ثقافة
قصفت قوات الاحتلال الإسرائيلي اليوم الأربعاء برجا سكنيا وارتكبت مجزرة بحق نازحين غربي مدينة غزة، في حين فتكت المجاعة المستفحلة في القطاع بالمزيد من المجوّعين.وقال مصدر في مستشفى الشفاء إن شخصين استشهدا وأصيب آخرون إثر استهداف برج…
وسط أجواء انفتاح ثقافي وإستراتيجي متسارع، تُراهن أوزبكستان على ثقلها الحضاري ومخزونها الإسلامي العريق، لتصبح أحد أبرز المقاصد السياحية الجديدة لزوار العالم العربي والإسلامي. فبسبعة مواقع مدرجة في قائمة اليونسكو للتراث العالمي، ومدن تاريخية أسطورية مثل سمرقند وبخارى وخيوة، لا تكتفي أوزبكستان بعرض آثارها، بل تقدم رواية متكاملة عن الذاكرة الإسلامية الحية. وفي حوار خاص مع الجزيرة نت، يكشف رئيس هيئة السياحة الأوزبكستانية، أوميد شادييف، عن ملامح الرؤية الجديدة لطشقند، التي تسعى لتقديم بلادها كوجهة متعددة الأبعاد: ثقافية، بيئية، دينية، وعلاجية. من منتجعات جبال “تيم جاردن” إلى بحيرات الصيف ومزارات الإمام البخاري والبيروني، إذ لا تُقدّم أوزبكستان نفسها للعالم الإسلامي…
بعيدا عن الجماليات بمفاهيمها الكلاسيكية المرتبطة بالفصاحة والبلاغة وضروب البيان، والحداثية المرتبطة بمفاهيم فلسفة الفن في المتعة واللذة بتذوق النصوص، يأخذنا الروائي الأردني هزاع البراري في روايته الجديدة “البحر الأسود المتوسط” في رحلة نطوف فيها شواطئ البحر المتوسط مع شخصياته في الرواية. رحلة ليست للاستجمام والمتعة، بل لنعيش صولات وجولات الحاضر وما استجد فيه من تحولات في العلاقات بين سكان مدن المتوسط، لا سيما في شرقه وجنوبه، بفعل الحروب والكوارث، وكيف أنتجت مجتمعات تائهة هائمة، مليئة بالتشظي، تعكس الواقع الراهن للمنطقة العربية، خاصة بعد أحداث “الربيع العربي” والزلزال الذي ضرب تركيا وسوريا. وترصد الرواية التأثيرات العميقة للأزمات والتحولات الجذرية على…
افتتح أمس الأربعاء معرض “حنين مطبوع” في “مطافئ: مقر الفنانين” بالعاصمة القطرية الدوحة، وهو معرض جماعي آسر يقدم أعمالا مطبوعة أبدعها 99 فنانا من قطر ومختلف أنحاء العالم، حيث جابوا من خلال فنونهم بين ثنايا الذاكرة ولامسوا الهوية واستشعروا الحنين. ويعرض الحدث رؤى فنية متنوعة تتناول موضوعات مثل العمارة والثقافة والهجرة والحياة اليومية، وذلك من خلال مجموعة أعمال تجسدت في الرسم الرقمي والتصوير الفوتوغرافي والرسم والكولاج والكلمة المكتوبة. وكان من جملة الفنانين المشاركين عبد الله العبيدلي وأغوستينا موتشي وأحمد شرف الدين والريم العمادي وشفيق طوني نجم وفيديريكو ليبي وجو آن مالان وليان وليد ومي عراقي ومحمد لوانجلي ومبارك آل ثاني…
