ثقافة
في حادثة غير مسبوقة حصلت في بكين يوم السبت الماضي انضم 21 روبوتا إلى آلاف المتسابقين في نصف ماراثون ييزوانغ على مسار يبلغ 21 كيلومترا، وهي المرة الأولى التي تشارك فيها هذه الآلات جنبا إلى جنب…
لطالما كان الطعام جزءًا مهمًّا من التراث الثقافي والحضاري لأي أمة، فهو يعكس تطورها الاجتماعي والاقتصادي والثقافي عبر العصور. فمن البساطة والتقشف إلى الترف والتعقيد، شهدت الدولة العباسية تحولًا كبيرًا في عاداتها الغذائية، من بداية الإسلام وصولا إلى الحكم العباسي. وبنظرة على تطور الطعام والعادات الغذائية في العصر العباسي، يمكننا رؤية تأثير الثقافات المختلفة فيه، وإعداد أشهر الأطباق والحلويات، وإقامة طقوس الطعام الخاصة بالخلفاء، فضلًا عن الإنفاق الكبير الذي كان يُخصص للطعام والولائم الضخمة. وقد لعب الطعام دورًا مهمًّا في الحياة الاجتماعية والسياسية للدولة العباسية، إذ استُخدمت الولائم الفاخرة في المناسبات الدبلوماسية كوسيلة لإظهار الثراء والنفوذ. كل تلك الفنون الخاصة…
تناولت حلقة (2025/1/21) من برنامج ” تأملات” مواضيع متعددة، أبرزها طبيعة العناوين في كتب تاريخ الأدب العربي، وقصة القائد موسى بن نصير مع شيخ تأخر عن اللحاق بالجيش.وقد جرى العلماء والأدباء في القرون الثلاثة الأولى من العصر العباسي على أسلوب سهل واضح في عناوين كتبهم، فقالوا “الموطأ” و”البخلاء” و”الأغاني” وغير ذلك. وعندما استبد بالعرب ترف الحضارة رسم الكتاب بألوان البيان والبديع صورا من النثر والنظم، فصارت عناوين الكتب: “التبر المسبوك في نصيحة الملوك”، و”مثير العزم الساكن إلى أشرف الأماكن” و”الباب في تهذيب الأنساب”، و”الشماريخ في علم التاريخ”، وغير ذلك من الأسماء. ومن الكتب التي أحكم وضعها “مقدمة ابن خلدون”، وهي…
تُجسد مجموعة الفلسطيني سامر أبو هواش الشعرية، “من النهر إلى البحر”، تجربة أدبية تتجاوز حدود الكلمة لتصبح شهادة وجودية على مأساة الإنسان الفلسطيني، وحيرة البشرية في مواجهة الخراب والاغتراب، ففيها قدم أبو هواش نصوصًا محملة بالألم والرمزية، تنقل قارئها من العدم إلى بصيص أمل خافت، في رحلة أدبية تفتح أبوابًا للمعاناة والتأمل على حد سواء. لغة مكثفة وأثر عاطفي عميق تتميز لغة سامر أبو هواش، في عمله الصادر عن منشورات المتوسط مؤخرا، بكثافتها واختزالها، مما يجعل النصوص أقرب إلى انفجارات شعورية تنبع من عمق التجربة الإنسانية، فنجده يعتمد على التكرار كأداة أسلوبية محورية، تظهر بوضوح في السلسلة اللافتة التي تبدأ…
