمي إليها تركيا، مثل ألمانيا، وفرنسا، وبلجيكا، وهولندا، والسويد، والولايات المتحدة الأميركية. وقد أُبيد نحو 60 ألفًا من عناصرها حتى الآن، فهل…
بينما تكرّس الإدارة السورية الجديدة سلطاتها على الدواخل بسلاسة وبدون أي إشكالات تُذكر؛ فإن الأوضاع في مناطق الحدود لا تسير بسهولة، بل تشهد أشكالًا، مختلفة ومتفاوتة، في أغلب المناطق الحدودية، مع عدم وضوح رؤية سياسية محدّدة للتعامل مع هذا الوضع، الأمر الذي يطرح التساؤل عن مستقبل هذه المناطق، في ظل مساعي لاعبين، إقليميين ودوليين، للتأثير على مسار التطورات السورية، انطلاقًا من تلك المناطق. واقع موروث منذ بداية الثورة السورية، خرجت أغلب المناطق الحدودية عن سيطرة دمشق، وتشكّلت في تلك المناطق سلطاتُ أمر واقع، وحتى التي استطاع نظام الأسد استعادة السيطرة عليها: الحدود مع العراق، ولبنان، والأردن بعد عام 2018، ظلت…
على خلاف بقية دول العالم المكتوية بنار الحرب الجمركيّة التي أطلقها الرئيس الأميركي ترامب، يُعتبر الضرر الذي تعانيه دول أميركا اللاتينية مُضاعفًا، فقد باتت مُهددة برفع الرسوم الجمركية على صادراتها نحو السوق الأميركيّة من جهة، ومهدّدة من جهة أخرى بقطع حبل الودّ الذي بنته مع الصين، وإجبارها على دفع كلفة عالية لانغماسها في علاقة “مُحرّمة” في عيون البيت الأبيض. وفي قراءة أخرى، يرى البعض أن إدارة الرئيس ترامب تسعى إلى استخدام دول أميركا اللاتينيّة كجزء من عقابها للصين. وتمثّل المكسيك والبرازيل والأرجنتين، أهمّ أمثلة من المنطقة، لتوضيح رهانات الرئيس ترامب والتّحديات التي تواجه سياساته. فبالنسبة للحالة المكسيكية، وبعد فوز الرئيس…
مع اإكمال الحرب السودانية عامها الثاني، تتبدّى ملامح تحول جذري في أدوات وأساليب الصراع بين الجيش السوداني ومليشيا الدعم السريع المتمردة. فقد غادرت الحرب فضاءها التقليدي الذي تميّز بالاجتياح الأرضي والصدام المباشر، ودخلت طورًا جديدًا يمكن وصفه بـ”حرب الظلال”، حيث صارت الطائرات المسيّرة (الدرونز) هي اللاعب الأكثر تأثيرًا في مسرح العمليات. في بدايات المواجهات، كانت كفّة التفوّق العددي تميل بوضوح إلى جانب المليشيا، التي انتشرت بكثافة في العاصمة الخرطوم، وبلغ عدد أفرادها نحو مئة ألف، مقابل قرابة نحو أربعين ألفًا فقط من عناصر القوّات المسلحة السودانية. وكانت بنية الجيش تعاني من اختلال واضح، تمثّل في ارتفاع نسبة الضباط مقابل الجنود.…
فجر 2 مايو/ آيار الجاري، شنّ الجيش الإسرائيلي غارة جوية على محيط القصر الرئاسي في العاصمة السورية دمشق. وقال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في بيان مشترك مع وزير الدفاع إن الغارة تحمل رسالة واضحة إلى الحكومة السورية مفادها أن إسرائيل لن تسمح بأي تهديد للدروز. على الرغم من رمزية الضربة، فإنّها، من حيث الدلالات، تُعدّ من بين الخطوات الأكثر تصعيدًا في التحركات العدوانية الإسرائيلية في سوريا منذ الإطاحة بنظام المخلوع بشار الأسد في 8 ديسمبر/ كانون الأول الماضي. فهي من جانب رسالة تهديد ضمنية للرئيس أحمد الشرع شخصيًا ولإظهار أنه لا توجد خطوط حمراء تردع إسرائيل من الذهاب بعيدًا…
