ثقافة
قصفت قوات الاحتلال الإسرائيلي اليوم الأربعاء برجا سكنيا وارتكبت مجزرة بحق نازحين غربي مدينة غزة، في حين فتكت المجاعة المستفحلة في القطاع بالمزيد من المجوّعين.وقال مصدر في مستشفى الشفاء إن شخصين استشهدا وأصيب آخرون إثر استهداف برج…
في منتصف القرن السابع عشر، ظهر اسم غير مألوف في مقاطعة موسكو وهو دير “القدس الجديدة”، عندما قرر القيصر الروسي في ذاك الوقت أليكسي ميخائيلوفيتش ورئيس الكنيسة الروسية البطريرك نيكون إنشاء نسخة طبوغرافية ومعمارية من الأراضي الفلسطينية المقدسة على مقربة من العاصمة، تكون بمثابة مركز “فلسطين الروسية”. كان الهدف من هذا المشروع الكنسي إظهار الأهمية المتزايدة لروسيا كمعقلٍ للأرثوذكسية العالمية، وخليفة لبيزنطة، وكذلك لإتاحة الفرصة لرؤية الأرض المقدسة دون مغادرة روسيا، لأن سفر الحجاج الروس إلى الأماكن المقدسة في فلسطين في ذلك الزمان كانت مسألة شاقة ومكلفة بالنسبة للكثيرين. أسست “القدس الجديدة” على يد البطريرك نيكون عام 1656 كمجمعٍ للأماكن…
يشتهر العرب بضرب الأمثال التي تعبر عن أحوالهم وأوضاعهم، وتكون عادة مرتبطة بمواقف وأحداث، ومنها المثل القائل: تطلب أثرا بعد عين، فما قصة هذا المثل؟ وسلطت حلقة (2025/7/8) من برنامج “تأملات” على قصة هذا المثل الذي ارتبط بملوك غسان، حيث يروى أن أحدهم كان يطلب ثأرا من بني عاملة، فاحتبس منهم رجلين يقال لهما مالك وسماك، ثم دعاهما ليقتل أحدهما، فكان كل واحد منهما يقول: اقتلني مكان أخي. ثم وقع الخيار على قتل سماك، فقال سماك حين علم أنه مقتول: فأبلغ قضاعة إن جئتهم وخص سُراة بني ساعدة وأبلغ نزارا على نأيها بأن الرماح هي العائدة وأقسم لو قتلوا مالكا…
في حضرة الشعر، لا تُطرح الأسئلة بحثا عن إجابات جاهزة، بل لإزاحة الستائر عن العوالم الداخلية التي تشكلها التجربة والذاكرة والرؤية. ومع شاعر مثل غسان زقطان، تتخذ الأسئلة نبرة تأمل، إذ لا ينفصل قوله عن نصه، ولا تجربته عن تحولات المكان والشتات والقصيدة. وغسان زقطان هو شاعر وروائي فلسطيني ولد في بيت جالا عام 1954، ويعد من أبرز الأصوات الشعرية في فلسطين والعالم العربي. تنقلت حياته بين الوطن والمنافي، فكتب من دمشق وتونس وبيروت ورام الله، وصاغ تجربة شعرية خاصة، تمزج بين تأمل الذات والتصاقها بالمكان، وتجعل من التفاصيل واليومي ركيزة في مواجهة الفقد والمنفى. تميز صاحب “غرباء بمعاطف خفيفة”…
هل باتت أفريقيا من المناطق المفضلة لدى اليونسكو؟ خلال ولايتيها على رأس المنظمة، سعت المديرة العامة أودري أزولاي إلى إيلاء أهمية كبرى للقارة التي تستحوذ على 9% من المواقع المُدرجة ضمن قائمة التراث العالمي، لكنها تُؤوي ما يقرب من ربع المواقع المُعرّضة للخطر. تشكل المياه الفيروزية لأرخبيل بيجاغوس في غينيا بيساو وأشجار المانغروف ومحميات المحيط الحيوي الاستثنائية فيها، بالإضافة إلى غابات غولا تيواي في سيراليون، وهي ملاذ لأنواعٍ مُهدّدة بالانقراض مثل فيلة الغابات، نقاط جذب قد تُؤهّل بلدانها لدخول قائمة التراث العالمي. ومن بين المواقع الأخرى الواقعة في جنوب الصحراء الكبرى، جبال ماندارا في الكاميرون وجبل مولانجي في ملاوي التي…
