مقالات

في خطوة انتظرتها أوكرانيا طويلا بهدف تعديل موازين القوى في الحرب ضد روسيا والحد من فجوة التفوق العسكري لعدوتها، جاء الضوء الأخضر في الرمق الأخير من عهدة الرئيس الأميركي جو بايدن يتيح لكييف استخدام نظام الصواريخ…

قراءة المزيد

الأيديولوجيا الكاليفورنية، مصطلح صاغه ريتشارد باربروك وآندي كاميرون في مقال نشر عام 1995؛ إذ تُمَثّلُ – الأيديولوجيا – اندماجًا بين الطوباوية التكنولوجية ورأسمالية السوق الحرة، مدفوعة بأخلاقيات وادي السيليكون الليبرالية. وتقوم هذه الأيديولوجيا على فكرة أنّ الابتكار التكنولوجي، خاصة من خلال الإنترنت، يمكن أنْ يُحدث تحولات جذرية في المجتمعات، ويعزز الرخاء الاقتصادي، مع تجاوز الأدوار التقليدية للحكومات في قيادة التنمية الشاملة. وتتضمن هذه الأيديولوجيا مبادئ أساسية، يمكن تلخيصها فيما يلي: الحتمية التكنولوجية: الاعتقاد بأنّ التكنولوجيا هي القوة الدافعة للتغيير الاجتماعي والاقتصادي. النزعة الفردية: التركيز على الحرية الفردية والتعبير عن الذات. الليبرالية السوقية: تعزيز الأسواق الحرة، والحدّ الأدنى من تدخل الحكومة.…

تضل حكمة الإنسان ويفقد قدرته على التمييز، وهو ينظر في شؤون العالم. فبعد مضي سنة من القصف المكثف للشعب الفلسطيني الأعزل بغرض تدمير مقومات وجوده وأسباب بقائه، يتوسع الصراع ليشمل هذا القصف وهذا التدمير شعبًا آخر، وضاحية أخرى. يعجز المرء عن التمييز، فتجده في حيرة متصلة، يسأل كيف يعجز العالم عن إيقاف مسلسل التهجير والتقتيل في حق شعوب المنطقة العربية الإسلامية، وكيف يبارك الغرب هذا المسلسل ويدعمه عسكريًا وسياسيًا، ماديًا ومعنويًا؟ إذا كانت الأمور تشي في ظاهرها بأن الصراع هو بين إسرائيل ومحيطها، فعند التحقيق يُدرَك بأن ما يقع هو امتداد لصراع يجمع الغرب الاستعماري ببقية العالم، وأن فلسطين ليست…

ربما وجد نتنياهو، وَفق حساباته، أن لديه من عناصر القوة ما يدفعه للتعامل مع حربه على قطاع غزة كفرصة، ليس فقط في تحديد مستقبل القطاع، وإنما في صياغة الواقع الأمني في المنطقة؛ بما يكفل أمن الكيان الصهيوني ومستقبله على المدى البعيد. غير أن هذه الحسابات لا تدرك “الفخ الإستراتيجي” الذي يضع نفسه وحكومته المتطرفة وكيانه الإسرائيلي فيه، حيث يوقعه في حالة استنزاف تنهك الكيان وأسس بقائه. فبالرغم من أن نتنياهو فشل في تحقيق أيٍّ من الأهداف المعلنة في الحرب على قطاع غزة، فإنه قام بتوسيع نطاق الحرب إلى لبنان منذ منتصف سبتمبر/ أيلول 2024، بإضافة هدف عودة نحو مئة ألف…