ماذا لو كانت الحكايات الأكثر عمقا في الروايات لا تُروى في صلب الأحداث، بل تُهمَس في هوامش السرد المعتمة، وتتوارى خلف صمت الشخصيات، وتتسلل عبر التوترات الخفية للغة؟ ماذا لو كانت وظيفة النقد ليست مجرد تحليل ما هو ظاهر، بل الحفر في هذه المناطق التي احتضنت الصراعات المؤجلة والتمثيلات المقصيّة؟ من هذه الفرضية النقدية الجريئة، ينطلق الناقد والأكاديمي الأردني الدكتور ليث سعيد الرواجفة في كتابه الأخير “شعرية النَّسق الروائي”، ليقدم مشروعا تفكيكيا يقرأ الرواية بوصفها حقلا ثقافيا تتصارع داخله قوى رمزية خفية. في هذا الاشتغال، يرصد الرواجفة كيف تُنتج الأنساق الثقافية خطابها بهدوء، وكيف تعيد تشكيل وعينا من داخل الظل،…
باريس – في قاعة نابليون العريقة بمتحف اللوفر حيث تلتقي أصداء الحضارات وتتمازج خطوط الزمن وقف الزائرون في خشوع صامت أمام ما يشبه عودة المماليك، لا كفرسان مدججين بالسلاح، بل كأرباب فن وحماة حضارة وصناع جمال. معرض “المماليك 1250-1517.. إمبراطورية من حديد ونور” ليس مجرد استعادة لحكم قوي في قلب الشرق، بل استحضار لحضارة قاومت الموت بالحبر والاندثار بالعمارة، والنسيان بالفن. وفي العاصمة باريس -التي تعتبر مدينة المتاحف والذاكرة- يفتح اللوفر ذراعيه لحقبة تاريخية ظلت طويلا حبيسة الكتب: زمن المماليك، وفي أروقة المتحف وعلى جدران تعودت أن تروي حكايات الرومان والإغريق يسطع من هناك بريق مختلف، بريق المشرق. سلطنة الحديد…
حين نستحضر روما القديمة، غالبا ما تطفو على سطح خيالنا مشاهد العظمة الصاخبة، مثل هدير الحشود في مدرج الكولوسيوم، صخب المنتدى الروماني، المعابد الشامخة، وجحافل الجيش الروماني بدروعها البراقة. إنها صورة مرئية ومسموعة بامتياز. ولكن ماذا عن حاسة الشم؟ كيف كانت رائحة روما القديمة هل كانت بنفس البهاء البصري؟ هذا هو السؤال الذي يسعى للإجابة عنه حقل بحثي متنامٍ يُعرف بتاريخ الحواس، والذي يحاول إعادة بناء العوالم المفقودة للماضي عبر كل أبعاد التجربة الإنسانية. وبحسب توماس جيه ديريك، زميل الأبحاث في جامعة ماكواري الأسترالية، فإن الإجابة الصادمة والمباشرة هي: “بصراحة، كانت رائحة روما كريهة في كثير من الأحيان”. في مقاله…
في أواخر الثمانينات أصدر للصحفي البريطاني غراهام هانكوك كتابه “سادة الفقر” مثيرا ضجة في الأوساط التنموية وعالم الإغاثة الدولية؛ إذ شن هجوما شاملا على ما يسميه “صناعة العون والإغاثة” الغربية عبر تحقيق موثق وجريء في صناعة المساعدات الإنمائية، كاشفا ما اعتبره أوجها ممنهجة للخلل والفساد بالنظر للحجم الضخم للتمويلات التي تتدفق سنويا من الدول الغنية إلى دول العالم الثالث باسم “المساعدات” وهو مبلغ يقدر بحوالي 60 مليار دولار سنويا (وفق أرقام الثمانينات). وعلى الرغم من هذه الموارد الهائلة المخصصة للمساعدات، يجادل هانكوك بأن الحصيلة كارثية على المستفيدين المفترضين. ويوضح أن تلك المليارات مولت مشروعات عملاقة وباهظة التكاليف دمرت البيئة وخربت…