تتخذ يونسكو هذا الأسبوع قرارات في نحو 30 موقعا، منها كهوف من عصر ما قبل التاريخ، ومراكز قمع قديمة، وغابات، ونظم بيئية بحرية، طلبت دول أعضاء إدراجها على قائمة التراث العالمي، الذي أصبح عرضة لمخاطر متزايدة بفعل التغير المناخي والنزاعات، وفقا للمديرة العامة للمنظمة أودري أزولاي. وبدأت لجنة التراث العالمي في يونسكو الاثنين في باريس اجتماعات دورتها الموسعة السابعة والأربعين لِلبتّ في هذه الطلبات المقدّمة من دول عدة، منها بولندا وكمبوديا وسيراليون والإمارات العربية المتحدة. وقالت أزولاي التي ترأس يونسكو منذ عام 2017 في افتتاح الدورة، إن “الثقافة ينبغي أن تؤدي دورا رئيسيا في مواجهة التحديات الراهنة، سواء تغير المناخ…
في تحليله لتاريخ الجنون، استخدم الفيلسوف الفرنسي الشهير ميشيل فوكو رمزا متخيلا لـ”سفينة المجانين” حيث يقوم المجتمع بنفي واستبعاد من لا يتوافق مع معايير العقل السائدة ويرسل الذين يعتبرون مجانين أو غير مرغوب فيهم على متن سفن تجوب الأنهار الأوروبية دون قبطان. وفي عصرنا، قد نرى صدى لهذه الأمثولة في محطات الأبحاث القطبية المعزولة؛ فهي أشبه بـ “سفن مجانين” حديثة أُلقي بها في بحر من الجليد، وعلى متنها طاقم من البشر محكومون بالعزلة لأشهر طويلة في الظلام. وعلى متن هذه “السفينة القطبية” المعاصرة، يتآكل الخط الفاصل بين العقل والجنون، ليصبح الخطر الأكبر ليس ما يكمن في الخارج، بل ما يتربص…
لم يكن مخرج فيلم “فهرنهايت 451″، الذي صوّر فيه السلطة تحرق الكتب وتطارد الفكر، ليتخيل أن خياله سيتجسد واقعا في بلد كتب تاريخه الأخير بالدم والنار، سوريا. هناك، لم تكن النار استعارة مجازية عن القمع، بل أداة حقيقية استُخدمت لإبادة المعرفة، حين أحرق النظام كتبا، ومزّق أفكارا، وحاصر الكلمات كما يُحاصر الثوار في الأزقة. لكن السوريين، الذين خبروا الطغيان، رفضوا أن يكون الحبر ضحيته الدائمة، فقرروا مقاومة من نوع مختلف: مقاومة بالحفظ، والإخفاء، والانتظار. كتب تحت الأرض وأخرى في الرأس في قرية “التبني” غرب دير الزور، اختار أحد السكان أن يُنقذ ما راكمه من كتب الفلسفة والفكر السياسي والدين، فدفن…
