مقالات
قال الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان إن بلاده مستعدة للتوصل إلى اتفاق مع الولايات المتحدة في إطار محدد، وذلك وسط أنباء عن تقدم في المفاوضات غير المباشرة بين الجانبين بشأن برنامج إيران النووي، فيما اتهمت طهران إسرائيل…
بدأت دراستي الجامعية في الهندسة المعمارية في الجامعة الإسلامية بغزة (IUG) في عام 2021. كنت فخورةً جدًا بنفسي؛ لأنني تمكنت من الالتحاق بالمجال الذي كنت دائمًا أرغب في دراسته. بدت حياتي وكأنها مستعدة تمامًا للسنوات الخمس المقبلة. كنت أخطط للدراسة بجِدّ، ومحاولة اجتياز امتحاناتي بدرجات جيدة، والتدريب في مكتب هندسي معروف، ومن ثم التقدم للحصول على درجة الماجستير. كانت الأمور تسير حسب الخطة حتى السابع من أكتوبر/ تشرين الأول من العام الماضي. في ذلك اليوم، كان من المقرر أن أقدم مشروعًا جامعيًا كنت قد بذلت فيه الكثير من الجهد، وفقدت الكثير من النوم من أجله. بدأ القصف في الصباح، لكنني…
كشفت معركة طوفان الأقصى عن الوجه الحقيقي لدولة الاحتلال الإسرائيلي، حيث أظهرت صورتها كدولة وحشية إجرامية تقتل النساء والأطفال والصحفيين، وتنتهج التهجير والتجويع كسلاح، وتستهدف المساجد والمستشفيات ومراكز الإيواء، وهو الأمر الذي أدّى إلى تدهور صورة إسرائيل كدولة ليبرالية ديمقراطية، مقابل بروز صورتها كدولة مارقة منبوذة سواء في أعين الرأي العام العالمي، أو حتى في أعين جزء غير قليل من مواطنيها الذين باتت الانقسامات التي تعصف بهم أقوى من أي وقت مضى. وهنا يمكن الإشارة إلى أن 60% من الإسرائيليين يرون أن إسرائيل باتت تحظى باحترام أقل في العالم. العزلة المتصاعدة عندما أعلن وزير الخارجية الإسرائيلي يسرائيل كاتس، أنّ الأمين…
مرور سنة على السابع من أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، يطرح سؤالًا كبيرًا يتعلق بماذا بعد “طوفان الأقصى” وهل تغير الوضع الإستراتيجي في الشرق الأوسط لصالح إسرائيل أو حماس؟ وهل حقّقت تل أبيب أهدافها؟ في الواقع، هناك صعوبة شديدة في الجواب عن هذا السؤال، وذلك بسبب غموض أهداف تل أبيب من جهة، ودواعي حماس للإقدام على خطوة مهينة للجيش الإسرائيلي وأجهزته الأمنية داخل غلاف غزة وأسر عدد من الجنود واحتجاز عدد من الرهائن المدنيين، من جهة ثانية. حماس تكتفي بالقول في خطابها السياسي بأن طوفان الأقصى هو رد استباقي على إستراتيجية صهيونية كان المراد منها تقويض بنية المقاومة وقدراتها العسكرية. وإسرائيل،…
على مدار العام الماضي، أسفر العنف الإبادي الإسرائيلي عن مقتل ما يقرب من 42,000 فلسطيني في غزة. وتشير التقديرات إلى أن العدد الحقيقي للضحايا يزيد عن 180,000. وفي نفس الوقت، قامت قوات الاحتلال الإسرائيلي مرارًا بشنّ هجمات دامية على الضفة الغربية، ما أسفر عن مقتل أكثر من 740 فلسطينيًا. وفي الشهر الماضي، وسّعت القوات الإسرائيلية العنف إلى لبنان، حيث قُتل أكثر من 500 شخص في الثالث والعشرين من سبتمبر/أيلول. وفي غضون أسبوعين فقط، قتلت إسرائيل أكثر من 2,000 شخص في لبنان. دمرت القوات الإسرائيلية أحياءً كاملة في غزة، وقامت بجرف الطرق بالجرافات، وقصف البنية التحتية ومنشآت الخدمات العامة، وتدمير المباني…
لا يمكن الآن قراءة الأحداث بعد 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023 على أنها مجرّد معارك عسكرية أو تدابير وإجراءات أمنية بين الأعداء والخصوم. فالمعارك الواسعة في غزة منذ ذلك الحين، ثم تبادل الضربات في لبنان وازدياد التصعيد باتجاه حرب التدمير والاغتيالات ومحاولات الاجتياح البرية، كل ذلك أصبح الآن معركة واسعة بين خصمين رئيسيين هما إيران وإسرائيل، قد تمتد لتشمل المنطقة بأكملها. كانت إسرائيل على وشْك إعلان إتمام مشروع التطبيع العربي الكامل معها، الذي كانت تفاوض فيه أهم الدول، من أجل صفقة كبرى على مستوى المنطقة تتضمن بعض المكاسب للفلسطينيين، ليأتي هجوم حركة حماس في طوفان الأقصى ليهدد المشروع السياسي الإسرائيلي…