عندما يسود الظلام وتحجب الرؤية، ويكثر الزبد فوق الماء، يحتاج المرء إلى نور مصباح أو ضوء قنديل أو حتى إبرة وخز لتحريك الجسم المخدر. واليوم، أكثر جسم عليل في العالم العربي هو جسم الصحافة والإعلام، لذا لا بأس من التذكير ببعض مبادئ هذه الحرفة التي صارت بلا باب ولا حارس ولا تقاليد ولا أعراف، ولا حتى ذوق في بعض الأحيان. في تعريف ذكي وشامل لوظيفة الصحافة في المجتمعات الحديثة، قال اللورد نورث كليف (Lord Northcliffe) (1865-1920)، أحد أساطير الصحافة البريطانية ومؤسس Daily Mail وDaily Mirror: “إن الصحافة، إن كانت حرة، فهي قادرة على إنقاذ الدولة من أي خطر يحيط بها؛…

جاء الهجوم الإرهابي على شركة صناعات الطيران والفضاء في أنقرة في توقيت حسّاس في السياسة الداخلية التركية، وكذلك التطورات الإقليمية وخصوصًا احتمالات توسع العدوان “الإسرائيلي” في المنطقة، ما يحمل دلالات عديدة، ويحيل على رسائل سياسية وعسكرية وأمنية لأنقرة من عدة أطراف. الهجوم قالَ وزير الداخلية التركي إن الهجوم الذي استهدف شركة صناعات الطيران والفضاء “توساش” في أنقرة في الـ 23 من أكتوبر/ تشرين الأول الجاري، قد أسفر عن مقتل أربعة أشخاص وإصابة 14 آخرين، مؤكدًا تحييد المنفذَيْن (رجل وسيدة حسب الصور والفيديوهات من مكان الهجوم). كما شجب الرئيس رجب طيب أردوغان الهجوم واصفًا إياه بـ “الهجوم الدنيء الذي يستهدف بقاء تركيا…

يُجرّم القانون كل شخص في إمكانه أن يُنقذ شخصًا في حالة خطر ولا يفعل. والذي يقع في غزة، جريمة إبادة الكل مسؤول عنها، بل هو خطر مَحْق شعب من الوجود، في أفق مشاريع أخذت تَرْشح فيما يسمى مخطط الجنرالات؛ لدفع الفلسطينيين إلى الرحيل عن غزة عبر التجويع، وفي الضفة عبر التضييق. ولا أحد يحرك ساكنًا من الذين يستطيعون أن يغيروا مجرى الأمور، أولًا، الولايات المتحدة، وثانيًا القوى العظمى، باختلاف مستوياتها، ودرجة انخراطها. لندعِ الأمم المتحدة التي تُذكّر بسابقتها عصبة الأمم، والتي كانت قد ماتت فعليًا بعد غزو اليابان لمنشوريا في الصين، وإيطاليا للحبشة، في ثلاثينيات القرن الماضي، وتولّد عن ذلك…

بعد غزة، أصبحت المواقف تجاه فلسطين وإسرائيل إحدى النقاط الفاصلة في السياسة التركية. في الواقع، تعتبر قضية فلسطين واحدة من الموضوعات التي تحظى بإجماع نادر بين الشعب التركي. ومع ذلك، هذا لا يعني أن هذه القضية فقدت قدرتها على التمييز بين المواقف السياسية بشكل كامل. الرئيس رجب طيب أردوغان شبه حركة حماس بقوات “كُوَّة يِي ملِّيَّة” التركية (وهي مجموعة المقاومة الشعبية التي قاومت الاحتلال في أوائل القرن العشرين)، وهذا التشبيه لاقى قبولًا واسعًا بين الشعب التركي، حيث اعتبره العديد من الناس تشبيهًا مبررًا وصائبًا. ومع ذلك، فإن زعيم حزب المعارضة وصف حماس بأنها جماعة إرهابية، ربما في تعارض مع آراء…