صدر حديثًا عن دار الشروق رواية جديدة للروائي الأردني جلال برجس بعنوان “معزوفة اليوم السابع”. وجاءت الرواية بغلاف لافت يحمل دلالات رمزية تشمل نايًا وطائرا ومخطوطا عتيقًا، وتقع في 318 صفحة من القطع المتوسط، متضمنة كلمة غلاف كتبها المؤلف يروي فيها اليوم الذي التقط فيه فكرة الرواية. وتحكي الرواية قصة مدينة مفترضة مكونة من سبعة أحياء، في جنوبها مخيم ضخم لغجر مطرودين منها. وفي يوم تصاب هذه المدينة، التي وصلت إلى مرحلة قصوى من تبدلات تضرب جذر المكون الإنساني، بوباء غريب ونادر، يفضي أحد أعراضه بالمصابين إلى الوقوع في غرام الموت، وبالتالي تصبح المدينة على حافة الفناء، فيأتي الخلاص من…
الفاشر- تُعد مباني متحف السلطان علي دينار في مدينة الفاشر، عاصمة شمال دارفور غرب السودان، من المعالم التاريخية البارزة التي تجسد مراحل متعددة من تاريخ السلطان دينار، الذي حكم المنطقة منذ عام 1898 حتى 1961. وقبل اندلاع الحرب في السودان، كان المتحف مركزا ثقافيا وتعليميا نشطا، يجذب الزوار من مختلف أنحاء البلاد والعالم. ويحتوي المتحف على مقتنيات أثرية قيمة، بالإضافة إلى برامج تعليمية ومعارض تعزز الوعي الثقافي، مما يجعله وجهة مميزة للمهتمين بالتاريخ. ومع بدء الحرب في 15 أبريل/نيسان 2023، أصبح مصير هذا المتحف ومحتوياته مهددا. وتم إغلاق أبوابه أمام الزوار في إجراء احترازي لحماية ممتلكاته القيمة، التي تعود لأكثر…
بكين- قصة كفاح من أجل نشر الكتاب العربي في الصين تمتد لعشر سنوات، كانت بدايتها عام 2014، فبعد عودته من الخارج للدراسة والعمل، وفي معرض بكين الدولي، الذي كانت المملكة العربية السعودية ضيفا فيه، عمل نوح أحمد وفريق من المترجمين والمحررين على ترجمة أكثر من عشرة كتب تُعرّف بالتعليم العالي في السعودية وعن الحرمين الشريفين وكسوة الكعبة ولمحات تعريفية أخرى عن بلاد الحرمين للجمهور الصيني. بعد تلك التجربة، ظهرت فكرة مشروع ذي ثلاثة مسارات: ترجمة الكتاب العربي إلى اللغة الصينية، وترجمة كتب صينية إلى العربية، وإعادة طباعة كتب صينية تراثية وأدبية لم تُطبع منذ عشرات السنين، إنها فكرة مشروع حوار…
في رحلة بالسيارة في الصباح الباكر من طشقند إلى سمرقند بعد عرض عام 1983، قامت مغنية البوب الأوزبكية نسيبة عبد الله بفتح محطة إذاعية أفغانية بالصدفة ووجدت نفسها مفتونة بأغنية كانت تُعزف. “من أولى نغماتها، أسرتني الأغنية، ووقعت في حبها”، تذكرت نسيبة، وطلبت حينها من السائق التوقف حتى تستطيع حفظ الجمل بسرعة، إذ “لم يكن لدي قلم وورقة، لذا طلبت فقط من الجميع أن يصمتوا”. حولت نسيبة تلك الأغنية الأصلية للفنان الأفغاني عزيز غزناوي إلى غلاف تم إصداره في النهاية بعنوان “آرزوي غم كردم” (فقدت حلمي)، الذي غنته بشكل شجي باللغة الدارية. تم إصدار الأغنية عام 1984، وارتفعت إلى الشعبية…
مئات من القرون مرت كان فيها الكتاب وعاء المعرفة الأمين، والملك المتوج بلا منازع لكل صنوف المعرفة، ولم يكن أحد يتخيل أبدًا، أن يفاجئ العصر الرقمي الكتاب الورقي ويصدمه بكل هذه الضربات المؤلمة، ويكاد يطيح بعرشه الذي استقر عليه منذ مئات السنين، ويغلق آلاف المكتبات في كل ربوع عالمنا العربي. وطريق المكتبات عبر التاريخ، مرصوف بكثير من الأزمات، بداية من عصر الإغريق والرومان، مرورا بمكتبة الإسكندرية القديمة، ومكتبات بيت الحكمة في العصر العباسي، ثم مكتبة دار الحكمة أو دار العلم التي أسسها الخليفة الفاطمي الحاكم بأمر الله عام 1004 م/395هـ، وتذكر المصادر أنها حوت 1,600,000 مجلد ضمّت 6500 مخطوطة في…