في الذكرى السنوية لبداية حرب غزة في 7 أكتوبر/ تشرين الأول، تم نشر حصيلة عامٍ كامل. البيانات والإحصاءات التي صدرت مخيفة في حجمها. ربما تكونون قد اطلعتم على هذه الأرقام. ومن هذا المنظور، قد يبدو أن التاريخ قد سار في صالح إسرائيل بعد 7 أكتوبر/ تشرين الأول. لكنني لا أرى الأمر كذلك. أعتقد أن تناول ذكرى 7 أكتوبر/ تشرين الأول من خلال عدد الفلسطينيين واللبنانيين الذين قتلتهم إسرائيل، أو عدد الدول التي قصفتها، أو المناطق التي احتلتها هو قراءة ناقصة. بل ينبغي أن يُنظر إلى ذلك اليوم على أنه بداية لسلسلة من الأحداث التي ستغير الكثير في العالم. دعوني أوضح…
بدا خطاب قائد قوات الدعم السريع محمد حمدان دقلو الملقب بحميدتي، والذي ألقاه مساء الأربعاء الموافق التاسع من أكتوبر/تشرين الأول الجاري، مختلفا عن خطاباته السابقة التي ظل يوجهها للرأي العام منذ اندلاع الحرب يوم 15 أبريل/نيسان الماضي. فبينما اتسمت الخطابات السابقة بقدر من التسييس والصياغة المتضمنة أهدافًا وغايات ورسائل سياسية واضحة الوجهة، خلا الخطاب الأخير من ذلك، كأنما تخلى عنه العقل السياسي الذي كان يقف خلفه، يضع الأفكار في ذهنه، ويضع الكلمات في فمه، فجاء خاليا من أي فكرة متماسكة تتسق مقدماتها مع خواتيمها. ومن ذلك ما قال إنه “رفض الاتفاق الإطاري الموقع في 5 ديسمبر/كانون الثاني 2022″، وقال لصانعيه…
من 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023 إلى 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2024 ليست سنة مما يعدّه عموم الناس، وليست 365 يومًا بتقويم الأجندة. إنها سنة من كتابة التاريخ، وأي تاريخ؟ إنه تاريخ المقاومة، وسنة من رفرفة العلم بألوانه الأربعة في كل الساحات، وأجملها وأروعها ساحات الجامعات العريقة في العالم، والشوارع التي ما زالت تتكلم بلغة العدالة والسلام والأخوة الإنسانية في الشرق والغرب. إنها سنة ظهور الكوفية المرقطة على أعناق الشباب والشابات من كل الأديان والأعراق والثقافات في الجهات الأربع من العالم، وسماع اسم فلسطين مقرونًا بكلمة حرية “Free”. من 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023 إلى 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2024،…
لم يتغير الواقع الإستراتيجي لإسرائيل بعد عام من الحرب، فما فعلته لم يكن سوى مزيد من الهروب نحو الأمام، يحقق لها بعض الإنجازات التكتيكية لكنه لا يقدم أي إجابة للمجتمع الإسرائيلي عن المستقبل والأسئلة المصيرية التي استجلبها السابع من أكتوبر/ تشرين الأول. فقد دخلت إسرائيل الحرب على وقع صراع داخلي عميق حول هوية الدولة، وفقدان الثقة بين الجيش والمجتمع، وتآكل الردع. وقد أنهت عامًا من الحرب وقد أغرقها تطرفها في حرب متعددة الجبهات. ومع الذكرى الأولى للسابع من أكتوبر/ تشرين الأول الذي اعتُبر أكبر تحدٍ وجودي لإسرائيل منذ قيامها، اعتبر المؤرخ الإسرائيلي بيني موريس “أن المرة الوحيدة التي واجهت فيها…
جيمي كارتر، الرئيس التاسع والثلاثون للولايات المتحدة الذي بلغ المئة هذا الشهر، بنى إرثًا من الشجاعة والوضوح الأخلاقي خلال عقود من الخدمة العامة، حيث كافح بلا كلل من أجل السلام وكرامة الإنسان في الداخل وحول العالم. الآن، بينما يقترب من نهاية حياته، يجب أن نأخذ الوقت للتأمل في أحد أكثر مواقفه شجاعة: التزامه الثابت بكرامة الفلسطينيين، وحقهم في تقرير المصير. في عام 1996، وقف الرئيس كارتر معنا، نحن الشعب الفلسطيني، ونحن نصوت لأول مرة لقادتنا. وعلى الرغم من أن عملية السلام في أوسلو فشلت في تحقيق الدولة الفلسطينية المستقلة التي كنا نأملها، فإنّ كارتر كان يؤمن بأن فعل الإدلاء بأصواتنا…