سنحت لي فرصة الحديث مع وزير الدفاع الوطني التركي يشار غولر قبيل اجتماعٍ ما، وكما هو متوقّع، ما إن طُرِق موضوع سوريا حتى سارعت إلى سؤاله عن آخر المستجدات، فقال: “الآلية التي أنشأناها لمكافحة تنظيم الدولة، والتي ناقشناها في اجتماع عُقد في الأردن، ستدخل حيز التنفيذ قريبًا. نحن عازمون على ذلك. ومن الأمور الأخرى ذات الأهمية بالنسبة لنا أن تُلقي المنظمة الإرهابية (في إشارة إلى حزب العمال الكردستاني أو كيانات مشابهة) السلاح وتقوم بحلّ نفسها. غير أن إسرائيل ما فتئت تسعى لإثارة المشاكل في كل هذه المسائل، ولكن عبثًا، فنحن عازمون على تنفيذ قراراتنا”. وفي اللحظة التي كان يُكتب فيها…
لا توفرُ إسرائيل فرصةَ الاستثمار في أي فوضى تحدث في سوريا، فكيف إن كانت هذه الفوضى في محيط العاصمة دمشق؟ وكيف إن كانت هذه الفوضى ممزوجة بطيف من الطائفية والمناطقية؟ كان هذا الاستثمار الإسرائيلي واضحًا وجليًا في تصريحات الحكومة الإسرائيلية ومسؤوليها حول دور تل أبيب في حماية الموحدين الدروز في محافظة السويداء جنوب سوريا، وفي مدينة جرمانا شرق دمشق، ثم ميدانيًا بالتدخل المباشر والمعلن؛ حيث قصفت الطائرات الحربية الإسرائيلية بعد ظهر الأربعاء 30 أبريل/ نيسان 2025 بلدة صحنايا على أطراف دمشق، بالتزامن مع الاشتباكات التي كانت تخوضها القوات الحكومية السورية، والتي أدت لاستعادة السيطرة على البلدة بشكل كامل في اليوم…
حدث ما كان متوقعًا، وأصدرت الدائرة الجنائية الخامسة المختصّة في قضايا الإرهاب بتونس حكمها فيما يعرف بقضية التآمر على أمن الدولة الداخلي والخارجي، كبرى القضايا السياسية في تونس ما بعد انقلاب 25 يوليو/ تموز 2021. شملت الأحكام أربعين “متهمًا” بين موقوف وفي حالة سراح وبحالة فرار، وتراوحت ما بين 66 و8 سنواتٍ سجنًا، بلغت في مجملها تسعة قرون، حسب تصريح الأستاذ سمير ديلو عضو هيئة الدفاع في ندوة صحفية لتلاوة نص قرار الحكم، منها أربعة قرون مبنية على إفادات شاهدين بقيت هويتاهما محجوبتَين، ولم تتم مكافحتهما مع المشمولين كما لم يتم استنطاقهما من هيئة المحكمة التي اعتمدت شهادتَيهما لإصدار أحكامها.…
تُمثل المائة يوم الأولى لأي رئيس أميركي فرصةً ذهبية لتهيئة الظروف الملائمة لترسيخ قيادته، وتحديد منظوره الرئاسي للتعاطي مع القضايا الملحة التي تواجه الولايات المتحدة الأميركية على الصعيدين؛ الداخلي والخارجي، وبات الجدل حول مخرجات الـ 14 أسبوعًا الأولى للرئيس جزءًا من نقاشات النخبة المثقفة في واشنطن، ورؤيتها للخطاب السياسي لساكن البيت الأبيض وفريق عمله التنفيذي. ومن هنا يحاول هذا المقال تقديم رؤية تحليلية للمائة يوم الأولى للرئيس ترامب من خلال الإجابة عن الأسئلة التالية: ما حجم التهديد الذي شكلته هذه الفترة من رئاسة ترامب على مشروع الديمقراطية الأميركية، وما المؤشرات الدالة على ذلك؟ ما تأثير السياسات التي تبناها خلال هذه الفترة…
