ثقافة
أكدت بلدية غزة اليوم الجمعة أن استمرار أزمة النزوح وقلة الإمكانات يعمقان الكارثة الإنسانية التي تعيشها المدينة، في حين تواصل التنديد الدولي بـ”مصايد الموت” التي يتعرض لها منتظرو المساعدات من المجوّعين في قطاع غزة. وأضافت البلدية…
في البدء كانت مكتبة والدها العامرة، تربّت رشا عدلي على القراءة منذ نعومة أظفارها، اتصلت أسبابها بألف ليلة وليلة وعدد من الروائع الأدبية التراثية، وكتابات إحسان عبد القدوس، ويوسف إدريس، ونجيب محفوظ وغيرهم. ومن منطلق أن “كل فتاة بأبيها معجبة”، فقد تأثرت بهذا الباحث في الفولكلور، وأحد مؤسسي معهد الفنون الشعبية بأكاديمية الفنون، لكنها خرجت من عباءته لاحقا فاختارت الترجمة وكتابة الرواية التاريخية ميدانا لإبداعها، وما زالت وفية للرواية التاريخية، وإن خرجت عنها مرات قلائل إلى الآن. في جعبة رشا عدلي 11 رواية: صخب الصمت (2010)، الحياة ليست دائما وردية (2012)، الوشم (2013)، نساء حائرات (2014)، شواطئ الرحيل (2015)، شغف…
تمثل العمارة العسكرية في المغرب أحد أبرز النماذج المعمارية الضاربة في القدم، إذ تبدو جمالياتها بارزة مقارنة بأنماط معمارية أخرى. ففي مدينة فاس، التي تعتبر من أكثر المدن التاريخية أصالة من حيث أنماطها المعمارية، نجد فضاءات شيدت بهذا النوع من العمارة. فزائر المدينة يعثر على ملامح العمارة ذات البعد العسكري في مواقع عدة، مثل: باب الجيسة، وباب المحروق، وباب القصبة القديمة، وباب بوجلود، وباب الحديد، وباب الفتوح، وقصبة الشراردة، وقصبة تمدارت، وغيرها من المباني ذات الطابع العسكري. وهذا يعني أننا أمام مدينة لطالما لعبت دورا عسكريا مهما في تاريخ المغرب، باعتبارها فضاء حيويا لظهور هذا النوع من العمارة، الذي نجده…
يتردد مصطلح “الجيوبولتكس”، والصفة منه “جيوسياسي”، كثيرا في الدراسات الأكاديمية، والتحليلات، والتعليقات الإعلامية. وقد أصبح من المألوف مؤخرا وصف منطقة أو سياسة أو نزاع أو أزمة بأنها جيوسياسية، أو تفسير تحولات وتغيرات معينة بأنها تعود لأسباب جيوسياسية. ومع أن هذا الاستعمال المكثف يشير إلى أهمية الجيوبولتكس، فإن بعض استخداماته قد ترتبط أو لا ترتبط بمعناه الحقيقي، مما يستدعي فهما أعمق لهذا المفهوم. لقد نشأ هذا المصطلح وتطور حقله المعرفي منذ أواخر القرن الـ19 والنصف الأول من القرن الـ20 في الغرب، ثم عاد حضوره بقوة منذ تسعينيات القرن الماضي وحتى اليوم. ومع ذلك، لم تظهر أدبيات عربية كافية تناقش أصوله ومفاهيمه،…
