مقالات

بثت كتائب القسام -الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية (حماس)- مساء الخميس، مشاهد خاصة من عملية تسليم الدفعة الثالثة من الأسرى الإسرائيليين، تنفيذا للمرحلة الأولى من اتفاق وقف إطلاق النار في قطاع غزة مع إسرائيل. ووثقت المشاهد…

قراءة المزيد

تصاعدت مرة أخرى الدعوات المطالبة بتشكيل حكومة منفى من عدد من القوى المنضوية تحت لواء تنسيقية القوى الديمقراطية المدنية السودانية المعروفة بـ (تقدم) برئاسة عبدالله حمدوك رئيس الوزراء السابق المستقيل. وكان هذا المقترح قد طُرح من قِبل بعض أعضاء “تقدم” في اجتماعات هيئتها القيادية التي انعقدت في مدينة عنتيبي الأسبوع الماضي، لكنه لم يجد رواجًا بل عارضته بعض القوى داخل التنسيقية نفسها، ومن ثَم خلا البيان الختامي للاجتماعات من أي إشارة إليه ضمن مخرجات ما تم الاتفاق عليه، وهو ما اعتبره المراقبون وقتها استبعادًا للاقتراح. لكن وعلى نحو مفاجئ تجددت هذا الأسبوع الدعوات لتشكيل حكومة منفى. ويبدو أنّ الوضع العسكري…

مضت سبعة أيام كاملة على انتهاء نظام الأسد وهروبه، وما تبع ذلك من أفراح وقصص وحكايات عما مرّ به كثير من أهل سوريا من معاناة سواء التشريد والنزوح أو السجون والتعذيب، وهي قصص يندى لها جبين الإنسانية. لكن الأفراح وحدها لن تغير واقع هذا البلد العربي الكبير، ولن تقدم حلولًا عاجلة لما يرزح تحته من مشكلات، ولن يزيح من الطريق كثيرًا من التحديات التي يلزم التصدي لها والتعامل معها دون إبطاء. هوية وسمات قادة النظام الجديد يحمل العالم الغربي وكذلك المحيط العربي نظرة غير جيدة لهذا الشكل من القادة بالنظر لخلفياتهم الفكرية والأيديولوجية السابقة، وما يبدو عليهم من سمات توحي…

بالحديث عن سقوط نظام بشار الأسد في سوريا وانهيار نظام حزب “البعث”، الذي هيمن على حكم البلاد لأكثر من 60 عامًا، يمكن القول إن “ضربة كبيرة وُجهت لسياسة “محور المقاومة” التي تبنتها إيران بعد غزو الولايات المتحدة للعراق عام 2003″. جدير بالإشارة إلى أن سياسة “محور المقاومة” هي إستراتيجية متعددة الأوجه، وضعتها الأجهزة العسكرية والاستخباراتية الإيرانية. وعلى الرغم من أن الجانب العسكري هو الأبرز في هذه السياسة، فإنها تشمل مجالات عديدة مثل: الاقتصاد، والثقافة، والدين. وبعد الأحداث الأخيرة، تلقت إيران ضربة لا يمكن تعويضُها في سوريا، التي يمكن القول إنها تمثل الركيزة الأهم لسياسة “محور المقاومة”، وذلك بعد استثمارها الكبير…

إنها بداية النهاية للوجود الفرنسي في أفريقيا، هكذا يمكن وصف التطورات المتلاحقة التي تشهدها علاقات فرنسا في القارة السمراء، إذ تتوالى الانهيارات بشكل متسارع. كانت تشاد، في الماضي، بمنزلة حاملةِ طائرات للجيش الفرنسي، وكانت مقرًا لوجيستيًا حيويًا، إلى أن قررت السلطات التشادية إنهاء الوجود العسكري الفرنسي على أراضيها. هذا القرار يشكل ضربة موجعة لقدرات الجيش الفرنسي على إدارة عملياته العسكرية في المنطقة. وازداد الوضع سوءًا بطلب الرئيس السنغالي باسيرو ديوماي من فرنسا سحب 350 جنديًا من بلاده. ليكون بذلك الأحدث في قائمة متتابعة من الدول، اضطرت فرنسا إلى سحب قواتها منها عقب انقلابات عسكرية شهدتها تلك الدول، تواكبت مع تصاعد…

بعد أربعة عشر عامًا من الثورة على نظام الدكتاتور بشار الأسد وخمسة عقود من العيش القسري في كنف الدولة القمعية، التي أسّسها والده الراحل، تمكّن السوريون أخيرًا من طي صفحة حكم آل الأسد. إن تعطش السوريين لبناء بلد يقوم على الديمقراطية والتعددية السياسية ودولة القانون والمؤسسات لا يعني أن الطريق إلى تحقيق هذا الهدف مفروشٌ بالورود. لكنّ مُجرد طي صفحة مُظلمة وطويلة من تاريخ البلد، يُشكل بداية قوية لمشروع سوريا الجديدة. مع ذلك، فإن حقيقة أن الصراع السوري لم يكن صراعًا بين شعب ونظام فحسب، بل كان أيضًا صراعًا إقليميًا ودوليًا على سوريا، تجعل التحول السوري بمثابة زلزال جيوسياسي كبير…