أعلن الاتحاد العام للكتّاب والأدباء الفلسطينيين إطلاق جائزة دولية جديدة باسم “جائزة فلسطين العالمية للشعر”، وذلك في حفل اختتام مهرجان ميديين الدولي للشعر بمدينة ميديين في كولومبيا. وجاءت المبادرة بالتعاون مع إدارة مهرجان ميديين الدولي وحركة الشعر العالمية، إضافة إلى التجمع الدولي لاتحادات الكتّاب، وبحضور الأمين العام للاتحاد الشاعر الفلسطيني مراد السوداني ورئيس مهرجان ميديين الشاعر الكولومبي فرناندو ريندون، إلى جانب مشاركة أكثر من 64 شاعرا من أنحاء العالم. وتهدف الجائزة إلى منح شعراء العالم منصة للتعبير الشعري عن التضامن مع فلسطين، من خلال تناول عدة جوانب أبرزها تجسيد معاناة فلسطين وشعبها شعريا أمام العالم. وتأتي المبادرة كمحاولة طرح رؤى…
ساهم الحجاج الأوروبيون في تعريف سكان القدس مبكرا بالكتب المطبوعة، حيث كانوا يحملون معهم كتبا طُبعت بلغاتهم وباللغة العربية أيضا، ومن بين أوائل المطبوعات التي دخلت القدس واستقرت في مكتبة دار إسعاف النشاشيبي كتاب (The Turkish History) المطبوع في لندن عام 1701 الذي يضم تاريخا وتراجم مصورة للخلفاء العثمانيين حتى ذلك العام. أما تاريخ الطباعة في القدس فيعود إلى عام 1830 عندما أسس نسيم باق اليهودي أول مطبعة، واقتصرت حينها على طباعة الكتب الدينية، ثم المطبعة التي أسسها الأرمن داخل دير الأرمن في البلدة القديمة عام 1833، حيث امتازوا بذكائهم الحرفي والصناعي. بعض المقتنيات الأثرية التي يحتفظ بها الأرمن من…
تتسلل رواية الأديب الياباني الشهير هاروكي موراكامي الجديدة، “المدينة ذات الأسوار الغامضة”، إلى الوعي كصدى مألوف لمواضيع متكررة في أعماله: العزلة، والحب الأول، والحدود الضبابية بين الواقع والخيال. تعيد الرواية صياغة قصة سابقة للكاتب من الثمانينيات، مقدمة إياها بنضج وتأمل أكبر، رغم بعض التكرار في الثيمات. إنها دعوة للتأمل في طبيعة الوجود، والذاكرة، وكيف تتشابك عوالمنا الداخلية مع الحقائق الخارجية، مقدمة تجربة قراءة فريدة تتجاوز مجرد السرد القصصي لتلامس أعماق الروح الإنسانية وتثير تساؤلات فلسفية عميقة. يبرع موراكامي في بناء عوالم تتداخل فيها المشاعر الإنسانية العميقة مع الغرابة اليومية، حيث يمتزج الواقعي بالسريالي بسلاسة ودون تكلف، مما يخلق نسيجا سرديا…
فلورا، تلك المدينة الساحلية الساحرة التي تقع على بعد 135 كم جنوب غرب العاصمة تيرانا، حيث يلتقي البحران الأدرياتيكي والأيوني من الغرب، وتحيط بها الجبال الشاهقة من الشرق، تعد واحدة من أجمل اللآلئ السياحية التي تزين ألبانيا. فهي تضم مزيجًا فريدًا من المعالم الطبيعية الخلابة، إلى جانب تاريخها العريق وثقافتها الغنية، مما يجعلها وجهة استثنائية تقدم لزوارها تجربة سياحية متكاملة، شاملة ومتفردة. فلورا تتنوع مناظرها الطبيعية بشكل فريد، حيث تجمع بين الشواطئ الرملية الذهبية، والمنحدرات الصخرية التي تعانق البحر، والسهول الخضراء التي تزدهر في كل فصل. ويعد خليج فلورا، بمياهه الصافية الضحلة وألوانه الفيروزية، أيقونة طبيعية بامتياز، يستقطب عشاق السباحة…
