مقالات
في واحدة من آخر التطورات الدرامية على ساحة الحرب بين روسيا وأوكرانيا، قدر مسؤولون أميركيون، في أكتوبر/تشرين الأول الماضي، أن أكثر من 10 آلاف جندي كوري شمالي دخلوا إلى روسيا. تزود هؤلاء المقاتلون بالزي والمعدات الروسية، وتلقوا…
من 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023 إلى 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2024 ليست سنة مما يعدّه عموم الناس، وليست 365 يومًا بتقويم الأجندة. إنها سنة من كتابة التاريخ، وأي تاريخ؟ إنه تاريخ المقاومة، وسنة من رفرفة العلم بألوانه الأربعة في كل الساحات، وأجملها وأروعها ساحات الجامعات العريقة في العالم، والشوارع التي ما زالت تتكلم بلغة العدالة والسلام والأخوة الإنسانية في الشرق والغرب. إنها سنة ظهور الكوفية المرقطة على أعناق الشباب والشابات من كل الأديان والأعراق والثقافات في الجهات الأربع من العالم، وسماع اسم فلسطين مقرونًا بكلمة حرية “Free”. من 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023 إلى 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2024،…
لم يتغير الواقع الإستراتيجي لإسرائيل بعد عام من الحرب، فما فعلته لم يكن سوى مزيد من الهروب نحو الأمام، يحقق لها بعض الإنجازات التكتيكية لكنه لا يقدم أي إجابة للمجتمع الإسرائيلي عن المستقبل والأسئلة المصيرية التي استجلبها السابع من أكتوبر/ تشرين الأول. فقد دخلت إسرائيل الحرب على وقع صراع داخلي عميق حول هوية الدولة، وفقدان الثقة بين الجيش والمجتمع، وتآكل الردع. وقد أنهت عامًا من الحرب وقد أغرقها تطرفها في حرب متعددة الجبهات. ومع الذكرى الأولى للسابع من أكتوبر/ تشرين الأول الذي اعتُبر أكبر تحدٍ وجودي لإسرائيل منذ قيامها، اعتبر المؤرخ الإسرائيلي بيني موريس “أن المرة الوحيدة التي واجهت فيها…
جيمي كارتر، الرئيس التاسع والثلاثون للولايات المتحدة الذي بلغ المئة هذا الشهر، بنى إرثًا من الشجاعة والوضوح الأخلاقي خلال عقود من الخدمة العامة، حيث كافح بلا كلل من أجل السلام وكرامة الإنسان في الداخل وحول العالم. الآن، بينما يقترب من نهاية حياته، يجب أن نأخذ الوقت للتأمل في أحد أكثر مواقفه شجاعة: التزامه الثابت بكرامة الفلسطينيين، وحقهم في تقرير المصير. في عام 1996، وقف الرئيس كارتر معنا، نحن الشعب الفلسطيني، ونحن نصوت لأول مرة لقادتنا. وعلى الرغم من أن عملية السلام في أوسلو فشلت في تحقيق الدولة الفلسطينية المستقلة التي كنا نأملها، فإنّ كارتر كان يؤمن بأن فعل الإدلاء بأصواتنا…
ترتفع درجات الحرارة السياسية والعسكرية في جنوب السودان، وجواره الأفريقي، ولدى الضامنين لاتفاق السلام الأخير في جمهورية جنوب السودان الناشئة، لعوامل متعددة. فعندما سرت مؤخرًا تسريبات بشأن الحالة الصحية للرئيس سلفاكير ميارديت وأنه قد أصيب بشلل جزئي، عمّت الأوساط المختلفة حالة من الترقب والقلق. وزادت الهواجس بعد شائعة وفاة سلفاكير، حتى تبين للجميع أن الوفاة كانت لشقيقة الرئيس وليس هو نفسه. هذه هي المرة الثانية التي تنتشر فيها شائعة وفاة الرئيس سلفاكير، مما يرفع من درجة الاضطراب وعدم اليقين في الدولة المضطربة أصلًا والغارقة في دوامة العنف المتزايد منذ انفصالها عن السودان في عام 2011. إذ تشهد نظام حكمٍ هجينٍ…
ما تناقلته وسائل إعلام عربية وغربية حول قيام الدفاعات الجوية السورية والروسية بالتصدّي لهجمات إسرائيلية استهدفت مواقع في مدينة جبلة السورية القريبة من قاعدة حميميم التي تتركّز فيها القوات الروسية، لا يثير فقط تساؤلات حول حقيقة هذا الخبر من عدمه، بل يفتح الأبواب على تساؤلات أهم ترتبط بالتطورات والتغيرات الدراماتيكية المتسارعة في المنطقة، تلك التبدلات التي يمكن أن تطال الدور الروسي السياسي والعسكري فيها. وبصرف النظر عن حقيقة مشاركة الدفاعات الجوية الروسية بالفعل في عملية التصدّي، أم كون الأمر لا يعدو عملية إثارة إعلامية تهدف لاستدراج موسكو أو إجبارها على تقديم موقف قد لا تكون معنية في الظرف الراهن بتوضيحه،…