ترتفع درجات الحرارة السياسية والعسكرية في جنوب السودان، وجواره الأفريقي، ولدى الضامنين لاتفاق السلام الأخير في جمهورية جنوب السودان الناشئة، لعوامل متعددة. فعندما سرت مؤخرًا تسريبات بشأن الحالة الصحية للرئيس سلفاكير ميارديت وأنه قد أصيب بشلل جزئي، عمّت الأوساط المختلفة حالة من الترقب والقلق. وزادت الهواجس بعد شائعة وفاة سلفاكير، حتى تبين للجميع أن الوفاة كانت لشقيقة الرئيس وليس هو نفسه. هذه هي المرة الثانية التي تنتشر فيها شائعة وفاة الرئيس سلفاكير، مما يرفع من درجة الاضطراب وعدم اليقين في الدولة المضطربة أصلًا والغارقة في دوامة العنف المتزايد منذ انفصالها عن السودان في عام 2011. إذ تشهد نظام حكمٍ هجينٍ…
ما تناقلته وسائل إعلام عربية وغربية حول قيام الدفاعات الجوية السورية والروسية بالتصدّي لهجمات إسرائيلية استهدفت مواقع في مدينة جبلة السورية القريبة من قاعدة حميميم التي تتركّز فيها القوات الروسية، لا يثير فقط تساؤلات حول حقيقة هذا الخبر من عدمه، بل يفتح الأبواب على تساؤلات أهم ترتبط بالتطورات والتغيرات الدراماتيكية المتسارعة في المنطقة، تلك التبدلات التي يمكن أن تطال الدور الروسي السياسي والعسكري فيها. وبصرف النظر عن حقيقة مشاركة الدفاعات الجوية الروسية بالفعل في عملية التصدّي، أم كون الأمر لا يعدو عملية إثارة إعلامية تهدف لاستدراج موسكو أو إجبارها على تقديم موقف قد لا تكون معنية في الظرف الراهن بتوضيحه،…
شكّل اغتيال أمين عام حزب الله حسن نصر الله في 27 سبتمبر/ أيلول صدمة وضربة قوية لقوة الردع التي تشكّل ركنًا أساسيًا من قوة المقاومة وشرعيتها في الداخل اللبناني. وكما هو معلوم، فقد وقع الاغتيال بعد سلسلة ضربات نفّذها الاحتلال الإسرائيلي ضد الحزب بدءًا من تفجير أجهزة الاتصال وصولًا إلى اغتيال عدد من القادة، مما شكّل نقطة تحوّل فتحت باب الأسئلة حول الخروقات والثغرات الأمنية التي يعاني منها حزب الله، وصولًا إلى طرح السؤال حول قدرته على مواجهة إسرائيل وتحقيق الأهداف التي وضعها مع بداية انخراطه في الحرب في الجبهة التي أطلق عليها اسم “جبهة المساندة لشعب غزة ومقاومتها”. إذًا، اتخذت…
لم تكن الأحداث الجسام التي انطلقت في قطاع غزة شهر أكتوبر/ تشرين الماضي من العام الماضي عادية بأي حال من الأحوال، بل ولم تكن استثنائيتها ومراحل تطورها ونموها على كافة الأصعدة تسمح بتجاوزها شهريًا، فكيف هو الحال ونحن نعيش الآن ذكرى سنويتها الأولى، تلك السنة التي يكاد لا يخلو يوم منها إلا ويحمل شاهدًا أو أكثر على دموية وبربرية ووحشية عزّ نظيرها في التاريخ الحديث. إذ يمكن وصفها بأنها المثال الأكمل والأجمع لمصطلح الإبادة الجماعية تحت أنظار وأسماع العالم أجمع، ذلك الصمت الذي أعطى ضوءًا أخضر لآلة الحرب الإسرائيلية، فأحالت قطاع غزة ومجتمعه ومقومات الحياة فيه أثرًا بعد عين، لا…
كان الوضع قبل 7 أكتوبر/ تشرين الأوّل 2023، مأزومًا للغاية بين قطاع غزة والكيان الصهيوني، خصوصًا من ناحية تشديد الحصار. وكان الوضع في المسجد الأقصى، مأزومًا أكثر، مع تعاظم انتهاكات ممن يسمّون بحرّاس الهيكل وأمثالهم، وفي إطار اشتداد التأييد لهم من جانب “المتدينين” أتباع سموتريتش وبن غفير، الوزيرَين المتنفذَين في حكومة نتنياهو. وقد وصلت التهديدات إلى التلويح ببناء كنيس في باحته، واقتسام الصلاة فيه، وممارسة ما طاب لهم من شعائر تلمودية. علمًا أن ذلك كله كان مخالفة صارخة لانتهاك “الستاتيكو” (الواقع القائم) المثبت دوليًا، بالقانون الدولي منذ 1854، وطوال عهود الاستعمار البريطاني، وإلى عام 2000، عندما بدأت الانتهاكات، وما زال المرجع.…