الفكر الإنساني نبعَ من الكلمة، وقد قال تعالى في كتابه العليم: “إِنَّمَا أَمْرُهُ إِذَا أَرَادَ شَيْئًا أَن يَقُولَ لَهُ كُن فَيَكُونُ” (يس: 82)، فـ”كن” ماهيةٌ من الكلام الإلهي، لتُعلِّم الكلام الإنساني أبعاده وحقائقه وتصوغ ماهيته من جديد. والكلمة في بدئها البشري تراودها حالة الجزئي، ثم تتراكم مع أقرانها لتصير كلياً، ومن الكلي إلى القاعدة والمعيار والتجريد والمطلق والمنهج وغير ذلك؛ تتكون العلوم والمعارف، وتنجم عنها استلزاماتها ومقتضياتها وتحاوراتها، عبر نظام تعليمي رصين وبيداغوجيا معرفية متينة، إلى أن تولد “رؤية إلى العالم” (World view) تهندس العالَم شكلاً ومادةً، والعالِم معنىً وفكرةً، وعن هذه الرؤية الكاملة تتأسس الحضارة. موضوع الكتاب العام يروم…
في قلب كل حقبة مظلمة من التاريخ، نجد أحيانا وجوها أنثوية تلمع بقسوة لا تقل عن رجال السلطة أنفسهم، فمن أروقة قصر فرساي المترفة في فرنسا بالقرن الثامن عشر، إلى دهاليز القصر الرئاسي في دمشق في القرن الحادي والعشرين، تمتد خيوط قصة مثيرة عن نساء وقفن خلف عروش الطغيان، وأسهمن في تعميق مآسي شعوبهن. تأخذنا هذه الرحلة عبر الزمن من ماري أنطوانيت، ملكة فرنسا التي أصبحت رمزا للترف والانفصال عن معاناة الشعب، إلى أسماء الأسد، زوجة الرئيس السوري المخلوع بشار الأسد التي تحولت من أيقونة للحداثة إلى شريكة في نظام قمعي. كيف تحولت هؤلاء النساء من رموز للأناقة والرقي إلى أدوات…
فاز عرض “البخارة” لمسرح أوبرا تونس بجائزة مهرجان المسرح العربي في دورته الـ15 التي اختتمت أمس الأربعاء في سلطنة عُمان. العرض الفني الحائز على “التانيت الذهبي” في مهرجان أيام قرطاج المسرحية، من إنتاج مسرح أوبرا تونس (قطب المسرح والفنون الركحية)، وإخراج الصادق الطرابلسي، الذي يتميز بأسلوبه الإبداعي في تناول القضايا الاجتماعية المعاصرة. تألق العمل بمشاركة مجموعة من الفنانين، هم رمزي عزيز، ومريم بن حسن، وعلي بن سعيد، وبليغ مكي، وبلال سلاطنية. ناقش العرض قضية التلوث في مدينة قابس التونسية، متناولا تداعياتها الصحية والنفسية والاجتماعية على المجتمع. وشارك في المهرجان، الذي نظمته الهيئة العربية للمسرح بالتعاون مع مؤسسات عُمانية، 15 عرضا،…