في لحظة تاريخية تسقط فيها الأقنعة الغربية بدعمها الصريح للإبادة في غزة، وتتصدع صورتها الأخلاقية أمام العالم، يظل العقل العربي أسيرًا لجاذبيتها، عاجزًا عن فك ارتباطه الفكري والثقافي بها. ما الذي يشلّ إرادتنا الحضارية؟ ولماذا، في ذروة الأزمة، يبدو الانقسام بين نخبنا أعمق من أي وقت مضى؟ وهذه ليست مجرد أسئلة سياسية عابرة، بل هي جوهر المأزق الوجودي الذي تعيشه الأمة اليوم. وللغوص في أعماق هذا الانسداد الحضاري، وتشريح أسباب التبعية المستدامة، تحاور “الجزيرة نت” المفكر المصري الدكتور إبراهيم البيومي غانم، في حوار يتجاوز توصيف الأعراض إلى محاولة كشف جذور الأزمة. بصفته أستاذًا للعلوم السياسية، وعضوًا في مركز دراسات مقاصد…
يواجه العراق اليوم تهديدا حقيقيا بحق تنوعه اللغوي، إذ تقترب عديد من لهجاته الأصيلة من حافة الاندثار، رغم ما تمثله من ركيزة أساسية في هويته الثقافية والتاريخية الغنية. ففي الثامن من يونيو/حزيران الجاري، أطلق المركز الإستراتيجي لحقوق الإنسان دعوة عاجلة لحماية نحو 500 لهجة محلية -رئيسية وفرعية- مهددة بالزوال، مشددا على أهمية الحفاظ على اللهجات المحلية باعتبارها جزءا لا يتجزأ من الموروث الشعبي والهوية الثقافية للمجتمع العراقي، التي تعكس تنوعه الحضاري واللغوي “العميق”. وتشير التحديات الحالية إلى تراجع ملحوظ في استخدام هذه اللهجات وتوارثها بين الأجيال كما تواجه اليوم خطر الاندثار الفعلي، بسبب مجموعة من العوامل الاجتماعية، والسياسية، والديمغرافية، حسب…
كان يوما ميدانيا للأحلام الكروية وقلبا نابضا بالحياة في العاصمة السورية. أما اليوم، فما هو إلا شاهد صامت على ندوب الحرب حيث تحولت مدرجاته التي ضجت يوما بالهتافات إلى أطلال، وأرضيته الخضراء إلى ساحة تحتضن بقايا القذائف والألغام. وعلى العشب الذي شهد أمجاد أندية ومنتخبات، ترقد الآن حكايات الدمار. وهنا ملعب العباسيين، أقدم منشأة رياضية في سوريا، والذي لم يعد مجرد صرح رياضي، بل تحول إلى ذاكرة جريحة تختزل سنوات من الصراع الذي مزق البلاد. فمنذ تأسيسه عام 1957، كان الملعب مسرحا لأعظم المباريات الدولية والاحتفالات الجماهيرية، لكن موقعه الاستراتيجي الذي يربط قلب دمشق بأحيائها الثائرة كالقابون وجوبر وزملكا، حكم…
رحل الشاعر الفلسطيني محمد إبراهيم لافي أخيرا في مخيم حطّين (شلنّر سابقا) قرب العاصمة الأردنية (27 حزيران يونيو/حزيران 2025) بعد رحلة شاقة في الحياة والشعر وانتظار النهايات، وبعد مواجهات مع الذات، وتأملات متجدّدة في مسيرة الجماعة. وترك لافي أخيرا دواوينه البديعة لتظل شاهدا على شاعر عاش حياته كما يريد، رافضا سياسة التدجين، مفاخرا بتمسّكه بالرفض والرصيف والانتصار للهامش والمخيم والشهداء والفقراء. لقد كثّف شعر لافي صورا من سيرة الذات مقرونة بآلام فلسطين وحياة شعبها، وظل محتفظا بنبرة الصدق والطفولة التي تتأبى على التكيف مع تحولات السياسة وتبدلات النظر إلى فلسطين، فظل التعبير الشعري عند لافي تعبيرا يجمع بين الوضوح وصراحة…
