مقالات
قصفت قوات الاحتلال الإسرائيلي اليوم الأربعاء برجا سكنيا وارتكبت مجزرة بحق نازحين غربي مدينة غزة، في حين فتكت المجاعة المستفحلة في القطاع بالمزيد من المجوّعين.وقال مصدر في مستشفى الشفاء إن شخصين استشهدا وأصيب آخرون إثر استهداف برج…
ظهر قبل أيام فادي صقر، القيادي في مليشيات الدفاع الوطني التابعة لنظام الأسد، في تسجيل مصوّر يظهر فيه كوسيط للإفراج عن متورطين في ارتكاب انتهاكات. وفي الرابع من شباط/ فبراير 2025، شهدت دمشق مشهدًا لافتًا تمثّل في خروج اللواء محمد الشعار، وزير الداخلية السوري السابق ومهندس القمع المنهجي، من مخبئه ليُعلن تسليم نفسه طوعًا لمديرية الأمن العام. ثم ظهر في مقابلة تلفزيونية أعلن فيها عدم مسؤوليته عن أيّ من الانتهاكات التي مارسها نظام الأسد. مثّل هذا الظهور الإعلامي ظاهرة مقلقة في السياق الانتقالي السوري، إذ أثار هذا الإنكار الوقح تساؤلات عميقة حول مظاهر الإفلات من العقاب في خضم التحولات السياسية.…
اندلعتْ بشكل مفاجئ، مواجهات عنيفة بين إسرائيل وإيران كانت المبادرة فيها لإسرائيل التي شنّت هجمات استباقية واسعة ونفذت جملة اغتيالات في صفوف قيادات عسكرية من الصف الأول وعدد من العلماء والخبراء المرتبطين بالمشروع النووي الإيراني. والحال أن إيران كانت ضحية لخديعة كبرى، أميركية وإسرائيلية، فمن مسار جولات التفاوض مع الإدارة الأميركية من أجل اتفاق نووي جديد إلى شن مواجهات مباشرة مع إسرائيل التي تريد جرّ المنطقة إلى حرب واسعة، تكون من نتائجها -من منظور نتنياهو وعصابته- إزالة الخطر الوجودي الذي بات يقترب من إنتاج القنبلة النووية. ويبدو أن أهداف نتنياهو كبيرة جدًا وطموحة. فالحديث عن تفكيك المشروع النووي الإيراني، وتغيير…
في غمرة التحليلات العسكرية للضربات الإسرائيلية لإيران، أو الحديث عن قدرة النخبة السياسية في طهران على إدارة هذه الأزمة الطاحنة، يتغافل كثيرون عن إحدى ركائز القوة في الحسابات العسكرية والسياسية لدولة في حالة حرب، ألا وهي “حالة المجتمع”. فهو إن كان متماسكًا ملتفًا حول القيادة الدينية والسياسية والعسكرية، أضاف الكثير إلى قدرة الدولة على الصد والصمود أو النصر، وإن كان غير ذلك، صار الجانب الرخو أو نقطة الضعف التي تُؤخذ في الاعتبار، دون شك، لدى من يصارع دولة ما أو يحاربها. ولا يمكن لـ”إسرائيل”، ومن خلفها الولايات المتحدة الأميركية، التغافل عن هذه المسألة. وقد حاولتا من قبل إسقاط نظام الحكم…
لم يكن هدف الرئيس تهدئة الشوارع في لوس أنجلوس، بل الاستفزاز المتعمّد لتحويل المدينة إلى ساحة معركة. في يوم الجمعة، السادس من يونيو/ حزيران، نفذت وكالة الهجرة والجمارك الأميركية (ICE)، ووزارة الأمن الداخلي (DHS)، ومكتب التحقيقات الفدرالي (FBI) سلسلةً من المداهمات عبر مدينة لوس أنجلوس. كان الضباط الفدراليون مسلحين ببنادق على الطراز العسكري، يرتدون ملابس تكتيكية ويتنقلون في قوافل من العربات المصفحة والمركبات القتالية (Bearcats)، مما حول شوارع المدينة إلى ساحة عسكرية أثناء اعتقالهم عشرات المهاجرين العاملين بجد. تم اعتقال أفراد من أمام متجر “هوم ديبوت”، حيث يصطف العمال يوميًا بحثًا عن عمل. وفي حي صناعة الألبسة وسط المدينة، تم…
أطلقت إسرائيل مؤخرًا فصلًا جديدًا وخطيرًا في صراعها الممتد مع إيران، عبر شن عملية عسكرية تهدف إلى تحقيق ثلاثة أهداف إستراتيجية كبرى، كما حددها رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو: تعطيل البرنامج النووي الإيراني، تدمير البنية التحتية العسكرية لطهران، والقضاء على قادة عسكريين وعلماء نوويين بارزين. ليست هذه المرة الأولى التي تتواجه فيها إسرائيل وإيران عسكريًا بشكل مباشر، فقد تبادل الطرفان هجمات مباشرة عدة مرات خلال العام الماضي، على هامش حرب السابع من أكتوبر/ تشرين الأول. لكن الجولة الحالية من التصعيد تتميز بثلاثة جوانب رئيسية تجعلها نقطة تحول محتملة في إعادة تشكيل توازن القوى في الشرق الأوسط: أولًا: الأهداف الإسرائيلية المُعلنة…