شكّل اغتيال أمين عام حزب الله حسن نصر الله في 27 سبتمبر/ أيلول صدمة وضربة قوية لقوة الردع التي تشكّل ركنًا أساسيًا من قوة المقاومة وشرعيتها في الداخل اللبناني. وكما هو معلوم، فقد وقع الاغتيال بعد سلسلة ضربات نفّذها الاحتلال الإسرائيلي ضد الحزب بدءًا من تفجير أجهزة الاتصال وصولًا إلى اغتيال عدد من القادة، مما شكّل نقطة تحوّل فتحت باب الأسئلة حول الخروقات والثغرات الأمنية التي يعاني منها حزب الله، وصولًا إلى طرح السؤال حول قدرته على مواجهة إسرائيل وتحقيق الأهداف التي وضعها مع بداية انخراطه في الحرب في الجبهة التي أطلق عليها اسم “جبهة المساندة لشعب غزة ومقاومتها”. إذًا، اتخذت…
لم تكن الأحداث الجسام التي انطلقت في قطاع غزة شهر أكتوبر/ تشرين الماضي من العام الماضي عادية بأي حال من الأحوال، بل ولم تكن استثنائيتها ومراحل تطورها ونموها على كافة الأصعدة تسمح بتجاوزها شهريًا، فكيف هو الحال ونحن نعيش الآن ذكرى سنويتها الأولى، تلك السنة التي يكاد لا يخلو يوم منها إلا ويحمل شاهدًا أو أكثر على دموية وبربرية ووحشية عزّ نظيرها في التاريخ الحديث. إذ يمكن وصفها بأنها المثال الأكمل والأجمع لمصطلح الإبادة الجماعية تحت أنظار وأسماع العالم أجمع، ذلك الصمت الذي أعطى ضوءًا أخضر لآلة الحرب الإسرائيلية، فأحالت قطاع غزة ومجتمعه ومقومات الحياة فيه أثرًا بعد عين، لا…
كان الوضع قبل 7 أكتوبر/ تشرين الأوّل 2023، مأزومًا للغاية بين قطاع غزة والكيان الصهيوني، خصوصًا من ناحية تشديد الحصار. وكان الوضع في المسجد الأقصى، مأزومًا أكثر، مع تعاظم انتهاكات ممن يسمّون بحرّاس الهيكل وأمثالهم، وفي إطار اشتداد التأييد لهم من جانب “المتدينين” أتباع سموتريتش وبن غفير، الوزيرَين المتنفذَين في حكومة نتنياهو. وقد وصلت التهديدات إلى التلويح ببناء كنيس في باحته، واقتسام الصلاة فيه، وممارسة ما طاب لهم من شعائر تلمودية. علمًا أن ذلك كله كان مخالفة صارخة لانتهاك “الستاتيكو” (الواقع القائم) المثبت دوليًا، بالقانون الدولي منذ 1854، وطوال عهود الاستعمار البريطاني، وإلى عام 2000، عندما بدأت الانتهاكات، وما زال المرجع.…
لقد مرّ عام على “طوفان الأقصى”. كان عامًا من أثقل الأعوام في تاريخ البشرية، حيث كانت الدقائق فيه تمرّ وكأنها شهور، وبدت الإنسانية وكأنها تسقط إلى الحضيض، إلا أن مشاهد المقاومة أعادت الآمال المرتبطة بالإنسانية لتبعث من جديد. أما بالنسبة لأهالي غزة، الذين تعرضوا لظلم وحشي وإبادة جماعية، فكان هذا العام بلا شك أطول وأثقل بكثير. والآن حان الوقت لاستخلاص الدروس والعبر حول تقييم ما اكتسبته الإنسانية وما خسرته من هذه التجربة. أولًا، يجب التأكيد على أن الأحداث لم تبدأ في 7 أكتوبر/ تشرين الأول، لا من حيث الاحتلال الصهيوني، ولا من حيث العدوان المستمر، ولا من حيث المقاومة التي…
وسّعت إسرائيل عدوانها على لبنان بعد أن نقلت ثقل عملياتها العسكرية إلى الشمال، فأقدمت على اغتيال السيد حسن نصر الله الأمين العام لحزب الله، بعد أن اغتالت فؤاد شُكر رئيس هيئة أركان الحزب، وإبراهيم عقيل قائد قوات الرضوان الخاصة، فاتحة بذلك موجة من القصف الجنوني على الضاحية الجنوبية، معقل حزب الله. تلك الضربات المتلاحقة على قيادات الحزب ومقارّه وبناه السياسية والمدنية، إضافة إلى إجبار الاحتلال كافة سكان الجنوب، الحاضنة الطبيعية للمقاومة، على النزوح شمال نهر الليطاني باتجاه بيروت وصيدا والشمال، تشير إلى أن إسرائيل أقدمت على خطوة متقدمة بنية تفكيك حزب الله ونزع سلاحه، ما يعني التأثير على المعادلة اللبنانية…