أعلنت إدارة جائزة الملتقى للقصة القصيرة العربية في الكويت أمس الأربعاء القائمة القصيرة لدورتها السابعة. وقد ضمت خمس مجموعات قصصية من خمس دول مختلفة، مما يعكس ثراء وتنوع المشهد الأدبي العربي المعاصر. وتأتي هذه الجهود متزامنة مع اختيار الكويت عاصمة للثقافة والإعلام العربي لعام 2025 من قبل المنظمة العربية للتربية والثقافة والفنون (ألكسو). تنافست على الجائزة مجموعات قصصية متميزة، وتضم “حفيف صندل” للكاتب المصري أحمد الخميسي، الذي يتميز بمنح نماذجه القصصية شمول الرؤية الممتزجة بدقة بين الإنساني الخاص والوطني العام، و”الجراح تدل علينا” للروائي الفلسطيني زياد خداش، الذي يتناول قضايا الهوية والصراع في فلسطين. كما تشمل القائمة “روزنامة الأغبرة.. أيام…
في حواره مع الجزيرة نت، انتقد المستشرق الروسي ديمتري فالنتينوفيتش ميكولسكي، تعامل السلطات البلشفية الروسية مع المستعربين الروس. ويقول صاحب كتاب “المسعودي هيرودوت العرب” إنه “بعد قيام الثورة البلشفية وترسيخ الدولة السوفياتية، صارت السلطات تضغط على المستعربين في سبيل جعلهم يقبلون العقيدة الماركسية اللينينية”. ويضيف أنه “نتيجة لذلك تعرّض عدد من هؤلاء المستعربين للتنكيل وزُجَّ بعضهم في السجون”. وديمتري ميكولسكي من مواليد موسكو عام 1954م، ويُعدّ أحد أبرز الباحثين الروس في الثقافة العربية، وهو أستاذ بمعهد الاستشراق التطبيقي، وباحث بمعهد الدراسات الشرقية في أكاديمية العلوم الروسية، سليل تقاليد استشراقية عريقة، كرَّسها جيل عميد المستشرقين الروس “إغناطيوس كراتشكوفسكي”. تخرَّج ميكولسكي في…
ربما تكون هي المرة الأولى التي نرى فيها فنانة تشكيلية تدخل سجنا عربيا على سبيل الزيارة لتُنصِت لحكايات الجدران، تتأمل أوضاع العالم المعزول الذي فتح لها أبوابه على مصراعيه ولم يحرمها من وطأة قدم بأي بقعة داخله، تلمس الإنسانية في أوج تناقضاتها بين جريمة خطيرة يعاقب عليها الضمير قبل القانون وبين بؤس وشقاء يعيشه مرتكبها مستدرا عطف زائرته لعذاباته وحريته المقيدة، تستمع لشهادات السجناء وسجانيهم على السواء، تلتقط صورا بالكاميرا تصرخ في صمت لرموز وحوائط، أقفال وعنابر وأسلاك، للمنسيين خارج الكوكب بينما تثور تونس في الخارج، لتخرج بمعايشة فريدة وثرية تنقلها خارج الأسوار. هذا ليس خيالا أو رواية من أدب…
لطالما كانت الابتكارات التكنولوجية محركا رئيسيا لتحولات عميقة تعيشها المجتمعات الإنسانية، حيث تعيد هذه الابتكارات تعريف أساليب إنتاج المعرفة ونشرها وإتاحتها، وبالتالي إعادة رسم حدود السلطة داخل المجتمعات الإنسانية. فعلى سبيل المثال، الحقبة التي سبقت ظهور الطباعة، حين كانت النصوص الدينية محصورة في نطاق النخب الدينية والاجتماعية، مما أجبر عامة الناس على الاعتماد على وسطاء بشريين لنقل التفسيرات الإلهية وإيصالها إليهم. جسدت تلك الفترة فجوة حادة في الوكالة المعرفية، إذ عزز التحكم المركزي في النصوص المقدسة التراتبية الاجتماعية والدينية بشكل كبير، وساهم في ترسيخ هياكل طبقية قائمة على السخرة والاستغلال. لاحقا، عندما تم اختراع الآلة الطابعة، التي ساهمت في إحداث…