فرضت إسرائيل على إيران حربًا بدأت بضربات مركّزة ودقيقة اغتالت من خلالها قيادات عسكرية وشخصيات علمية، واستهدفت منشآت عسكرية ونووية طالت أحياء مدنية في طهران، ومدنًا أخرى في إيران في الثالث عشر من يونيو/ حزيران. وأفضت تلك العملية في ساعاتها الأولى إلى اغتيال عدد مهم من قادة القوات المسلحة والعلماء النوويين في إيران، إلى جانب عدد كبير من المدنيين، ولم تتضح بعد أبعاد الهجمات وآثارها على المنشآت المستهدفة. أتى الهجوم الإسرائيلي مباغتًا وصادمًا لكثير من الإيرانيين، ومنهم القادة المستهدفون. فإيران المنهمكة في نقاشاتها حول المفاوضات النووية تعلم من تجاربها السابقة في التعاطي مع واشنطن أن للأخيرة مقدرة واضحة في تحديد…
ربما هو القدر الجيوستراتيجي لدولة مثل تركيا، أن تُحاط بكرات اللهب المتدحرجة من كل ناحية، والتي تتطلب قدرًا عاليًا من الحكمة في التعامل معها، خشية أن تمتد تلك النيران إلى الداخل التركي نفسه. فلم تكد أنقرة تتنفس الصعداء بزوال نظام بشار الأسد، حتى نشبت النيران مجددًا على حدودها الشرقية مع بدء العدوان الإسرائيلي على الأراضي الإيرانية، والذي تطور إلى ضربات متبادلة. فإيران ليست مجرد دولة جارة لتركيا تتقاسم معها الحدود، بقدر ما تمثل تاريخًا ممتدًا في عمق الزمان، ربط الدولتين بروابط إثنية وجيوثقافية، خاصة في عهد السلاجقة الذين زحفوا من آسيا الوسطى، وتمركزت دولتهم في غرب آسيا في الجغرافيا التي…
لم تكن الضربة الإسرائيلية الأخيرة التي استهدفت العمق الإيراني حدثًا عابرًا في الصراع الإقليمي، بل شكّلت محطة مفصلية في إعادة صياغة التوازنات، من طهران إلى بيروت. إذ امتد تأثيرها المباشر إلى أحد أبرز حلفاء إيران الخارجيين، وهو حزب الله، الذي وجد نفسه فجأة في موقع الدفاع، لا الهجوم، أمام أسئلة مصيرية تتصل بوظيفته، وقدرته على الرد، وحدود تحركه. الواقعية السياسية تفرض اليوم قراءة معمقة لموقع الحزب بعد الضربة: هل يملك قرار التدخل؟ أم إن الواقع اللبناني والإقليمي والدولي يدفعه إلى ما يشبه الشلل الإستراتيجي؟ وهل الدخول في حرب جديدة بات خيارًا ممكنًا، أم عبئًا لا قدرة له على تحمله؟ والأكيد…
تم تأجيل النهاية، وكسب ائتلاف نتنياهو الحكومي المزيد من الوقت، مثلما أراد الحريديم ونتنياهو. فقد سقط مشروع قانون حل الكنيست بعد أن توصّل حزبا شاس وديغل هتوراه إلى تفاهمات أولية مع يولي إدلشتاين، رئيس لجنة الخارجية والأمن في الكنيست. وأدت الأزمة إلى انقسام في أغودات إسرائيل، أحد مكوّني “يهدوت هتوراه”، بعد أن صوّت اثنان من أعضائه، يعقوب تيسلر وموشيه روث، لصالح حل الكنيست، بينما عارضه عضو واحد هو إسرائيل آيخلر. أبرمت الصفقة عبر اتفاقية مبادئ بعد نزاع ومداولات وتوتر طويل، فحيل دون حل الكنيست وجرى عمليًّا ترحيل الأزمة إلى وقت لاحق. وبدت النتيجة أن نتنياهو هو الفائز الأكبر في هذا…
فجر الجمعة، باغتت إسرائيل العالم، وعلى غير المتوقّع ـ على الأقل على المدى القريب ـ بشنّ عملية عسكرية، على كامل الأراضي الإيرانية، استهدفت، كما قالت تل أبيب، “قلب” البرنامج النووي الإيراني. وهي العملية التي أطلق عليها الإسرائيليون ” الأسد الصاعد”. ويبدو أن الهجوم قد أذهل القيادة العسكرية الإيرانية، وربما أدى إلى تأخير توجيه ضربة انتقامية فورية، ولكن ما زال من غير الواضح ما إذا كانت الحرب قد حققت هدفها الأساسي: شل البرنامج النووي الإيراني، الذي تزعم إسرائيل أن طهران على وشك تسليحه، وليس بوسع أي تقارير، إحصاء حجم الضرر، الذي لحق بالمفاعلات النووية الإيرانية حتى كتابة هذا المقال. يقول داني…