بين الزهد والشعر، وبين المسجد وسوق الخُمُر، كتب شاعر أموي بيتا واحدا فدوّى صداه في المدينة كلها، وخلّد اسمه في صفحات الأدب، وهو الشاعر مسكين الدارمي القائل: قل للمليحة في الخمار الأسود. وقد سلطت حلقة برنامج “تأملات” بتاريخ 2025/7/15 الضوء على شخصية هذا الشاعر، واسمه ربيعة بن عامر، أحد سادات بني دارم وشعرائها المجيدين، وعُرف بمهاجاته للفرزدق، وكان يُحسب له حساب في مضمار الشعر حتى قال عنه الفرزدق إن توقفه عن هجائه كان من الشدائد التي نجا منها. وإن كان قد اعتزل الدنيا ولزم محرابه، إلا أن أحد التجار استنجد به حين كسدت بضاعته، وبقي معه خُمُر سود لا تقبل…
عند الحديث عن أدب اليوتوبيا، نجد أنها تنقسم إلى نوعين رئيسيين: اليوتوبيا المثالية، التي تصور الإنسان في أكمل صورة وتثق بخيره وطبيعته المعطاءة، وتقيم فردوسها الأرضي على أساس من المثل الأخلاقية والروحانية. واليوتوبيا العلمية، التي تقوم على أساس علمي وتقيم سعادتها المنشودة على ركائز تكنولوجية تبشر بمزيد من الإنجازات العلمية المسخرة لتوفير رفاهية الإنسان وهنائه المعاصر. وبين اليوتوبيا المثالية، المتخوفة على مصير الإنسان الحيوي، واليوتوبيا العلمية، المتبنية للمذهب الميكانيكي في الإنسان والآلة على حد سواء، انقسم العلماء والمفكرون والكتاب. وظهر في المجتمع الصناعي المتقدم تيار بارز لليوتوبيا المثالية، وقف في وجه الفلسفة المادية الميكانيكية التي تحلم بتوفير السعادة لبني الإنسان.…
تشهد بلدان عربية عدة اهتماما ملحوظا بعلم الآثار، والبحث عن المعالم القديمة، وترميمها وحفظها باعتبارها تراثا للإنسانية جمعاء. وإذا كانت مصر تتصدر منطقة الشرق الأوسط في مجال الاكتشافات الأثرية الجديدة، وانتشار علم الآثار، وتتعدد الكليات والمعاهد الأكاديمية المعنية بدراسته، فإن بلدان الخليج العربي تشهد اهتماما متزايدا بالدراسات الأثرية، ونموا في مجال الحفائر بحثا عما تركه الأقدمون من منشآت وشواهد وقطع أثرية تساعد في الكشف عن أسرار الأجداد وما عرفوه من علوم وفنون وأنماط حياة. وتنشط الحفائر والأنشطة في مجال علم الآثار بمختلف بلدان الخليج، بداية من سلطنة عمان وقطر والسعودية، مرورا بالإمارات والكويت والبحرين، حيث تتزايد في تلك الدول أعمال…
عندما نسمع كلمة يتيم فإن أول ما يتبادر إلى أذهاننا هو المعنى الأصلي والعام للكلمة، ففاقد الأب يتيم الأب، وفاقد الأم يتيم الأم، وفاقدهما كذلك يتيم، وتجمع الكلمة على يتامى وأيتام. ويقيد معنى الفقد في اليتم بالفتح والضم لغة وفقها بمرحلة الطفولة أي بالمرحلة العمرية التي تسبق البلوغ، فمن يفقد أباه قبل عمر البلوغ وسن التكليف يعد يتيما، وما بعد ذلك فإنه بالغ راشد، كما يقيد المعنى بفقد الأب لدى الإنسان، ومن فقد أمه فهو منقطع، ويقيد المعنى بفقد الأم وموتها والانقطاع عنها في عالم الحيوان. وقد فصل ابن بري في تحديد استعمال كلمة اليتيم فقال: “اليتيم الذي يموت أبوه،…