عند البحث في تاريخ نهب الآثار التونسية على امتداد قرنين من الزمن وأكثر تخطر على بالك حكاية “علي بابا والـ40 حرامي”، لكن الفارق الجوهري أن لصوص تلك الحكاية صُوِّروا بوجوه عبوسة مشوهة، في حين أن لصوص مغارة تونس يظهرون بسحنات بيضاء وعيون زرقاء وشعر أشقر، إنهم لصوص، نعم، لكنهم برتب قناصل وعلماء وضباط وباحثين. من العسير هنا حصر عدد الكنوز والقطع الأثرية التي اكتُشفت في “مغارة تونس” وشقّت طريقها المظلم والملتوي لتُعرض اليوم في متاحف فرنسية وألمانية وإيطالية وأميركية. بعض التقديرات تشير إلى وجود أكثر من 2500 قطعة أثرية تونسية في متحف اللوفر وحده، ولا شك أن الحقبة الاستعمارية وما…
درج العلماء والمحققون من سدنة اللغة والأدب على التعامل مع “الشاهد النحوي” من خلال الوقوف عند “محلِّه”، فإن هم تجاوزوا تلك النقطة لم تخرج بهم أودية البسط والاستطراد عن حدود “النص”؛ تخريجا، أو عزوا، أو شرحا، أو تحقيقا، أو جمعا، في حيز التبويب ومجال التأليف. ويعرف “الشاهد” بأنه: الدليل الذي يعتمد عليه في الأخذ بقاعدة ما – وإثباتها – ورفض أخرى، أو هو: الدليل الذي يعتمد عليه اللغوي في قبول ظاهرة صوتية، أو صرفية، أو نحوية، أو دلالية، ورفض ظاهرة أخرى وعدم إقرارها. ومن التعريفين يتضح أن دور “الشواهد النحوية” الركين هو التأصيل للقواعد اللغوية التي بنيت عليها العربية. وربما…
توفي صباح اليوم الجمعة، في مدينة إسطنبول التركية، الشاعر والناشط اليمني فؤاد الحميري، عن عمر 47 عامًا، بعد معاناة طويلة مع مرض الفشل الكلوي. وقد نعت شخصيات يمنية وناشطون على منصات التواصل اليمنية والعربية الشاعر الحميري، وتداولوا مشاهد من شعره ومشاركاته المختلفة ويعد الحميري المولود بمحافظة تعز وسط اليمن عام 1978، واحد ممن برزوا خلال الثورة الشبابية السلمية في اليمن عام 2011، وشارك بصوته الشعري وخطابه في ميادين التغيير. كما تنوعت مساراته بين النضال السياسي، والعمل الإعلامي، والنشاط الحقوقي، إذ شغل منصب نائب وزير الإعلام، وكان خطيبًا مؤثرًا، ومدربًا في قضايا حقوق الإنسان، ومتحدثًا باسم شباب الثورة، كما شارك في…
تكشف الحوارات التي يتضمنها كتاب “أفريقيا المدهشة: حوارات مع كتاب أفارقة” الصادر حديثا عن دار العين للكاتب المغربي حسن الوزاني، عن الغنى الجمالي والفكري الذي تزخر به هذه القارة، رغم ما عاشته من تهميش وإقصاء طويلين، كما تفتح نوافذ على ذاكرة الألم المزروعة في جسد القارة وروحها، حيث يضم 23 حوارا مع كتاب من جغرافيات وثقافات مختلفة. وينفتح العمل الجديد، كما يوحي عنوانه، على عدد من الأسماء الأدبية البارزة في القارة، في خطوة تعكس اهتمام الوزاني بإبراز التعدد الثقافي والإبداعي داخل الفضاء الأفريقي، بعيدا عن الصور النمطية المتداولة عنه، وهو التوجه الذي يشكل استمرارا لتجربة سابقة للكاتب المغربي في كتابه…