في وقت مبكر من صباح الجمعة، شنّت إسرائيل ضربات غير مسبوقة على إيران، ما أسفر عن مقتل مدنيين إلى جانب مسؤولين عسكريين كبار وعلماء، واضعةً الحكومة الإيرانية فعليًا في موقف لا بد أن تردّ فيه، وكأن ما يجري في الشرق الأوسط ليس كافيًا، لا سيما مع الإبادة الجماعية المستمرة التي تمارسها إسرائيل بحق الفلسطينيين في قطاع غزة. أصبحت إسرائيل تعيش على الفوضى الدائمة والقتل الجماعي، بينما تواصل تصوير نفسها كضحية لأولئك الذين تذبحهم وتستفزهم بانتظام. وكما هو متوقع، صوّرت إسرائيل إيران الآن على أنها المعتدية، مدعية أن أسلحة إيران النووية- غير الموجودة- تشكل “تهديدًا لبقاء إسرائيل نفسه”، كما صرّح رئيس…
استهدفت إسرائيل هذه الليلة العديد من النقاط الحيوية في إيران، شملت قادة عسكريين رفيعي المستوى، وعلماء يعملون في البرنامج النووي، بالإضافة إلى المنشآت النووية نفسها.في هذا الهجوم، قُتل قادة كبار من بينهم القائد العام للحرس الثوري الإيراني حسين سلامي، ورئيس هيئة الأركان العامة محمد باقري، بالإضافة إلى عدد من العلماء النوويين. من المعروف أن إسرائيل كانت تستعد منذ فترة طويلة لهذا الهجوم على إيران. وبالنظر إلى الأهداف التي تم قصفها، يمكننا أن نرى بوضوح أن إسرائيل خططت لهذا الهجوم بتفصيل دقيق.لم تكن مواقع المنشآت النووية الإيرانية سرًا، حيث كانت تخضع لتفتيش الوكالة الدولية للطاقة الذرية منذ سنوات. لذلك، لم تكن…
قال الرئيس الأميركي، دونالد ترامب: “تمّ إبلاغي بالهجمات مسبقًا، ولا توجد مفاجآت، لكن الولايات المتحدة غير متورطة عسكريًا، وتأمل أن تعود إيران إلى طاولة المفاوضات قريبًا”. هذا، وكانت إسرائيل قد أعلنت فجر الجمعة 13 يونيو/ حزيران الجاري، شنّ “ضربات وقائية” ضدّ إيران، وفقًا لما أفاد وزير الدفاع الإسرائيلي يسرائيل كاتس. ومن جهته، أفاد التلفزيون الرسمي الإيراني بوقوع انفجارات قوية في طهران وفي مناطق متفرقة من البلاد. وفي أعقاب هذه التطورات، أعلنت إسرائيل حالة الطوارئ، كما أفاد الجيش الإسرائيلي بتغيير إرشادات السلامة المدنية والعامة إلى “الأنشطة الأساسية”، ما يشمل حظر الأنشطة التعليمية والتجمعات والتواجد في أماكن العمل، كما قفزت أسعار النفط…
خاضت إدارة الرئيس الأميركي ترامب حتّى الآن حوالي خمس جولات تفاوضيّة مع إيران حول ملف الأخيرة النووي لتنتهي هذه الجولات بهجوم إسرائيلي في العمق الإيراني سبقه إجلاء لبعض الرعايا الأميركيين في المنطقة. أحدثت الثورة الإسلامية الإيرانية علامةً فارقةً في العلاقات التاريخية بين الولايات المتحدة الأميركية ودولة إيران، إذ كانت الولايات المتحدة تعُدّ نظام شاه إيران السابق حليفاً استراتيجياً مهماً لها بعد نهاية الحرب العالمية الثانية في استقرار منطقة الشرق الأوسط. لم تكن الولايات المتحدة الأميركية حينها في حاجةٍ لإرسال أساطيلها البحرية او جنودها لحماية مصالحها الاستراتيجية في المنطقة. بدأت إيران التفكير في استخدام الطاقة النووية لأغراض سلمية منذ عهد الشاه…
“حلّ الكنيست بأمر من كبار الحاخامات”.. جملة قالها وزير الإسكان الإسرائيلي مؤخرًا، لكنها دوّت كطلقة تحذير وسط مشهد سياسيّ مشحون. في إسرائيل، حيث السياسة تُدار على الحافة دائمًا، كان هذا الإعلان بمثابة تذكير جديد بأن الأزمات هناك قلّما تجد لها حلولًا مستقرة. ورغم صخب التصريحات الرسمية، يدرك العارفون بخفايا اللعبة الإسرائيلية أن الصورة الحقيقية لا تُرسم تحت أضواء قاعة الكنيست، بل في كواليس غارقة بالتسويات، حيث تُطبخ الاتفاقات على نار هادئة، بينما يتسابق الوسطاء لشراء الوقت وتفادي الانفجار. الساعات الأخيرة شهدت مشهدًا دراماتيكيًا: من جهة تهديدات متكررة بحلّ الكنيست والدعوة لانتخابات مبكرة؛ ومن جهة أخرى تسريبات عن “أجواء إيجابية” ومفاوضات…