إذا كنت قد قرأتَ كتاب “قلعة آلموت” للكاتب فلاديمير بارتول، فمن المحتمل أنك تعرّفتَ على قصة حسن الصبّاح. في الحقيقة، لم يتأثر به العالم الإسلامي فحسب، بل حتى أجهزة الاستخبارات الغربية، وأفلام هوليود، وألعاب الفيديو مثل “أساسنز كريد” استلهمت من التنظيم الإجرامي الذي أسسه الصبّاح ومن أساليب الاغتيال المذهلة التي ابتكرها. اشتهر حسن الصبّاح تاريخيًا بتدريبه للقتلة في “جنّة وهمية” أسسها في قلعة آلموت، وقَتل أتباعه أبرز رجالات الدولة في عصره، مثل نظام الملك، أحد أشهر وزراء الدولة السلجوقية. عُرِف أتباعه باسم “الحشاشين”؛ لأنهم كانوا يتعاطون مخدر الحشيش. ومن هذه الكلمة، اشتُقّت الكلمة الإنجليزية “assassin”، والتي تعني القاتل المحترف. لقد…

تطوَّرت جهود المفكرين المسلمين أواخر القرن التاسع عشر والقرن العشرين نحو تقديم مشروعات فكرية وأطروحات “حداثية” الأدوات والنهج في نقد النموذج الغربي، وتفكيك ظاهرة الاستعمار للتحرّر من التبعية، واجتراح نماذج فكرية ونهضوية مستقلة عن النموذج الرأسمالي والسيطرة الغربية. ساهم في هذه الجهود عشرات المفكرين أمثال جمال الدين الأفغاني (الجامعة الإسلامية ومكافحة الاستعمار والنهوض بالتعليم ونقد الفكر الإلحادي)؛ محمد عبده (إصلاح التعليم الديني وتيار الدفاع الإسلامي ضد الاستشراق)؛ محمد رشيد رضا (استكمال المشروع السلفي الإصلاحي لشيخه محمد عبده ومواكبة قضايا الإسلام والدعوة)؛ محمد حسين هيكل (تأصيل التاريخ الإسلامي المبكر)؛ محمد إقبال (تجديد الفكر الديني وإحياء الروح الإسلامية)؛ مصطفى صادق الرافعي (الأدب…

حاز حدث استسلام قائد قوات الدعم السريع بولاية الجزيرة بوسط السودان، اللواء أبو عاقلة كيكل للجيش السوداني، اهتمامًا كبيرًا وواسع النطاق في الأوساط المحلية والإقليمية والدولية. ويُعتبر هذا الحدث الثاني من حيث الأهمية في سلسلة أحداث وقعت خلال هذا الشهر في يوميات الحرب في السودان. ولعل الحدث الأول الأكثر أهمية خلال هذه الفترة كان استعادة الجيش السوداني منطقة (جبل موية) الإستراتيجية من قبضة قوات الدعم السريع، والتي اتهم فيها قائد قوات الدعم السريع مصر بضرب قواته في المنطقة. حدث استسلام كيكل للجيش السوداني وما أحاط به من ملابسات وما رافقه من تداعيات على الوضع العسكري الميداني في وسط السودان، الذي…

بالإعلان عن وفاة فتح الله غولن – رجل الدين المقيم في الولايات المتحدة وزعيم جماعة الخدمة والمتهم بتدبير محاولة الانقلاب الفاشلة عام 2016 – تَطوي تركيا صفحة الرجل الذي لعب أدوارًا مختلفة ومتباينة في السياسة الداخلية، تجاوزت كونه إمامًا وخطيبًا. كان الحضور الأبرز لاسم غولن وسيرته في العالم العربي، صبيحة محاولة الانقلاب الفاشل في 15 يوليو/تموز 2016، حيث اتهمت الحكومة التركية التنظيم صراحةً بالضلوع في المحاولة، وقالت إن زعيمها الموجود في منفاه الاختياري بولاية بنسلفانيا الأميركية، هو المطلوب الأول للمحاكمة. غولن.. الفكرة المتناقضة ولد فتح الله غولن عام 1941 في مدينة أرضروم، شرق تركيا، حيث يغلب التدين على سكان تلك…

