مقالات

تجدّد الجدل في الأوساط الرياضية بتونس حول ظاهرة رفض التطبيع الرياضي مع إسرائيل وذلك في أعقاب مشاركة منتخب تونس للناشئات والشابات في بطولة العالم لرياضة المبارزة التي انتهت فعالياتها يوم الجمعة الماضي في مدينة ووتشي الصينية.…

قراءة المزيد

لم يمضِ عام على عملية طوفان الأقصى وما تلاها من حرب على غزة، حتى اتسع العدوان الصهيوني ليشمل عدة دول في المنطقة، متجاوزًا كل الخطوط الحمراء في حرب الإبادة التي يشنها على الشعب الفلسطيني وداعميه. لم يميز هذا العدوان بين عسكريين ومدنيين، أو بين منشآت عسكرية ومدنية، مستهدفًا المقاتلين والقيادات السياسية، كان آخرهم الأمين العام لحزب الله حسن نصر الله، وعدة قيادات أخرى، في رسالة واضحة بانعدام الضوابط أو الخطوط الحمراء في حربه الدموية. يتزامن ذلك مع انتشار البروباغندا الإسرائيلية التي تجد صدى لدى عديد من أعداء إسرائيل الذين يقاومون وجودها، كل لأسبابه الخاصة. لكن المشكلة تكمن في أن تكرار…

لا أدري ماذا دار بخَلد يحيى السنوار، ومحمد الضيف، ومروان عيسى، وآخرين وهم يضعون اللمسات الأخيرة لانطلاق عملية “طوفان الأقصى”؟هل كانوا يدركون التطور الكبير الذي ستتركه العملية على مفهوم العمل الفلسطيني المقاوم؟أم كانوا يتوقعون أن العملية ستحدث شرخًا في الداخل الإسرائيلي، فيما يتعلق بنظرية الأمن القومي الإسرائيلي، وتفاصيل الحياة السياسية؟هل دار في مخيلتهم أن تغييرًا كبيرًا سيحدث في المزاج العام الإنساني حول العالم بشأن القضية الفلسطينية وسبل دعمها؟ فمع مرور عام على انطلاق العملية العسكرية، يتأكد لنا أن 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023 بات أحد أهم الأيام الفارقة في الربع الأوّل من القرن الحادي والعشرين، نظرًا للتداعيات الكبيرة التي خلفتها،…

السؤال الذي يجب أن نوليه اهتمامًا كبيرًا هو: هل يمكن أن يكون للصراع الذي بدأ في غزة واتسع ليشمل دولًا أخرى في المنطقة، مثل العديد من الصراعات الجيوسياسية الطويلة والمعقدة، تأثير كبير على معتقدات الشباب العربي حول عالم أكثر عدالة؟ سؤال آخر: كيف يمكن أن تؤثر الحرب التي اتسعت حلقاتها على طبيعة الفعل السياسي للشباب العربي؟ بعبارة أخرى؛ هل يمكن أن تساهم حروب الإبادة الجماعية بحق الفلسطينيين واللبنانيين في خلق اتجاه مضاد لنزع الطابع السياسي الذي تتبنّاه الأنظمة العربية، أو ما أطلقت عليه في مقالات سابقة: “تصحير السياسة” بتمويتها؟ يمكن النظر إلى هذه التساؤلات باعتبارها اتجاهًا ضمن السياق الأوسع لخصائص…

من أهم القواعد التي تحكم تاريخ الدول والمشروعات السياسية هو الانتقال من شكل إلى آخر بما يمثل ولادة دولةٍ جديدةٍ بمفاهيم جديدة وشكلٍ جديد. هذا الأمر له أمثلة كثيرة من التاريخ، وربما يكون أشهرها وأوضحها الجمهورية الفرنسية التي مرت بعدة تقلبات وتحولات خلال الثمانين سنة التي تلت الثورة الفرنسية، والتي وُلِدت فيها الجمهورية الفرنسية الأولى، ثم سقطت في عهد نابليون، ثم عادت الجمهورية الثانية وقامت لتسقط لاحقًا وتعود الملكية إلى فرنسا، ثم ينتهي الأمر بقيام الجمهورية الفرنسية الثالثة التي تعيش حتى اليوم. إسرائيل بدورها ليست بعيدةً عن هذه القواعد التاريخية، فالتغير في شكل نظام الحكم وطبيعة مشروع إسرائيل حدث على…

بعد اغتيال الأمين العام لحزب الله، حسن نصر الله، في غارة جوية مدمرة على حي الضاحية في بيروت، ذهب الجيش الإسرائيلي إلى منصة “إكس” ليعلن بفخر أن نصر الله “لن يتمكن بعد الآن من إرهاب العالم”. قد يُغتفر للمراقب الموضوعي إذا لم يستطع أن يكتشف كيف يمكن أن يكون نصر الله مسؤولًا عن الإرهاب الأرضي، في حين أنه ليس من يقود إبادة جماعية في قطاع غزة منذ ما يقرب من عام. وبالطبع، هو ليس من قتل أكثر من 700 شخص في لبنان في أقلّ من أسبوع. تتفاخر إسرائيل بكل ذلك، كما تتفاخر بتدمير العديد من المباني السكنية وسكانها في سعيها…