أي أثر لـ “طوفان الأقصى” على سوريا؟ إنه السؤال الأكبر عن تداعيات الحرب التي ارتكبت فيها إسرائيل “إبادة جماعية” ضد أهل غزة، وجاءت ارتداداتها أسرع مما تصور كثيرون، فسقط نظام بشار، وانتهى حكم “آل الأسد” بعد ثلاثة وخمسين عامًا، ومعه جاء السقوط الثاني لحكم حزب البعث بعد رحيله عن حكم العراق عام 2003. هذا الارتداد جاء من زوايا عدة: أولها هو النموذج الذي قدمته فصائل المقاومة الفلسطينية في مواجهة جيش نظامي، فكان ملهمًا، إلى حد كبير، لـ “هيئة تحرير الشام”، فبدأت هجومها على الجيش السوري فور إعلان وقف إطلاق النار بين حزب الله وإسرائيل في السابع والعشرين من نوفمبر/ تشرين…

لا يمكن قراءة ما جرى في سوريا من أحداث لم يستغرق فيها سقوط نظام بأكمله أكثر من عشرة، أيام خارج سياق التحولات الجيوستراتيجية التي شهدتها، وما تزال تشهدها منطقة الشرق الأوسط منذ سقوط بغداد في العام 2003، مرورًا بإسقاط ليبيا الدولة، وليس معمر القذافي وحده، بجانب ما يجري في السودان من تدمير ممنهج للدولة وبنيتها الاجتماعية، ثم عبورًا بطوفان الأقصى الذي جرى فيه تدمير قطاع غزة بإنسانه وعمرانه بالكامل. يضاف إلى ذلك العدوان على لبنان تحت دعوى محاربة حزب الله، بيدَ أن الآلة العسكرية التي استخدمت لم تميز بين المقاتلين والمدنيين الأبرياء في عمل أشبه بالعقاب الجماعي لدولة بأكملها وليس…

لم تضيّع إسرائيل الفرصة التي رآها محللوها تاريخية بسقوط نظام بشار الأسد في سوريا لتحاول استباق أي ترتيبات جديدة في البلاد، فانقض الجيش الإسرائيلي في نفس يوم فرار بشار الأسد من دمشق على المنطقة العازلة في هضبة الجولان وسيطر عليها، ثم توغلت الدبابات الإسرائيلية على مدى يومين في داخل القرى السورية المحاذية للمنطقة العازلة، وتمركزت في نقاط إستراتيجية مهمة، فيما بدأ سلاح الجو الإسرائيلي طلعات جوية كثيرة على العاصمة دمشق دمر فيها مرابض الطائرات الحربية السورية وعددًا من مخازن الأسلحة الثقيلة ومراكز الأبحاث وغيرها من المراكز الحساسة. للحق، لم يكن التحرك الإسرائيلي مستغربًا بحد ذاته؛ لأن إسرائيل بصفتها قوة استعمارية…

أكثرَ القادة الإسرائيليون من إطلاق توصيفات مختلفة لحرب طوفان الأقصى انطلاقًا من صدمة السابع من أكتوبر/ تشرين الأول والتي اعتبرت الحدث الأشد إيلامًا منذ المحرقة النازية. وهذا ما دفع هؤلاء القادة وعلى رأسهم، بنيامين نتنياهو، لاعتبار تسمية “حرب السيوف الحديدية” غير مناسبة لهذه الحرب، مفضلًا تسمية “حرب القيامة” أو “حرب الانبعاث”. لكن الخلاف على التسميات لم يحجب، في الواقع، الآثار الكبيرة لهذه الحرب ليس فقط على مكانة إسرائيل إقليميًا ودوليًا، وإنما كذلك على عقيدتها الحربية. إذ ثبت للقادة العسكريين أن كل ما كانوا يخططون له ويعملون على تجسيده اصطدم بواقع مناقض وعنيد يدفع إلى إدخال تعديلات وتغييرات قد تكون جوهرية…

أوفى الرئيس الأميركي جو بايدن بالوعد الذي قطعه في عام 2022 في ختام قمة قادة الولايات المتحدة وأفريقيا بزيارة أفريقيا جنوب الصحراء الكبرى، وذلك بوصوله دولة أنغولا يوم الاثنين (الموافق 2 ديسمبر/ كانون الأول)، بعد بعد وقفة قصيرة للتزود بالوقود في دولة الرأس الأخضر(كابو فيردي)، ليصبح بذلك أول رئيس أميركي يزور المنطقة منذ عقد من الزمن، وأول رئيس أميركي يزور أنغولا. وفي حين أن هذه الزيارة لم تلقَ اهتمامًا كبيرًا في الداخل الأفريقي؛ فقد كانت لهذه الزيارة سياقاتها من حيث سياسة واشنطن تجاه أفريقيا ودوافعها الاقتصادية وأبعادها الجيوسياسية. في سياق سياسة واشنطن تجاه أفريقيا كانت السياسة الأميركية تجاه أفريقيا في…