ما بين حياة اللغة وموتها، تمتد جسور وتشق معابر، وتخاض حروب هويات. وما بين خفوتها وسطوعها، تهدر المطابع بحورا من مداد الحبر، وتثمر المجامع ملايين المصطلحات، فتولد المعاجم وتوضع القواميس لفك شفرات اللغة الحائرة. في حروب اللغات، تجري صراعات وتحمى سباقات همها ضبط “الهويات القاتلة”، ونفي الادعاءات الفاضحة، وكشف الانتماءات الخادعة؛ فكلمة راقصة قد تعلن حربا، ومعنى متأرجحا تضيع بسببه حياة الملايين، وتجري من ورائه أنهار من الدماء. في نهايات القرن التاسع عشر، التقت لغتان -العربية والفرنسية- على أرض مصر، وكان لقاء الغرباء، ما بين نشوة اللغة الفرنسية المنتصرة وصدمة اللغة العربية المهزومة. كان لا بد من جسر تلتقي فوقه…
في قلب ولاية آيدين غربي تركيا، تشهد مدينة “أفروديسياس” الأثرية المدرجة في قائمة التراث العالمي لليونسكو، تحضيرات متسارعة لافتتاح متحف ليلي، يمنح الزوار فرصة فريدة لتجربة الجولات السياحية خلال ساعات الليل. ويأتي افتتاح هذا المتحف ضمن خطة تطوير شاملة تهدف إلى تعزيز تجربة الزوار في المدينة وإضفاء بعد جديد لها، وكشف مزيد من طبقات المدينة التاريخية الممتدة من الحقبة الهلنستية إلى العثمانية. وتقع المدينة الأثرية في قضاء “قره جه صو” بولاية آيدين، وتحمل إرثا يمتد لأكثر من 2500 عام، يعكس طبقات متعددة من التاريخ في الأناضول، بدءا من الحقبة الهلنستية، مرورا بالعصور الرومانية والبيزنطية، ثم الإمارات التركمانية في الأناضول، وصولا…
رغم الأجواء المتوترة التي سادت العاصمة الإيرانية طهران ومناطق أخرى عقب العدوان الإسرائيلي الذي استمر 12 يوما، طمأنت السلطات الثقافية الإيرانية مواطنيها بأن الموروث الحضاري للبلاد “لم يتعرض لأي ضرر”، مؤكدة تنفيذ سلسلة من الإجراءات الوقائية الدقيقة لحمايته. زار الوزير بالوكالة للتراث الثقافي والسياحة والصناعات اليدوية علي دارابي كلا من المتحف الوطني الإيراني وقصر غلستان التاريخي وسط طهران، لتفقد إجراءات الحماية الميدانية. وفي تصريح له خلال الزيارة التي أجراها بعد وقف إطلاق النار مباشرة، قال دارابي: “مع الهجوم العدواني من قبل النظام الصهيوني الغاصب، تم إغلاق المتاحف والمواقع الثقافية مؤقتا، لكن لحسن الحظ، لم تسجل أي أضرار على الممتلكات الثقافية…
هل يمكن للحياة أن تكون محاكاة كبرى، نعيش تفاصيلها كحلم جميل أو كابوس ممتد، كما في عوالم أفلام “المصفوفة”؟ وماذا لو استيقظنا فجأة، بعد أن لمحنا مستقبلنا القريب، بينما لا يزال الماضي يحفر ندوبه في أرواحنا وعقولنا؟ كيف يكون التصرف حينها؟ تطرح الكاتبة السورية يارا جلال هذه الأسئلة الوجودية العميقة في روايتها الثانية “حين قررت النجاة”، الصادرة في طبعتها الأولى عن دار “خواطر” للطباعة والنشر عام 2025. في هذا العمل، تستخدم يارا جرحا لم يندمل بعد، وهو زلزال فبراير/شباط 2022، ليس فقط كإطار زمني، بل كاستعارة قوية للزلازل الداخلية التي تهز النفس البشرية. الرواية، التي تتخذ من “أدب البوح” الصادق…