يعدّ حادث فرنسا الأليم الذي أودى بحياة شاب مسلم في العشرينيات من عمره، إثر تعرّضه لطعنات غادرة من الجاني، تجليًا عمليًا لخطاب الكراهية والتحريض في المستويات السياسية والإعلامية والثّقافية، ضد الإسلام والمسلمين والهجرة والمهاجرين. ولم يكن استحضار الإسلام والمسلمين الفرنسيين بشكل عرضي في التداول السياسي والعمومي، بل تمّ بشكل منتظم ضمن إستراتيجيات فرنسا كدولة مثقلة بحدة النموذج العلماني والخوف من الرموز الدينية الإسلامية، وكذا بين الفاعلين في المجالين؛ السياسي، والإعلامي، في قضايا الهجرة والمهاجرين مع اتساع قاعدة اليمين الشعبوي. توصيف الجريمة: تطرّف أم إرهاب وأثرها السياسي في فرنسا أحدثت الجريمة العنصرية المرتكبة بحق الشاب المالي “أبو بكر سيسي” في مسجد…
انتهت الدورةُ الثانية والثلاثون للمجلس المركزي لمنظمة التحرير الفلسطينية، وأُسدل الستار عن انتخاب حسين الشيخ نائبًا لرئيس المنظمة/الدولة، لكن تداعيات الحدث لم تنتهِ بعد، والجدل بشأنه، لن يضع أوزاره حتى إشعار آخر. فيضٌ من الأسئلة والتساؤلات اجتاح الأوساط السياسية والإعلامية والاجتماعية الفلسطينية، آراء وتقديرات تذهب في كل اتجاه، هنا سنتوقف أمام عشرة من أهمها، وسنقدم ما نقترحه إجابات عنها، علّنا نسهم بذلك، في تعميق الحوار وتصويب البوصلة: الأول: ما الذي عناه انعقاد الدورة الثانية والثلاثين للمجلس المركزي لمنظمة التحرير؟ من دون مداورة أو تدوير لزوايا الحقائق الحادّة، نرى أنها دورة فاقدة لنصابها السياسي، لكيان حُمّل بما لا يحتمل من وظائف…
في الأسبوع الماضي، قُتل ستة وعشرون شخصًا في هجوم وقع في باهالغام، في كشمير المحتلّة من قبل الهند. وباستثناء رجل كشميري واحد، كان جميع الضحايا من السائحين الهنود الذكور. وعلى الفور تقريبًا، زعمت الحكومة الهندية أن الهجوم نفّذته جماعة مسلحة مدعومة من باكستان تعمل في كشمير. وقد وُجهت أصابع الاتهام على وجه الخصوص إلى جماعة تُدعى “جبهة المقاومة”، التي تأسست في عام 2019 في كشمير كرد فعل على قرار الهند بإلغاء الوضع شبه الذاتي لكشمير، بأنها هي التي نفّذت الهجوم. غير أنّ هذه الجماعة نفت ذلك في بيان صدر عنها بعد عدّة أيام، موضحة أن حساباتها على وسائل التواصل الاجتماعي،…
“دخل ترامب ولايته الثانية كأسد، لكنه الآن يبدو أقرب إلى الحمل”، هكذا علّق ستيفن كوك في Foreign Policy على الأشهر الثلاثة التي أعقبت تنصيب ترامب. لكن السؤال هو: هل يسعى ترامب للاحتفاظ بهذا الاستئساد في الشرق الأوسط، الذي بات يشغل موقع “المسرح الثانوي” في السياسة الأميركية؟ تتسم سياسة ترامب في المنطقة بتوجهات متعددة. فقد دعا إلى تهجير الفلسطينيين من غزة، سواء بالقوة أو طوعًا، ويؤيد البيت الأبيض حاليًا هجومًا إسرائيليًا متجددًا على القطاع، بهدف الضغط على حماس لتسليم الرهائن المتبقين أو القضاء عليها. وفيما يتعلق بإيران، يجمع نهجه بين التفاوض، والتهديد باستخدام القوة، وممارسة أقصى الضغوط. كما شن حربًا واسعة…