لم يمضِ عام على عملية طوفان الأقصى إلا وذكّرت إسرائيل كل ذي كرامة وبقايا إنسانية أن الدولة المحتلة لم تُبقِ ولم تذر من قيم الإنسانية والأخلاقية شيئًا، وأن هناك كيانًا مارقًا في عالم الذكاء الاصطناعي استدعى التاريخ ليقتل ويدمر ويفتك وتجد من يبرر ذلك “دفاعًا عن النفس”. فها هي إسرائيل تستنسخ ملامح من حرب إبادتها على غزة في لبنان، وتشن آلاف الهجمات الجوية استشهد على أثرها حوالي 1700 لبناني، منهم قادة كبار في حزب الله على رأسهم حسن نصر الله الأمين العام لحزب الله، كما تم جرح حوالي 8500، وتهجير أكثر من مليون لبناني. ذات العدوان وتلك الهمجية تمارسهما إسرائيل…

وُضعت إيران في موقف حرج للغاية، دولة وثورة ومكانة ودورًا، وفي حالة لا تحسد عليها. فالرد على الصفعات التي تلقتها وتتلقاها هي وحلفاؤها من الدولة العبرية قد يكون له من التبعات والعواقب ما لا تقوى على تحمله وحمله، أما السكوت وعدم الرد فسيهوي بمصداقيتها إلى الحضيض بين حلفائها وأتباعها وسيهز صورتها، ويؤثر وبشكل كبير على دورها ومكانتها إقليميًا ودوليًا. الأمر الذي كان أكثر ضررًا على إيران، هي الروايات والسرديات التي قدمها محللون ومراقبون، ذهبت أكثر من الحديث عن التردد الإيراني أو حتى العجز عن الرد على تجاوزات وانتهاكات الإسرائيليين، لتتحدث عن صفقة إيرانية إسرائيلية أميركية، قدمت بها طهران حزب الله…

يجب أن نتحدّث بجدية عن أبعاد الإرهاب الذي تسببه إسرائيل والولايات المتحدة في غزة ولبنان وإيران واليمن وسوريا. لقد ندّدنا بما يكفي بالإرهاب والمجازر والإبادة الجماعية والاعتداءات غير القانونية التي تسببها إسرائيل والدعم غير المشروط من الولايات المتحدة، وتم نشر المئات من المقالات، والآلاف من الأخبار، ومئات الآلاف من المشاركات حول هذا الموضوع، وأعتقد أن الكلمات قد نفدت في هذا الصدد. علينا أن ننتقد أنفسنا قليلًا؛ يجب أن نتحدث أيضًا عن الأخطاء القاتلة التي ارتكبتها الأمة الإسلامية. نعم، قد يبدو الحديث عن هذه الأمور محبطًا، وخصوصًا في أماكن تُسفك فيها الدماء. ومع ذلك، إذا لم نقم بهذا النقد المؤلم في…

من الأخطاء الكبيرة التي يُمكن أن يرتكبها طرف مُنخرط في حرب لا يُريدها، ويسعى للحد من أضرارها عليه إظهار التردد عندما يكون الطرف الخصم مُندفعًا بقوة؛ لأن التردد يُشجعه على الإفراط في استعراض القوة؛ لاعتقاده بأن تكاليفه محدودة عليه. تنطبق هذه الحالة على المواجهة الإيرانية الإسرائيلية في حرب السابع من أكتوبر/تشرين الأوّل. لقد أفرطت إيران منذ الهجوم الإسرائيلي على القنصلية الإيرانية في دمشق في أبريل/ نيسان الماضي في التردد بإظهار الردع القوي، وهو ما شجّع إسرائيل على مواصلة تصعيد المواجهة من خلال اغتيال رئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية في طهران نهاية يوليو/ تموز الماضي، ثم تصعيد الحرب على…

مع دخول القوات الإسرائيلية برّياً إلى جنوب لبنان اليوم الثلاثاء 1 أكتوبر/تشرين الأول 2024، نعود إلى فصل جديد من التصعيد المستمر في المنطقة، حيث لا تزال آلة الحرب تدور دون أن تبدو هناك نهاية في الأفق. الاجتياح البرّي ليس مجرد خطوة تكتيكية في سياق صراع مسلح متكرر، بل هو جزء من مخطط أوسع يعيد تذكيرنا بحقيقة أن السلام في هذه البقعة الملتهبة من الشرق الأوسط لا يزال بعيد المنال. المعضلة الكبرى تكمن في أن هذه التحركات العسكرية لا تجلب سوى مزيد من العنف والكراهية، وتعيد إنتاج نفس السيناريوهات القديمة التي أثبتت فشلها في تحقيق أي تقدم نحو السلام. ومع استمرار…