انطلقت مساء السبت فعاليات الدورة 79 من مهرجان أفينيون المسرحي في جنوب فرنسا، أحد أبرز الأحداث المسرحية الدولية، بعرض راقص هزلي أثار تباينًا في ردود فعل الجمهور، تزامنًا مع إعلان المهرجان تضامنه مع الشعب الفلسطيني واحتفائه هذا العام بالثقافة العربية كضيف شرف. وافتتح المهرجان في قاعة الشرف بقصر الباباوات بعرض “نوت” لمصممة الرقصات مارلين مونتيرو فريتاس من الرأس الأخضر، بمشاركة 8 راقصين وموسيقيين. وارتدى الفنانون أقنعة بعيون واسعة، وفساتين سوداء ومآزر بيضاء، محاكين بحركاتهم دمى آلية ومهرجين صغارا في عرض وصفه بعض النقاد بأنه مستلهم من أجواء “ألف ليلة وليلة”، بينما رآه آخرون استعادة لمناخات الرأس الأخضر الكرنفالية. تفاعل الجمهور…
ليست الترجمة من العربية إلى اللغات الأجنبية مجرد عملية لغوية، بل تتعدى ذلك إلى كونها جسرا ثقافيا يعزز التبادل الفكري، ومن شأنها أن تسهم في نقل الأدب والفكر الجزائري، ومعه العربي، إلى العالم. ومع دعم المترجمين وتوفير التمويل اللازم، يمكن للجزائر أن تحتل مكانة مرموقة بفضل جهود المترجمين والمبدعين. وإلى جانب المشروع الثقافي، قد تكون الترجمة من العربية إلى اللغات الأجنبية ملاذا للناشرين من أجل توفير فضاءات تسويقية جديدة خارج السوق الوطنية التقليدية، لمواجهة تراجع القراءة، ومشاكل التوزيع، وغيرها من العقبات. وبين هذين الطرحين، تبقى حركة الترجمة الجزائرية، التي اختارت نقل الأعمال من العربية إلى لغات أجنبية، تجربة جديرة بالاهتمام؛…
احتفلت كاتدرائية “نوتردام” في باريس، أواخر مايو/أيار الماضي، بمباركة 8 أيقونات شرقية، تمثل طلائع القديسين في التاريخ المسيحي المبكر، تم مسحها بـ”الميرون المقدس” (مزيج من زيوت طبيعية وعطرية) قبل أن تأخذ مكانها داخل الكاتدرائية في مصلى القديس جورج مار جرجس، أحد رواد المسيحية المبكرة في فلسطين. ومن بين الأيقونات الثماني التي احتفلت نوتردام بمباركتها، أيقونة رسمها الفنان السوري نعمت بدوي للقديس أغناطيوس الأنطاكي، أبرز آباء الكنائس الأوائل. ويرى رئيس أساقفة باريس، المطران لوران أولريش، أن هذه الأيقونات ليست مجرد صور، بل “نوافذ حقيقية على الأبدية وعلامة صادقة على إيمان الكنيسة جمعاء”. بدوره أشار الفنان بدوي إلى أن الأيقونة التي رسمها،…
لطالما ارتبط مصطلح “الاستشراق” في أذهاننا بالهيمنة المعرفية الغربية على الشرق. لكن، ماذا لو كانت أدوات الهيمنة هذه قادرة على التشكل من جديد داخل السياقات المحلية؟ ماذا لو تحولت المعرفة الوطنية نفسها إلى “استشراق داخلي” يُقصي مكونات أصيلة من المجتمع؟ وهذا هو التحدي الفكري الذي يطرحه مفهوم “الاستشراق الهندوسي” وهو المصطلح النقدي الذي صاغه أستاذ علم الاجتماع والأنثروبولوجيا عرفان أحمد. فمن خلال هذا المفهوم، لا يكتفي بتوسيع دائرة نقد إدوارد سعيد، بل يكشف عن بنية معرفية منظمة في الهند تقدم الإسلام والمسلمين كـ”آخر” دخيل، في عملية تشبه إلى حد كبير آليات الاستشراق الكلاسيكي. وفي رحلته الأكاديمية التي امتدت من الهند…