سيدخل السنوار التاريخ من بوابات عدّة، فهو الرجل الذي ارتبطت باسمه شخصيًا، أكبر معارك الشعب الفلسطيني ضد عدوّ استعماري إحلالي – عنصري.. وهو الرجل الذي عاش مشتبكًا ومات مقاتلًا (حتى الرمق الأخير)، لم يضعف ولم يجبن قط.. وهو الرجل الذي جسد في نشأته ومعاشه ومماته، سيرة الفلسطيني من الخيمة إلى الخندق (النفق)، الفلسطيني الذي ذاق ويلات اللجوء ومعاناته، والأسر وزنازينه، ولم يجد ذاته ويعود إليها، إلا حين امتشق حسامه من غمده. وسيحجز “أبو إبراهيم” لنفسه مقعدًا في صدارة اللائحة “القصيرة” لكبار قادة الفلسطينيين في المئوية الأولى من عمر كفاحهم الوطني في سبيل الحرية والاستقلال.. سيُبعث يوم النشر العظيم، سوية مع…

قد يدشّن الاجتماع الثلاثي الذي التأم في أسمرا عاصمة إريتريا هذا الشهر وجمع الرئيس الصومالي حسن شيخ محمود، والرئيس المصري عبدالفتاح السيسي والرئيس المضيف أسياس أفورقي، مرحلة جديدة من تحالفات منطقة القرن الأفريقي المضطربة. جاء لقاء الزعماء الثلاثة في وقت تمر به العلاقات بين بعض دول المنطقة بتوترات متزايدة حيث ساءت العلاقات الدبلوماسية بين الصومال وإثيوبيا، لدرجة سحب السفراء بعد توقيع إثيوبيا مذكرة التفاهم مع أرض الصومال؛ للحصول على منفذ بحري، وبناء قاعدة بحرية، مقابل اعتراف إثيوبيا بإقليم أرض الصومال كدولة مستقلة، وهو ما رفضته الصومال واعتبرته اعتداء على سيادتها. كما توترت العلاقات الإريترية الإثيوبية بعد توقيع إثيوبيا اتفاق سلام…

قُتل يحيى السنوار شهيدًا في ساحة الميدان، مشتبكًا مقبلًا غير مدبر، فكان موته غصة في حلق الاحتلال وقادته، بعد أن حرمهم صورة النصر في مماته، ودمّر ردعهم في السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023، وأهان كبرياء جيشهم الذي لا يُقهر. كان في حياته كما في مماته سببًا في تدمير الصورة النمطية لإسرائيل الأسطورة، ونموذجًا لقدرة الإنسان على قهر المادة المتوحشة بإرادته وحبّه للحرية والخلاص، كاسرًا حدود العجز والاستلاب للمعايير المادية التي صنعتها الثقافة الغربية. رحل السنوار، وغزة ما زالت تقاتل بعد عام مضى من التدمير والقَتل الوحشي، وما زالت معالم الصمود ومعارك الشرف والحرية تملأ الميادين في غزة. شهية التصعيد يظن…

مع كون أن هناك حقيقة لا يمكن التغاضي عنها، وهي أن للصراع الذي يدور اليوم في السودان خلفيات تاريخية، وسياسية من حيث نشأة النزاعات المسلحة، واضطراب العلاقة بين القوى العسكرية، والسياسية، وكذلك دور الأنظمة السابقة المتعاقبة؛ فإن للقوى الدولية الكبرى، والإقليمية نصيبًا كبيرًا في تأجيج، واستمرار الحرب؛ إذ تنظر هذه القوى للسودان باعتباره بوابة إلى أفريقيا، ونقطة إستراتيجية رئيسة على البحر الأحمر. كما أن لإسرائيل اهتمامًا كبيرًا جدًا بالسودان، ولعلنا نذكر ما كشفت عنه صحيفة “هآرتس” من أن مسؤولين في حكومة بنيامين نتنياهو، درسوا إمكانية التوصل إلى صفقة تفضي لإطلاق سراح الرهائن في غزة، وكانت هذه الصفقة تقترح إتاحة المجال…

2024 © اخبار قطر. جميع حقوق النشر محفوظة.