يمضي كتاب “أثر الصورة.. الفوتوغرافيا وتاريخ فلسطين المهمش” أبعد مما هو مألوف في دراسات الأرشيف البصري. هذا العمل، الذي وضعه الباحثون عصام نصار وإسطفان شيحا وسليم تماري، ليس بحثا في الصور بقدر ما هو تدخل منهجي في خطاب ما بعد الاستعمار؛ يعامل الصورة بوصفها وسيلة لإنتاج المعنى، واستعادة المعارف المضطهدة، وتخيل ما كان يمكن أن يكون تاريخا محتملا لم تتح له فرصة التحقق على الأرض. الكتاب، الصادر حديثا عن مؤسسة الدراسات الفلسطينية بترجمة سعود المولى، يتمحور حول أرشيف الفلسطيني واصف جوهرية (1897-1973)، الذي جمع نحو 900 صورة في مشروع بدأه عام 1924 وانتهى عام 1948. ووزع الموسيقي صوره على سبعة…
ماذا يحدث حين يبلغ الإنسان ذروة فهمه للطبيعة، ثم يكتشف أن هذا الفهم نفسه يحمل في أعماقه بذور الكارثة؟ كيف يتحول العقل إلى سلاح ذي حدين: طريق إلى النجاة، وفي الوقت ذاته درب إلى الهلاك؟ وكيف يغدو العلماء -الذين لطالما اعتُبروا مشاعل للنور- شهودا على كوارث صنعوها بأيديهم؟ وهل تكون أكثر لحظات البشرية نورا هي نفسها أشدها عتمة؟ وفي كتابه “عصر الضبابية: سنوات الفيزياء الساطعة والمظلمة 1895-1945” يأخذنا توبياس هورتر في رحلة فريدة تمتد بين مختبرات الفيزياء وأعماق النفس البشرية، بين بريق الاكتشافات النووية والانفجارات الأخلاقية التي رافقتها. ويرسم الكاتب مشهدا لحقبة استثنائية لا تتكرر، ما تزال تلقي بظلالها الثقيلة…
على مدى ثلاثة عقود تقريبا، استأنس القراء في المغرب باسم “أبو سلمى”، وهم يشتبكون ذهنيا مع “الكلمات المتقاطعة” و”الكلمات المسهمة” التي ينشرها على صفحات جريدة “الاتحاد الاشتراكي”، خاصة عندما كانت الصحيفةَ الأكثر مقروئية وإشعاعا في ثمانينيات وتسعينيات القرن الماضي. وخلف كنية “أبو سلمى”، سيكتشف المتابعون هوية صاحب هذه الألغاز اللغوية والمعجمية، وهو عبد القادر وساط (مواليد عام 1958 بمدينة اليوسفية)، مبدع بأكثر من قبعة، ومترجم وخطاط وطبيب نفساني، أمضى أكثر من ثلاثة عقود في علاج المصابين بالأمراض العقلية، قبل أن يتفرغ نهائيا للكتابة والترجمة والرسم والقراءة. ظل عبد القادر وساط حاضرا في المشهد الثقافي والإعلامي منذ سبعينيات القرن الماضي، ووصفه…
تعرف التضحية بأنها التخلي عن شيء من حظوظ النفس، لكنها مفهوم واسع في الشعر العربي، فقد حَمَلت وحُمّلت أفكارا ووجهات نظر وعواطف مختلفة. فكيف تناول الشعراء معاني التضحية في ثنايا الشعر العربي عبر العصور؟ كيف تجلى مفهوم التضحية في الشعر الجاهلي؟ ارتبطت التضحية في العصر الجاهلي بالشجاعة والبسالة والذود عن الأهل والعرض والقبيلة، ومن البدهي حقيقة أن ترتبط التضحية بالشجاعة وقوة النفس، فالتخلي عن النفس في سبيل الآخر، وذوبان الفرد في الكل؛ أمر يحتاج قوة نفسية عالية ووعيا جمعيا ضاغطا. وهذا الأمر كان حاضرا بقوة في تركيبة الفرد العربي في العصر الجاهلي عامة، إذ تظهر تضحيات المرء في كرمه النفسي…