بدأ الجيش الإسرائيليّ، قبيل فجر الثلاثاء، عمليةً بريةً قال إنها “محدودةٌ” ضدّ حزب الله جنوب لبنان. العملية تم الإعلان عنها ـ قبل تنفيذها ـ بصلف غير مسبوق في المواجهات العسكرية، التي يتعين أن تتسم بالسرية عادةً؛ لضمان توفر شرط المباغتة، وما يترتب عليه من إرباك “العدو”، وشلّ قدرته على التّعافي من الفوضى المتوقعة بطبيعة الحال. الإسرائيليون والأميركيون تحدثوا بـ”وقاحة” عن العملية، بل حددوا مكانها وزمانها وكأنّهم ذاهبون إلى نزهة وليس إلى الحرب! الصخب الإعلامي والاحتفالي بالعملية، في كلّ من تل أبيب وواشنطن، كان مستفزًا ومهينًا في آن، وكأنّ نتنياهو قد حصل على “شهادة ضمان” بالنصر دون مقابل مؤلم. إنّها العُنجهية…

ناقش كتاب منطق البقاء السياسي الذي صدر في العام 2023، عن مطبعة معهد ماساشوستس للتكنولوجيا، والذي شارك في تأليفه عدد من الكتّاب، ما أسماه بالنظرية الانتقائية، والتي تتلخّص فكرتها الأساسية في أن القادة يحركهم في المقام الأوّل البقاء السياسي. فهم يتخذون القرارات بشأن تخصيص الموارد واختيار السياسات على أساس ما يضمن لهم استمرار قبضتهم على السلطة. ولعل ما شهده لبنان من موجة تفجيرات نفذتها إسرائيل ضربت أجهزة اتصال لاسلكي من نوعي “بيجر” و”آيكوم” وتصاعد المواجهات بعد ذلك لتشمل القصف بالصواريخ، مع سقوط آلاف الضحايا واغتيال الأمين العام لحزب الله “حسن نصر الله”، قد يتسق ومضمون النظرية أعلاه؛ ذلك أن نتنياهو…

بغض النظر عن نجاح عملية اغتيال الأمين العام لحزب الله حسن نصر الله، فإنَّ الأهم في هذا النوع من الاغتيالات يكمن في مستوى الفارق الإستراتيجي الذي تحدثه في التحولات السياسية والعسكرية. فاغتيال قائد مركزي قد يكون حدثًا يقود لتغيرات إستراتيجية، وقد يكون حدثًا عملياتيًا تكتيكيًا، وهذا يرتبط بمستوى التحولات. يوجد في مسيرة الثورات والدول من هذا وذاك. في إسرائيل والولايات المتحدة الأميركية – وهما صاحبتا مدارس عريقة في الاغتيال السياسي – يعون تمامًا مستوى التحولات التي قد تحدثها اغتيالات معينة في لحظة زمنية فارقة. لكن عقدة إسرائيل في تعاملها مع الحركات العقائدية والأيديولوجية المتماسكة هي أن الاغتيال السياسي لم ينجح…

لم يكن بالوسع فهم العلاقة الوطيدة بين الإسلام دينًا خاتمًا وسياسة كونية للإنسانية من دون فهم ما أعنيه بما سميته؛ “الدولة المجردة” أولًا وتعينها في القائمين على وظائفها ثانيًا. فالدولة المجردة مرتسمة في كيان الإنسان المادي الذي لا تُسد حاجاته العضوية من دون الجماعة الضامنة لشروط وجوده أولًا وبقائه ثانيًا، استمدادًا لها من الطبيعة. وفي كيان الإنسان الروحي الذي لا تُسد حاجاته الخلقية من دون الجماعة الضامنة لشروط قيمه الروحية وجودًا أولًا وبقائها ثانيًا، استمدادًا لها من التاريخ. وكلا بُعدَي كيان الإنسان، فردًا وجماعة، مرتسمٌ – في بدنه والجغرافيا، وفي وعيه والتاريخ – نوعان من الارتسام: ارتسام كوني هو السرمدي…

في صباح يوم 4 سبتمبر/أيلول، استيقظت ابنة أخي جودي، التي تبلغ من العمر ثماني سنوات، وهي مشرقة العينين ومتحمسة واقترحت أن نحتفل بعيد ميلاد والدها. كان قد مضى 25 يومًا منذ فقدنا والدها معتز رجب في المجزرة التي نفذها الجيش الإسرائيلي في مدرسة التابعين في مدينة غزة. كان أحد أكثر من 100 ضحية مدنية لجؤُوا إلى المدرسة مع أسرهم. رغم أن جودي كانت تعرف أن والدها قد رحل، فإنه كان واضحًا أنها تحاول التعامل مع موعد في التقويم كان دائمًا مميزًا لها ولأشقائها. كانت العائلة – بمن في ذلك أختي، والدة جودي – ما زالت في حالة حداد شديد، ولم…

2025 © اخبار قطر. جميع حقوق النشر محفوظة.