منذ اندلاع الثورة السوريَّة عام 2011، في إطار ما يعرف بثورات الربيع العربي، وجدت إسرائيل في حالة الفوضى الداخلية فرصة لتقليص نفوذ دمشق الإقليمي. استفادت في ذلك من ضعف الدولة السورية وانشغالها بأزماتها. ومع هذا، فإنها تظلّ قلقة من التهديدات الأمنية التي قد تنشأ على حدودها الشمالية، خاصة فيما يتعلق بالنفوذ الإيرانيّ، ونقل الأسلحة إلى حزب الله والجماعات المسلحة الأخرى التي قد تستغل الفراغ الأمني. في ظل هذه التحديات، يبرز سؤال محوري: كيف يمكن لسوريا الخروج من دائرة الانشغال الذاتي المستمر؟ وكيف تستطيع القيادة السورية الجديدة تبني سياسات عقلانية تعزز السيادة الوطنية، وتدعم الديمقراطية وحقوق الإنسان، وتلعب دورًا محوريًا في…

شكّل الثامن من ديسمبر/ كانون الأول 2024 يومًا فارقًا في تاريخ سوريا، وفي حياة السوريين أيضًا، إذ شهد سقوط نظام الأسد، ودخول فصائل المعارضة العاصمة دمشق، وأعلن بداية مرحلة جديدة، يتطلع السوريون بأن تطوي صفحة النظام السابق، وتشرق فيها شمس الحرية والكرامة، وتضع أسس دولة القانون والمؤسسات. ومع سقوط النظام وهروب بشار الأسد إلى موسكو، يطرح السؤال عن الخاسرين والرابحين من هذا السقوط على مختلف المستويات. بدايةً، الرابح الأكبر هو الشعب السوري الذي عانى من الممارسات الاستبدادية لنظام الأسد، بنسختيه، الأب والابن، والتي دفعتهم إلى القيام بثورتهم في منتصف مارس/ آذار 2011. وشن في إثرها نظام الأسد حربًا شاملة ضد…

طوال أشهر الحرب الوحشية على غزة، احتلّ سؤال “اليوم التالي” للحرب على غزّة، وتفريعاته، مكانة محورية، إن لدى عواصم القرار الإقليمي والدولي ذات الصلة، بالذات تلك المنخرطة في جهود الوساطة بين إسرائيل والمقاومة، أو على المستوى الفلسطينيّ الداخلي، بين قوى وفصائل وشخصيات، بالذات بين الحركتَين الكبريَين على الساحة: فتح وحماس. من تفريعات سؤال “اليوم التالي”، الاقتراح الذي تقدمت به مصر وارتبط باسمها، وعُرف باسم “اللجنة الإدارية”، والذي سيحمل لاحقًا اسم “لجنة الإسناد المجتمعي”.. وهو اقتراح أطل برأسه منذ قرابة العام، تقول مصادر في حماس، إن فريقها التفاوضي “أوحى” به للمصريين، وتقول مصادر أخرى، إنه اقتراح أميركي في الأصل، أخذته القاهرة…

لم يكلفني سوري واحد بتوجيه أي رسالة باسمه، ولست الناطق الرسمي باسم الأمة. كل ما في الأمر أننا أمام أحداث هائلة حبلى بالدروس المبطنة والواضحة، أردت أن أضعها في هذا القالب الصحفي الأدبي، وكل أملي أن يجد فيها الكثير من العرب والسوريين بعضًا من هواجسهم وأفكارهم وأحلامهم. أولًا: رسائل السوريين للشعوب العربية لم يتعرض شعب عربي وغير عربي ابتلي بالاستبداد لما تعرضنا له نحن. رمينا بالقنابل والبراميل المتفجرة، قتلنا بمئات الآلاف، هجرنا بالملايين في كل أصقاع الأرض، ولدت لنا أجيال من الأطفال في السجون. ذروة معاناتنا وأبلغ مثال لها مأساة القديسة الطاهرة العفيفة الشريفة التي دخلت السجن عذراء في التاسعة…

في الثامن من ديسمبر/ كانون الأول 2024، وبعد هجوم خاطف لم يستغرق أكثر من أسبوعين، دخلت قوات المعارضة السورية إلى دمشق، وأعلنت نهاية نظام بشار الأسد. فرّ الرئيس وأسرته إلى جهة غير معروفة قبيل دخول المقاتلين إلى العاصمة. يُعدُّ إسقاط نظام عائلة الأسد، الذي حكم سوريا نصف قرن، من أهم المنعطفات السياسية في تاريخ المنطقة العربية منذ نهاية الحرب العالمية الثانية وإنشاء دولة إسرائيل عام 1948. إنه يمثل قطعًا نهائيًا مع إرث الحكام العسكريين العرب الذين سيطروا على المجتمعات العربية وأفسدوها منذ خمسينيات القرن الماضي. يحتفي الكثيرون بسقوط الأسد، بينما يتساءل آخرون عما سيحدث لاحقًا في ظل تداخل القوى المحلية…

2025 © اخبار قطر. جميع حقوق النشر محفوظة.