حين أُعلن عن اغتيال السيد حسن نصر الله في ذكرى وفاة الرئيس جمال عبد الناصر، نشرت إحدى الصحف المصرية صبيحة اليوم التالي صورة مرسومة لمذيع يعلن آخر أخبار الأمة العربية، بينما كان وجه الزعيم الراحل يتابعه من خلال صورة له مجللة بالسواد ودمعة ترسم الحزن على خدّه. وفي نفس اليوم، وقع نظري على تعليق ذاع انتشاره لمواطن مصري على إحدى منصات التواصل الاجتماعي، قال فيه: “يحمل كل منا بكاء عربيًا لا يدري أين يذهب به”، وأعلن آخر أن: “اليوم انصهرت المذاهب ولم يبقَ لنا سوى مذهبين، فإما أن تكون مقاومًا أو تكون صهيونيًا وكفى”. ليس ذلك الصدى الوحيد لمشاعرنا إزاء…
بعد أحداث السابع من أكتوبر/ تشرين الأول، قال الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش إن هذه الأحداث لم تظهر من فراغ. فكانت الحملة المسعورة ضده، والتي وصلت حد اتهامه بمعاداة السامية، حيث بدا للإسرائيليين، وكأن الرجل يبحث للفلسطينيين عن أسباب، ومن ثم عن مبررات وحتى عن أعذار. لننطلق من ملاحظة السيد غوتيريش، ولماذا كان الرجل على حق عندما قال إنها لم تخرج من فراغ، علمًا بأن علينا توسيع مجال البحث لفهم عمق هذه الملاحظة.إذن، قبل أحداث السابع من أكتوبر/ تشرين الأول، حصلت معركة سيف القدس في 2021، وقبلها حروب: 2014 و2012 و2009 و2008 على غزة، وقبلها انتفاضتا 1987 و2000 في…
في الأول من أكتوبر/تشرين الأول، شنت إيران هجومًا جويًا واسعًا على إسرائيل؛ ردًا على اغتيالات طالت كبار قادة حزب الله وحماس وبعض الضباط الإيرانيين في بيروت وطهران. وفي توقع لهذا الهجوم، وللمساعدة في الدفاع عن حليفتها إسرائيل، قامت الولايات المتحدة بتوسيع وجودها العسكري الكبير بالفعل في الشرق الأوسط. وساعدت مدمراتها في اعتراض 180 صاروخًا أطلقتها إيران على القواعد العسكرية في إسرائيل. أصبحت هذه الإجراءات العسكرية روتينية للولايات المتحدة، التي تدخلت مرارًا في المنطقة خلال العقود الماضية؛ لحماية إسرائيل بشكل مباشر أو غير مباشر. لكن التدخلات العسكرية الأميركية حققت تأثيرًا معاكسًا لما كان مقصودًا؛ إذ جعلت إسرائيل أكثر عرضة للخطر وأكثر…
يمرّ عام على طوفان الأقصى؛ يوم من أيام الأمة التي تؤكد أن العدو الصهيوني مهما تجبّر وتكبر؛ فإن مقاومة الأمة قادرة – بحول الله – أن تنال منه؛ وهو أمر يشير إلى إمكانية الانتصار عليه؛ والفرصة كما عبر عنها الإمام الماوردي في تعديد صلاح الدنيا؛ فالدنيا لا تصلح إلا بست اختتمها بالأمل الفسيح، وهو غير التمني والأماني لأن أفق الأمل لا ينفتح إلا بجهد وعمل؛ وهو لا ينفسح إلا باستثمار الفرصة وتعظيم الثمرة؛ وكم من فرصةٍ لاحت وأشرقت؛ وأهواؤنا في ضدها تتسكع في كسل حضاري يفتقد الهمة لرفع الغمة ومواجهة الأزمة تلو الأزمة؛ واستقالة حضارية من فعل واجب ومطلوب فيتغافل…
ليس لنا الحق أن نتعامل كما يتعامل المؤرخ مع الأحداث، كما الحرب التي استعرت منذ السابع من أكتوبر/ تشرين الأول من السنة المنصرمة؛ لأن المؤرخ يتعامل مع الأحداث بتجرد، كمن يجس جثة هامدة. لا يسوغ أن ننظر إلى الحرب على غزة كما لو أنها ولّت، أو أن نذهل عما يكتنفها من ألم وحسرة وغضب، ونتفكر في الآتي. لا نؤرخ، بل نستبصر، ونتفكر.. نُذكّر بشيء تأباه بعض الآذان، أن “ما قبل” 7 أكتوبر/تشرين الأول، كان نموذجًا لواقع مأزوم. لمعاناة يومية للفلسطينيين، لمداهمات مستمرة على القدس، لتفتيش مُذل في المعابر، لسجناء يقبعون في الزنازن، بل يموتون ببطء، لالتفاف حول القضية الفلسطينية، وتأهب…